بقلم : محمد سعيد
منذ أن أعلن حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام عن عودة مهرجان الإعلام العربي بعد غياب عدة سنوات تعالت الأصوات بالترحيب والتهليل لهذا القرار الذي وجده الكثير فرصة لإعادة الأضواء مرة أخرى إلى ماسبيرو والتي ابتعدت عنه بعد ثورة 25 يناير ، والحقيقة أن هؤلاء ومعهم رئيس الهيئة الوطنية لم يلتفتوا للمأزق الذي وضع نفسه فيه ، فهذا المهرجان يضم عدداً من الأقسام للتنافس على رأسها الدراما التليفزيونية والبرامج وغيرها من فنون العمل التليفزيوني ولم يلتفت أحد إلى أن الإنتاج الدرامي في القطاعات التابعة للدولة "قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج وشركة صوت القاهرة" متوقف منذ 6 سنوات أما البرامج فرغم أنها لم تتوقف ولكن تأثرت بشكل كبير بقلة الإمكانيات فمعظمها هزيل جدا إلا فيما ندر .
إذن فلماذا نسعى لعودة المهرجان ونحن غير مستعدين للمنافسة على جوائزه المختلفة ؟ الأمر يبدو وكأنه محاولة لكشف عورة الإعلام المصري الرسمي أمام كل العالم بإقامة مهرجان نعلم تماما أننا لن نحصد من ورائه إلا الشفقة والرثاء على ما وصلت إليه الحال ، أليس من الأفضل أن نستعيد قدرتنا التنافسية وريادتنا في مجال الإنتاج الدرامي والبرامجي التي احتفظنا بها سنوات طويلة ثم نفكر في إعادة المهرجان مرة أخرى ؟ أم أن الرغبة في عمل "شو" للفت الأنظار أقوى من إرادة التطوير واستعادة أمجاد ذلك المبنى العتيق ؟!