السبت 11 مايو 2024

البعض يتمناها ولأخرون أراء مختلفة .. عودة كبار النجوم للمسرح والحلم المستحيل!!

3-9-2017 | 14:57

تحقيق: يحيى مجدى

المسرح ..

هذا الفن المتميز جداً.. ذو الوهج الذي لا يباري وبالتالي نجومه هم دائماً الأقرب لذهن المشاهد وقلبه حيث التلامس المباشر معه وجها لوجه وهو ما لا تحققه أي وسيلة فنية أخري.

مشاكل المسرح وضعف الإقبال عليه وهجر الجمهور لخشبته.. وأمور أخري عديدة.. قد نوقشت مرات ومرات.. ومازلنا نشعر أننا في حاجة إلي فتحها من جديد.

هذه المرة .. طرأ علي أذهاننا سؤال.. وكأنه حلم لا ندري ما هي إمكانية تحقيقه.. نجومنا الكبار.. عادل إمام - محمد صبحي - حسن حسني - سمير غانم .. وجيل الوسط أحمد السقا - هاني رمزي - محمد هنيدي - شريف منير، هل وسط ظروف عديدة .. يمكن لنا أن نراهم مجددا يلعبون أدواراً علي خشبة المسرح أم أن جيل الشباب .. علي ربيع - مصطفي خاطر - حمدي الميرغني «أكلو الجو؟!» حول هذا التساؤل يدور تحقيق «الكواكب» الذي بدأناه بالحديث مع مجموعة من الجمهور لنتعرف علي رغباتهم.. فماذا قالوا؟

رأي الجمهور

مصطفي إبراهيم محاسب في أحد البنوك كان له رأي يرضي جميع الأطراف، حيث قال يمكن لجيل الكبار أن يعودوا ومعهم شباب المسرح الحاليين من أجل جذب الجمهور الشباب والأجيال الكبيرة أيضاً بتقديم مسرحيات تجذب جميع الأذواق وليس الشباب فقط.

وأشار باسم محمد إسماعيل بكالوريوس تجارة إلي أنه من المؤكد إذا عاد جيل الكبار للمسرح من جديد سوف يكون هناك إقبال كبير عليهم لأن أعمالهم المسرحية حتي الآن مخلدة وينتظرها الجميع من المناسبة للأخري.

وأكد كذلك كل من مصطفي الطوخي ومحمود الطوخي أصحاب أحد المحلات أنهما سوف يذهبان إلي المسرح إذا عاد جيل الكبار من جديد فنحن نشاهد أعمالهم المسرحية كل عام ونضحك عليها في كل مرة لأنهم قيمة حقيقية ولكن المشكلة لن تكون في الإقبال ولكن في مضمون المسرحية وفي تمويل المسرح فالنجوم الكبار طوال حياتهم يقدمون أعمالاً جيدة وأعتقد إذا عرض عليهم عرض مسرحي جيد ويضيف لهم سوف يعودون إلي المسرح من جديد وسوف يكون الإقبال كبيرا.

كما فضل توفيق ماهر (تاجر) أن يشاهد «مسرح مصر» كل أسبوع فكثير من الشباب الصاعد في الآونة الأخيرة أصبح يفضلهم ويتابع أعمالهم سواء المسرحية أو السينمائية أيضا فمن الصعب عودة النجوم الكبار من جديد لأنهم لن يرسموا الابتسامة علي وجوه الناس مثل الماضي.

وأضاف أحمد حلمي محام : إذا كانت هناك مشكلة فهي ليست في عودة النجوم ولكن المشكلة في السيناريوهات والإنتاج لأن النجوم يريدون أعمالا تضيف إلي تاريخهم المهني والتمثيلي وفي نفس التوقيت تحتاج إلي تمويل كبير من أجل الخروج بعمل جيد يعجب الجمهور ويضيف للنجوم.

وأكد عمرو عيد طالب بجامعة القاهرة : أنه إذا عاد نجوم الكوميديا لن يكون عليهم إقبال علي الإطلاق وذلك لكبر سن الكثير منهم والمسرح يحتاج إلي كثير من المجهود ليس مثل الدراما التي يقومون بها كل عام.

كما تري الشابة مروة عمرو أنه من الصعب أن يعود نجوم المسرح القدامي إليه لأنهم يكتفون بعروض الدراما التي تعرض كل عام في شهر رمضان ويتقاضون فيها ملايين الجنيهات ولأن الدراما التليفزيونية أسهل بكثير من المسرح فأتصور أن عودة الكبار مسألة صعبة.

