الأحد 30 يونيو 2024

السعادة قرار .. أزواج رفضوا النكد

4-9-2017 | 15:17

كتبت : نجلاء أبوزيد

النكد.. صفة ارتبطت بالزوجات وتنصل منها الأزواج ، حتى أصبح «بعبع » أي علاقة زوجية، ومن ينجح فى التخلص منه أو الابتعاد عنه يحظى بحياة زوجية هانئة، وقد يتخذ الزوجان قرارا بأن يكونا سعيدين إلا أن بعض العوامل الخارجية التى لا يمكن السيطرة عليها قد تفسد ذلك القرار، فكيف يتغلب الطرفان على النكد وينعمان بالسعادة؟

فى البداية تقول بثينة محمود، موظفة: للأسفالنساءأكثر من يستطعن إشاعة النكد فى المحيط الأسرى وعلى أبسطالأسباب,بعكس الرجال الذين يمتلكون قدرة عالية على معالجة الأمور بحكمة وروية أو كما نقول "بيكبروا دماغهم"، وقد كان زوجى يتهمنى دوما أننى سبب النكد ما يصيبنى بالإحباط حتى أصبت بمرض السكرى، لكننى اكتشفت مؤخرا أن السعادة قرار يمكن أن تتخذه المرأة حتى تشيع السعادة بين أفراد أسرتها, لكن للأسف واقع المرأة المصرية يثبت أنها غاوية حرقة دم زوجها.

وتقول سها طلعت، موظفة: لا شك أن المرأة من بيدها إشاعة السعادة بين أفراد أسرتها, فهى بمثابة مفتاح السعادة والنكد، وأنابطبعي إنسانة متفائلة لا أهتمبالأشياء البسيطةالتى يمكن أن تعكر صفوى, لأننى مؤمنةأن كل شيء مكتوب,لهذا لا أحزن على شىء فاتنى أو ألتفت إلى بعض تصرفات زملاء العمل التى يمكن أن تضايقنى الأمر الذى يجعل زميلاتي في العمل يتهمنني بالبرود،وأرى أن الحل أن نقنع أنفسنا أننا طالما ننعم بالصحة ومن نحب فكل شىء يهون، حتى عندما أتشاجر مع زوجي أحاول إنهاء الموقف سريعا لأن النكد يخيم على المنزل بأسره.

اختيار

"السعادة قرار.. هكذا علمتني الحياة"بهذه الكلمات بدأت غادة حسين,كيميائية, حديثها وقالت: طوالحياتيأرضى بما كتبه الله لى، وبعد زواجي كانت حياتي هادئة لأننى وزوجي لا نحب إثارة المشاكل،وكان من الصعب علي أن أحدد هل أنا سعيدة فى حياتى أم كغيرى من النساء اللائى يعشن حياة بلا معنى,حتى اكتشفت إصابتى بالسرطان ما قلب حياتى إلى جحيم، لكننى سلمت أمرى لله وقررتمواجهة المرضبمساندةزوجي وأهلى، عندها عرفت معنى السعادة، لذا أرى أن السعاد والنكد اختياريمكن للمرء أن يختار بينهما بكامل إرادته.

أما هالة سمير، ربة منزل فتقول: أنا وزوجي نحب التفاؤل والسعادة ونحاول إسعاد بناتنا بأبسط الأشياء، ومصدر سعادتنا هو استقرارنا وتفاهمنا واحترام كل فرد في الأسرة للآخر، وقد أصابتنى موجة ارتفاع الأسعار التى ضربت الأسواق وزوجى بالتوتر لكننا قررنا ألا نجعلها سببافى إثارة المشكلاتبيننا، وبالفعل لم أتطلع يوما وبناتى إلى أى سلعة ليست فى مقدورنا لأننا على يقين أن ذلك سيكون سببا فى إشاعة النكد بيننا, لأن زوجى سيشعر بعدم قدرته على تلبية متطلبات بناته ومنزله.

نظام حياة

وبعد استعراض بعض تجارب النساء مع التخلى عن النكد واختيار السعادة ماذا عن الرجال؟ يقول عادل معوض، مخرج بالتليفزيون:الحياة قصيرة ومجنون من يقضيها في النكد, ولهذا اتفقت مع زوجتي أن تكون مسئولة عن المنزلفي كل شيء وأنا أوافق على قراراتها لأنها تتشاور مع الجميع قبل اتخاذها,وأتجنب المشاكل لأن العصبية والتوتر لا يغيران شيئا، والسعادة فعلا تنبع من داخلنا.

"السعادة اختيار لذلك اتفقت مع زوجتي أن نكون سعداء" هكذا بدأ محمد الجندي مدرس حديثه ويقول: تعاهدتوزوجتى على تعويض كل لحظات الحزن التى مرت بنا بسبب فقدنا آباءنا، لذا لا نبتعد بقدر الإمكان عن أى أمور قد تثير المشكلات بيننا، وإذا تشاجرنا أو اختلفنا نتصالح في نفس اليوم، فالسعادة نعمة من الله ومن لا يستطيع الاستمتاع بها فهو خاسر.

أصحاب السعادة

هكذا اتفق الجميع على أن النكد اختيار والسعادة قرار لكن كيف نتجنب النكد لنحيا حياة سعيدة ونصبح من أصحاب السعادة؟

تقول د. سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع: لا شك أن السعادة اختيارالأذكياء،وأن الأسرةالسعيدة تخرج للمجتمع أبناء صالحين،وحتى تحظى الأسرة بالسعادة يجب أن تبتعد عما يسبب النكد، وقد أظهرت الكثير من الدراسات الاجتماعية أن النكد والملل من العوامل الرئيسية التي تؤدى لانهيار الأسراجتماعيا حتى لو لم ينتهيالأمر بالطلاق،وأن من أسبابه رغبة بعض الأشخاص أن يعيشوا دور الضحية، لذا كلما كان هناك توافق كانت فرصة السعادة أكبر من النكد،وأضافت: يحتاج الأزواج قدرا كبيرا من التوعية لاستيعاب ماهية الحياةالزوجية بما تحمله من اختلافات مقبولة من الزوجين وضرورة عدم تضخيم الأمور وتحويل العلاقة الزوجية من مصدر للسعادة إلى قلق ونكد،لأن هذا يرفع معدلات الطلاق في الزيجات الحديثة، وكلما كان الطرفين أكثر استيعاباوهدوءافي المواقف المختلفة كانوا من أصحاب السعادة.

بيت كئيب

ويتفق معها د.سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي والاستشارات الزوجية ويقول: النكد الزوجي من أكبر أسباب المشكلات النفسية للمتزوجين وتسبب الكثير من المشكلات العضوية وعلى رأسها الصداع المزمن، لذا عندمايأتي زوجان لعرض مشاكلهما نتفق أولا على ضرورة تغير الجو العام بالمنزل،وإشاعة السعادة بينهما، وتدريجيا يكتشفا أنها كانت موجودة لكنهما لم يشعرا بها بسبب جو النكد المسيطر على المنزل، لذلك فالشخصيات الحزينة والمكتئبة بطبعها عادة تفشل زيجاتها