الأربعاء 15 مايو 2024

العميد منال عاطف : أجازتى بعد العيد لتأمين النساء من العنف

4-9-2017 | 15:36

حوار: منار السيد

الأعياد بالنسبة لها لا تأتي دائما بالراحة والاسترخاء، فطبيعة عملها تحرمها من قضاء هذه اللحظات المبهجة وسط أفراد عائلتها، وتفرض عليها ترك منزلها وكذا زميلاتها ليسهرن على حماية الفتيات والنساء من التحرش ومظاهر العنف التى قد تمارس ضدهن أثناء احتفالهن بتلك الأيام، إنها العميد منال عاطف، مدير إدارة متابعة جرائم العنف والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة بوزارة الداخلية والتي كان لنا معها هذا الحوار لنتعرف منها على استعداد الإدارة لمواجهة التحرش والعنف اللذين يتزايدا خلال الاحتفال بالعيد.

وعن بدايتها مع العمل الشرطى تقول: بعد انتهائى من مرحلة الثانوية العامة قررت الالتحاق بكلية تؤهلنى للالتحاق بالضباط المتخصصين لذلك اخترت كلية الآداب قسم اجتماع، وبعد التخرج التحقت بكلية الشرطة، وبالرغم من أن الجميع يعتقد أنه مجال صعب لكنه في الحقيقة ليس كذلك لكنه يحتاج إلى طبيعة خاصة تتمثل في قدرة الفتاة أو المرأة على التواءم والتأقلم مع طبيعة العمل والتمتع بالمرونة، والقدرة على الموازنة بين عملها وحياتها الشخصية وعائلتها, وهذه هي دائما المعادلة الصعبة لكنها في نفس الوقت ليست مستحيلة.

ما أول محطة في عملك بالمجال الشرطي؟

عملت بمجال مكافحة جرائم الآداب العامة لمدة 25 عاما، ثم عملت بالمكافحة الدولية لإدارة النشاط الخارجي في الآداب، فقضايا الآداب بكل تصنيفاتها تستلزم وجود عنصر نسائى، وفى عام 2013 تم إلحاقي بالعمل في إدارة متابعة جرائم العنف وعدد من ضابطات الطب النفسي لتقديم الدعم النفسي للضحايا.

متى تم استحداث إدارة لمتابعة جرائم العنف ضد المرأة؟

بعد انتشار ظاهرة التحرش بأشكالها والتى شعرت معها النساء والفتيات بفقدان الأمان في الشارع استشعرت الوزارة ضرورة استحداث كيان شرطي متخصص لمتابعة قضايا العنف ضد المرأة، وأنشئت وفقا لقرار وزير الداخلية رقم 2285 في مايو عام 2013  لتتبع الإدارة قطاع حقوق الإنسان لحماية المرأة وصون كرامتها، خاصة أنها في مجتمعنا الشرقي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة تتعرض للعديد من صور العنف والتمييز ضدها، وأحيانا تجهل النساء كيفية التصرف إزاء هذه الانتهاكات ولا تعرف لمن تلجأ، ولأن بعض الوقائع تستلزم دعما مجتمعيا وتبصير بالإجراءات القانونية وقعت الإدارة بروتوكولات تعاون مع كل من المجلس القومي للمرأة والقومي للأمومة والطفولة ووزارة العدل.

وهل الإدارة معنية بمكافحة ومتابعة جرائم العنف أم بمتابعة العنف فقط؟

كانت مهمتنا في البداية متابعة جرائم العنف ومكافحتها بالتعاون مع مديريات الأمن والتواجد سويا في الاحتفالات والمناسبات والأعياد وأماكن التجمعات والتحقيق في البلاغات ودراسة ومتابعة الإحصائيات لإيجاد أساليب لمعالجتها، ولكن هذا العام تم استحداث قسم خاص معني بمكافحة جرائم العنف ضد المرأة في أغلب مديريات الأمن وتم تزويد الضابطات بأدوات تسليح بسيطة للتدخل وقت الحاجة، وجاري حاليا تغطية كافة مديريات الأمن بقسم مكافحة جرائم العنف ضد المرأة بعد زيادة إقبال الطالبات على الالتحاق بكلية الشرطة قسم ضباط متخصصين وطالبت الكلية بزيادة عدد الطالبات للالتحاق بقسمي علم النفس والاجتماع من كافة المحافظات، واشترطت الكلية أن تقضى كل خريجة خدمتها في محافظتها لتغطية كافة أقسام الجمهورية.