قالت سارة عبدالعزيز موظفة حكومية: من الصعب عودة هؤلاء من جديد وذلك لأنه لم يعد هناك من يهتم بالمسرح ولا يوجد السيناريو الذي يساعد علي عودة ملوك الكوميديا الذين يدرسون أعمالهم بعناية حفاظا علي تاريخهم .

وأكملت مي عاطف خريجة إدارة أعمال قائلة إن نجوم الكوميديا القدامى مثل «عادل إمام وسمير غانم» وغيرهما من النجوم لن يضحكوا جيل شباب اليوم، فهذا الوقت وقت الشباب لأن مفهوم الكوميديا قد تغير من وجهة نظرهم.

وأضاف محمود صلاح موظف أنه لا يتابع المسرح من الأساس ولكن اذا عاد هؤلاء النجوم للمسرح يمكن أن يذهب إليه ويعتقد أن عودة هؤلاء النجوم للمسرح مستحيلة وذلك بسبب الأعمال الدرامية التي يقدمونها كل عام في رمضان والتي هي أسهل بكثير من المسرح بالتأكيد.

وأشار أحمد عبدالحليم موظف في إحدي شركات الاتصالات: أعتقد من المستحيل أن يعود هـؤلاء النجوم إلي المسرح نظراً في المقام الأول لكبر سنهم والجزء الآخر من الشباب مثل أحمد السقا وشريف منير ورمزي وهنيدي وحلمي وغيرهم من الصعب أيضا أن يعود أحد منهم وذلك لارتفاع أجورهم في الأعمال الدرامية والسينمائية كل عام .

وأضاف دكتور محمد أشرف طبيب أسنان : أن المسرح والدراما والسينما الآن لا تحتاج إلي نجوم كبار فجميع الأعمال الفنية تحتاج الي تجديد الدماء والدليل علي ذلك نجاح «مسرح مصر» وما شابه من أعمال مسرحية وحتي الدراما التليفزيونية أيضاً في رمضان شهدت نجاحا كبيرا لمجموعة من النجوم الشباب فمن الصعب عودة النجوم الكبار وإذا عادوا لن يكون هناك إقبال عليهم علي الإطلاق .

ذكرت شروق زقلط بكالوريوس إعلام: لن يعود هؤلاء النجوم إلي المسرح من جديد وذلك لأنهم أعلي أجورا في مصر سواء كان علي مستوي الدراما أو السينما.. والمسرح فقير غير قادر علي هذه الأجور بالرغم من أن المسرح له كل الفضل علي كل هؤلاء النجوم المتواجدين علي الساحة المصرية.

أوضحت ريهام محمد : أنه من الصعب الإقبال علي المسرح في حالة عودة نجوم الكبار من جديد وذلك لأن النجوم الكبار أصبحت تعبيراتهم وأسلوبهم وإفيهاتهم تقليدية يمكن أن تجعل المشاهد يبتسم ولكن هناك فرق بين من يبتسم ومن يضحك وهذا الفرق قد ظهر في مسرح الشباب مثل «مسرح مصر» وما شابه.

قالت رنا رضا : إنه إذا عادوا لن يذهب لهم أحد وذلك لأن كل من يذهب إلي المسرح الآن من الشباب سوف يفضل بعضهم البعض فهم يفهمون لغة بعض ويعرفون ماذا يضحك الجمهور اليوم.

وتقول فاطمة رضا: إذا ذهب أحد النجوم الكبار فأكيد هيكون بسبب دعاية إعلامية ضخمة لأسمائهم ما يحتاج إلي أموال كثيرة قد لا يقدر عليها ممولو مسرحيات جيل الكبار.

وبعد جولتنا السابقة التي تعرفنا فيها علي آراء جيل الشباب.

نتوقف في هذه المحطة مع نجومنا الكبار وكذلك النقاد والمتخصصين لنتعرف علي آرائهم في هذا التحقيق.

بداية تقول الفنانة الكبيرة ميمي جمال: طبيعي أن يفضل الشباب من الجمهور.. الشباب من فناني المسرح.. فهم نفس الجيل والعمر والهموم والمشاكل وحتي «الدماغ» واحدة.. فيسهل إذن أن يتواصلوا مع بعض .. غير أن الشباب اليوم لا يستطيعون البقاء لساعات طويلة متتالية في ممارسة عمل ثابت ومتواصل فصعب عليهم في جيل المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي البقاء أمام خشبة المسرح لمدة ثلاث ساعات متصلة لمتابعة عمل مهما كان الذي يقدمه. فهو جيل متحرك وسريع.. حتي إذا جلسوا أمام شاشة التليفزيون تجدهم يحولون القناة تلو الأخري بسرعة ولا يبقون أمام عمل واحد.. فهو بشكل عام ليس جيل متابعة.

