الكواكب.. فبراير 1954 

المسرح الإسلامي هو المسرح الذي يقدم المسرحية الإسلامية إذا كانت تدور حول حوادث التاريخ الاسلامي أو تقدم مراحل لحياة أبطال الاسلام، وما أكثر الصفحات المشرقة والحوادث الرائعة في تاريخ الاسلام ولكن هل يجب أن تقدم المسرحية حادثا مباشرا من تاريخنا الإسلامي كي يكون رواية اسلامية.

أقامت هيئه التحرير مؤتمرا في الاسبوع الماضي لمناقشة موضوع المسرح الإسلامي تحدث فيه مجموعة من اهل الفكر والفن والأدب وناقشوا فكرة إنشاء مسرح إسلامي في مصر.. وقد دار معظم الحديث علي هامش الموضوع فلم يحدد المتحدثون معنى المسرح الإسلامي والصوره التي يمكن ان يقوم عليها هذا المسرح.إ

إننا نري أن المسرحية المصرية نفسها قد تعتبر اسلامية إذ كانت تعالج موضوعا يقوم علي خلق اسلامي، فالرواية المصرية التي تدعو إلي الصدق أو الوفاء أو الجهاد في سبيل الله والوطن تعتبر رواية إسلامية لانها تدعو إلي خلق الاسلام.

هكذا يجب أن ننظر إلي الرواية الاسلامية وبالتالي إلي المسرح الاسلامي وهذه النظرة الموضوعية للمسرح الاسلامي تساعد علي توسيع آفاقه وتنشر رسالته فليس بالضرورة ان تقوم فرقة خاصة يقتصر عملها علي تقديم هذه المسرحيات ويطلق عليها فرقة المسرح الاسلامي لأن ذلك يعطيها طابع الديانة وقد يجعل رسالتها محدودة في نطاق معين فلا تحقق الفائدة على الوجه المطلوب.

ومثل هذه الفرقة لا تقوم الا مع الهواة او برعاية الدولة او هيئة التحرير مثلا؛ لأنها لا تستطيع أن تكون فرقة تجارية ولكننا نستطيع مع هذا تحقيق رسالة هذه الفرقة عن طريق آخر.. وبما اننا قد قلنا إن المسرح الإسلامي كلما وجدت المسرحية التي تحفر صفحات من تاريخ الاسلام وتدعو إلي الأخلاق التي يقرها الاسلام فإننا نستطيع أن نقيم من المسرح الإسلامي منبرا.

ولكن كيف توجد المسرحية الاسلامية؟ ان المشكلة بالنسبة لها هي نفس المشكلة بالقياس إلي المسرحية المؤلفة بوجه عام، فالمسرح المصري يشكو نقصا في التأليف المسرحي وانحراف الأدباء في كتابة المسرح ومع هذا فإن كثيرا من الروايات التي وضعت للمسرح قد استوحت من التاريخ الاسلامي، ولكننا نريد المزيد منها لا نريد ات تكون المسرحية الاسلامية مجرد فرصة وعد وارشاد ولكننا نريدها مسرحيه محبوبه لها كل مقومات العمل الفنى الناجح.

بحيث يمكن ان تترجمها إلى لغة اجنبية وتمثيلها علي اي مسرح اجنبي فيعجب بها الأجانب.