 

العنف الأسري

من خلال عملك ما السبب وراء ارتفاع نسبة جرائم العنف ضد المرأة؟

من خلال العديد من الوقائع تبين أن الموروثات الثقافية في مجتمعنا هى العقبة كما أنها داء يتطلب علاجا فوريا من خلال تكثيف الجهد من المدرسة والأسرة ودور العبادة والإعلام لنشر التوعية المجتمعية للقضاء على العادات والتقاليد السلبية التى تقلل من دور المرأة وتفضل الذكور على الإناث.

ما دور الإدارة لمتابعة مشاكل الأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة؟

في 13 يناير 2017 تم ضم ذوي الاحتياجات الخاصة على الإدارة، حيث نعمل مع وزارة العدل من خلال بروتوكول للمساعدة على تنفيذ أحكام الحضانة وأحكام النفقات، إلى جانب العمل على مكافحة التحرش بالأطفال من خلال توعيتهم وبحث الشكاوى في مجال رعاية الطفل والقضايا الخاصة  بالختان وزواج القاصرات، كما نعمل على نشر التوعية بالمدارس مع الوزارة، وبالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة فقد وقعنا بروتوكول مع المجلس القومي لشئون الإعاقة وتم إعداد خدمات الوزارة بطريقة "برايل" لفئة المكفوفين، بالإضافة إلى توقيع بروتوكول مع جمعية الصم وضعاف السمع.

هل سيسير أبناؤك على دربك في العمل الشرطي؟

لدي ابني في الفرقة الخامسة بكلية الهندسة وابنتي في الفرقة الرابعة بكلية الإعلام، وهما يرفضان تماما العمل بالمجال الشرطي خاصة ابنتي لأنها كانت تشعر بضيق بسبب ظروف عملي، وبالرغم من ذلك فإنني أحاول إقناع ابني بالالتحاق بكلية ضباط متخصصين بعد التخرج.

العيد

أين تقضين العيد؟

أنا لا أحصل على أجازة في الأعياد لأنه وقت احتفال وتزاحم ويكثر فيه المشاكل خاصة فيما يخص المرأة، فالفتاة التي تخرج مع صديقاتها أو أسرتها تحتاج لحماية وتأمين وهذا يحتم علينا كجهاز شرطي التواجد من خلال أقسام المكافحة في كافة الأماكن من مواصلات وحدائق وأمام السينما وفي جميع أماكن التجمعات، والمتابعة من خلال الإدارة لما يحدث لذلك من الصعب الحصول على أجازة لأن طبيعة عمل وزارة الداخلية هو إعلان حالة الطوارئ في الأعياد والمناسبات.

 وكيف تتقبل أسرتك قضاء العيد في العمل بعيدا عنهم؟

تستطيع المرأة دائما أن تكون رمانة الميزان  بين عملها وأسرتها، لكن العمل الشرطي يتطلب وقتا أكبر ومجهود أكثر وليس له وقت محدد، خاصة في الأعياد والمناسبات، حيث يتم إعلان حالة الطوارئ بوزارة الداخلية، ولكن دراستنا أعطتنا خبرة لتوظيف الوقت خاصة إذا كانت المرأة عاشقة للعمل داخل جهاز الشرطة فهي تستطيع أن تفعل ذلك وتكون فخرا لأهلها وأبنائها، وبالنسبة للعيد فأسرتي متفهمة لطبيعة عملى الذي يتم تحديده حسب خطة الوزارة ونظام التشغيل ولذلك  فأجازتي تكون بعد العيد .

ما النصائح الأمنية التي تقدمها الإدارة للفتيات لمكافحة التحرش في العيد؟

هناك بعض الخطوات التي يجب أن تتبعها الفتاة لمكافحة التحرش في أماكن التجمعات في العيد مثل   تجنب السير فى الطرق المظلمة والأماكن المزدحمة قدر الإمكان، ويفضل سير الفتيات في مجموعات، وإذا كانت بمفردها يجب أن تستقل "تاكسى" وتجلس فى المقعد الخلفى حتى لا تعطى الفرصة للسائق أن يظن بها سوءا، وعلى الفتاة التى تعرضت للتحرش التوجه للشرطة لتحرير محضر فوراً بالواقعة مع التعامل بقوة مع المتحرش والاستنجاد بالمواطنين فى الشارع لمساعدتها فى ضبط المتحرش، وأخيرا على الفتاة أن تلتزم بالأماكن المخصصة للسيدات فى المواصلات أو الطوابير.