وأوضح الفنان طلعت زكريا أن الشباب لديهم الحق لأن الكوميديا تتغير مع تغير العصور ولكل عصر مفرداته في اللغة و (الافيه الكوميدي) لأن الذي كان يضحك الناس زمان ليس هو الذي يضحكهم اليوم ولكن الذي أعيب علية فيه هو بعض الألفاظ الخارجة ولو عرض علينا من الشباب نصاً مسرحياً ويريدون أن نعمل معهم لن نرفض العمل ولكنهم لم يعرضوا علينا خوفا من أن نرفض العمل مع أني واثق أن هناك عددا كبيرا من النجوم لن يمانع في الوقوف بجوار جيل الشباب في عمل واحد وأنا أحد هؤلاء لأني عاشق للمسرح وذلك لأنني خريج فنون مسرحية، يهمني النهوض بالمسرح المصري سواء كان الخاص أو القومي.

وأضاف الفنان سامح حسين: هناك نشاط مسرحي الآن ولكن لا توجد الدعاية والإعلان مثلما كان يحدث في الماضي فالإعلام لا يلقي الضوء علي المسرح مطلقاً أو لنقل انه مقصر جدا في هذه المنطقة. ولكن المسرح دائما يعمل فهناك أعمال جيدة علي مسرح الدولة مثل «ألف ليلة وليلة» للنجم يحيي الفخراني وهو من النجوم الكبار «وقواعد العشق الأربعين» وغيرها من الأعمال المسرحية الناجحة وهناك إقبال من قبل الجمهور في الآونة الأخيرة حتي علي مسرح عبدالمنعم مدبولي للطفل.

وأكد أن المسرح لا يتوقف علي أحد وأنه يعمل تحت أي ظرف من الظروف ولكن لاشك أن التركيز حتي في الدعاية تذهب أكثر للسينما وكذلك الدراما التليفزيونية التي تدخل بسهولة إلي كل بيت.

ولكن إذا توفر للمسرح الإنتاج السخي والدعاية الكبيرة فسيكون مجالا لجذب الشباب والكبار علي حد سواء.

وأوضح نادر صلاح الدين مؤلف ومخرج مسرح مصر: أنه ليس هناك شىء مطلق فالنجوم ماداموا يعملون سواء كان ذلك في السينما او الدراما إذن يستطيعون أن يقفوا علي خشبة المسرح ولا يستطيع أحد أن يمنع اي نجم من الوقوف علي الخشبة مادام يريد.. فالفنان «أشرف عبدالباقي» عندما قرر أن يعمل بالمسرح كان يريد ان يصل إلي أجر ما وعندما وصل إليه بعد نجاح «مسرح مصر» استمر في العمل المسرحي ويمكن لكل النجوم أن يقدموا ما قدمه «عبدالباقي».

وأضاف صلاح الدين: هناك مجموعة من النجوم يتحدثون عن قلة السيناريوهات المسرحية الجيدة وذلك ليس صحيحا علي الإطلاق لأن هناك سيناريوهات كثيرة جدا تستحق أن تظهر علي مسرح يليق بها والدليل علي ذلك أن هناك نجوما يقومون بأعمال سينمائية ودرامية ليست بالجيدة علي مستوي الإخراج او السيناريو ولا تنجح وبالرغم من ذلك يقدمونها وذلك لسهولة الدراما والسينما عن المسرح.

وأكد نادر أن هناك إقبالا ً كبيرا من الشباب علي المسرح وحاليا أصبح الاهتمام بالمسرح كبيرا من قبل الشباب ليس علي «مسرح مصر» فقط بل علي جميع عروض الشباب في كل مكان.

