أعلنت الصين والهند، الاثنين الماضي، أنهما اتفقتا على إنهاء مواجهة عسكرية مستمرة منذ شهر عند منطقة حدودية متنازع عليها في جبال الهيمالايا.
وكان النزاع، الذي بدأ في منتصف يونيو وبلغ ذروته بتراشق الحجارة بين الجنود الهنود والصينيين في منطقة كشمير، المواجهة الحدودية الأكثر خطورة بين الجارتين الآسيويتين على مدى عقود.
ورغم أن الصواريخ الوحيدة التي جرى التراشق بها كانت الأحجار، فأن المنطقة سادها قلق إزاء امكانية تصاعد الموقف إلى استخدام أسلحة أكثر خطورة.
تتنازع الهند والصين على عدة أجزاء من حدودهما المرسمة بطريقة سيئة، والممتدة على مسافة 3500 كيلومتر، وأغلبها على طول سلسلة جبال الهيمالايا. وخاضت الدولتان حربا بشأن حدودهما في عام 1962،انتهت بسيطرة الصين على بعض هذه المنطقة.
ووقعت المواجهة، التي امتدت لشهور في دوكلام بلاتو، التي تتاخم الصين والهند وبوتان.
ودقت دولة بوتان الصغيرة ناقوس الخطر، مشيرة إلى أن الصين تشق طريقا عبر المنطقة المتنازع عليها، واصفة إياه بـ" انتهاك مباشر " للاتفاقيات بين الدولتين. وتتفاوض الصين وبوتان بشأن اتفاق خاص بالحدود منذ سنوات، ولكن لديهما اتفاقيات ترجع إلى 1988 و .1998
وردت الهند، وهي حليفة بوتان، بإرسال قوات لإخراج عمال الإنشاء التابعين للجيش الصيني.
وقالت وزيرة الخارجية الهندية، سوشما سواراج، إن عمل الصين يرقى لـ"تحدي لأمن (الهند)". وإلى جانب دعم حليفتها، تشعر الهند بالقلق أيضا لأن القوات الصينية تستطيع، من خلال هضبة دوكلام، الوصول إلى جزء من الأرض يربط بين البر الرئيسي للهند وولاياتها الشمالية الشرقية الثماني.
وبلغ التنازع بين الحكومتين الصينية والهندية ذروته، بمواجهة في عدة نقاط مختلفة على طول حدود البلدين في منطقة لاداخ بكشمير، حيث تبادل الجنود الهنود والصينيون ، الشهر الماضي، التراشق بالحجارة، ما تسبب في إصابات طفيفة.
ويأتي اتفاق إنهاء المواجهة قبل زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للصين لحضور قمة لمجموعة دول بريكس للاقتصادات الناشئة. وتضم مجموعة بريكس الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل وروسياوالصين . غير أن وزارة الخارجية الصينية أشارت إلى أن انسحاب القوات الهندية خطوة أحادية، وأن " القوات الصينية ستواصل الحراسة والتمركز في المنطقة ".