أحيا الشاعر والناقد شعبان يوسف ذكرى زوجته على طريقته الخاصّة، وكتب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك :
عاماااااااان كاملان وأنا فى تيه غيابك .. لم أستطع حتى الآن استيعاب ما حدث، كنا نحلم معا.. نروى حديقة صغيرة معا.. نفتح نافذة كل صباح معا.. نستنشق هواء الله معا..نطل من شرفة الطابق الخامس معا.. نتبادل قراءة الصحف الورقية معا.. (ونضحك ضحك طفلين معا )..الآن أنا وحدى تمااااااما.. لا تخدعك المظاهر.. انا وحدى فعلا.. لا أستطيع أن أفهم أحدا.. ولا يريد أحد أن يفهمنى بجدية.. وأصبحت غير مبال.. فكل الظواهر حولى سواااااء ..متشابهات.. أنا خائف فعلا وحزين .. فالجدران التى حولى مجرد جدران صماء عمياء ..رغم أن رائحتك مازالت تملأ المكان..ومازلت أحتفظ بملابسك على الحامل الخشبى.. فقط أتأملها يوما بعد يوم .. وأنتظر.. ربما تأتين لترفعيها بنفسك..مازال مقعدك فى الشرفة يبكى كل يوم.وأنا أنفض مالحقه من بعض غبار.. مازلت لا أستقبل أحدا فى مملكتك الخاصة.. لم يدخلها أحد على الإطلاق..سوى حبايبك الصغار الذين كبروا فجأة..كبروا دون علمى وعلمك.. وأصبحت حمولتهم صعبة.. والبكاء يداهمنى كثيرا.. حتى كاد يذهب ببعض بصرى الذى انحسر كثيرا..وافتفدتك عند طبيب العيون.. وانا فى غرفة العمليات.. وأنا أخلع ملابسى العادية وأرتدى ملابس المرضى..وأنا ادخل غرفة الجراحة.. لولا بعض أحبتى وأحبتك أحطن بى..وخففن بعضا من ألمى.. يازينب.. ياحب حياتى..ووردة روحى.. والسماء التى مازالت تظلنى.. والقلب الذى مازال يحتويني ويدرك حاجاتى.. يازينب.. مازلت اسمعك وأنت تنادينى بالألقاب التسعة التى أبدعتها ذائقتك اللغوية المرحة عندما تريدين تدليلى.. فى ذكرى غيابك الثانية.. أفتقدك جدا ..أفتقدك بضراوة.. أفتقدك بشدة..