وأضافت الأستاذة «هدي وصفي» مديرة المسرح القومي السابقة: أنه من الصعب عودة النجوم الكبار للمسرح مرة أخري وذلك لكبر السن والعروض المتتالية للمسرح التي قد تستمر أكثر من خمسة عشر يوما أو ثلاثين يوما بجانب أن المسرح يتطلب مجهودا كبيرا جدا يفوق السينما والدراما، وليس فقط المجهود المبذول وكبر السن هما العقبة التي يمكن أن تقف أمامهم بل المقابل المادي أيضا وذلك لأن هؤلاء النجوم يحصلون علي ملايين الجنيهات في الموسم الواحد مقابل أعمالهم السينمائية أو الدرامية وفي المسرح لن تزيد أجورهم فيها عن بضعة آلاف من الجنيهات . وتعليقاً علي «مسرح مصر» ذكرت أنه لا يعتبر مسرحا لأنه يعرض كل أسبوع علي إحدي القنوات الفضائية والتي تمول المسرح كما أنه يشبه الحلقات المنفصلة عن بعضها البعض ،وذكرت أن هناك مجموعة كبيرة من الجمهور تحب متابعة المسرح الذي تكتمل عناصره كلها فيه مثل عروض المسرح القومي ، وأضافت وصفي أن المسرح القومي يقف عليه الفنان «يحيي الفخراني» لأنه يريد أن يقف علي خشبة المسرح بالرغم من أنه لم تكن لديه تجارب مسرح ولكنه رغم كبر سنه يقف علي مسرح الدولة بأجر ليس بالكثير مطلقا وذلك لأنه يريد أن يقدم مسرحا وقد حققت مسرحية «ألف ليلة وليلة» نجاحا كبيرا علي مسرح الدولة، وأكدت أنه يمكن لهؤلاء النجوم أن يعودوا للمسرح من جديد عن طريق مسارحهم الخاصة بهم لأن هناك عددا كبيرا منهم لديه مسرح يمكن إعادة هيكلته من جديد وذلك لأن هناك إقبالاً كبيرا علي المسرح من جانب الشباب لفرق الهواة ولشباب خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية كما شهدنا في المهرجان القومي للمسرح، وأضافت أن الفترة المقبلة هي فترة الشباب وذلك لأن الشباب يقدمون عروضا جيدة تستحق المتابعة وبوقت لا يجعل الجمهور يمل من الجلوس في المسرح لأنه في الماضي كان نجوم المسرح يقدمون أعمالا قد تزيد علي 3 او4 ساعات مما يجعل الجمهور يمل من العرض المسرحي ولكن في الوقت الحالي لا تزيد مدة المسرحية علي ساعة ونصف مما يساعد في الحفاظ علي مضمون المسرحية دون تطويل.

وأخيراً يقول المخرج المسرحي سعيد سليمان: إن هناك كثيرا من النجوم قد قدموا مسرحا ولم ينجح مثل كمال ابو رية وغيره وذلك لأن المسرح لا يتطلب نجوما لكن يتطلب تفرغا كبيرا وتجهيزا ويحتاج إلي إنتاج ضخم وفي نفس الوقت فإن أجور المسرح ليست كبيرة مما جعل النجوم يبتعدون عنه وذلك لأن لديهم عاما مليئاً بالأعمال الفنية سواء كان سينما أو دراما ويرغبون في الانتهاء منها في أسرع وقت مما لا يساعدهم علي الوقوف علي خشبة المسرح، كما صنف سليمان المسرح إلي سيناريو راق ومتوسط وضعيف وهناك جمهور لكل منهم كما ذكر أن هناك سيناريوهات كثيرة فمن يرغب في الوقوف علي خشبة المسرح سواء كان علي مسرح خاص أو المسرح القومي أو البيت الفني للمسرح فإنه يجد ما يريد.

وأضاف سليمان أن هناك مسرحا من فرق الهواة لديهم إقبال كبير من الشباب ولديهم محتوي جيد ويتم حجز التذاكر قبل العرض بفترة كبيرة من الوقت يمكن أن تصل إلي شهور وذلك لأن الفترة القادمة هي فترة الشباب .

وأوضح أن «الفخراني» ناجح وذلك لأنه يقدم عملا جيدا علي مستوي الإخراج والسيناريو والديكور.. المضمون جيد ولكن إذا قدم «هنيدي» علي سبيل المثال عملاً مسرحياً سوف يأتي الجمهور في البداية من أجل الفنان «هنيدي» ولكن إن كان المضمون ليس بالجيد لن ينجح العرض علي الإطلاق مثله مثل نجوم المسرح الذين قدموا عروضا ولم تنجح وذلك لأن الوقت والمال هما العقبة الحقيقية بالنسبة لنجوم السوبر ستار في اتجاه عودتهم إلي خشبة المسرح.

    Dr.Radwa
    Egypt Air