الجمعة 5 يوليو 2024

«فرنس برس» تنشر تقريرا حول خطة تحويل باريس إلى عاصمة للدراجات

6-9-2017 | 09:25

يريد عمدة العاصمة الفرنسية "آن هيدالجو" أن يجعل باريس المدينة الأكثر استخداما للدراجات في العالم؛ لكن العاصمة المزدحمة والملوثة لا يزال أمامها طريق طويل قبل أن تتمكن من منافسة أمثال أمستردام وكوبنهاجن.

في تقرير لوكالة "فرنس برس" اليوم الأربعاء تناول تباين الآراء البارسيين حول الطريق السريع " فوي جورج بومبيدو" الذي تم تخصيص جزء كبير منه لمسارات راكبي الدراجات ضمن "مشروع الدراجة" في باريس.

ذكر التقرير بأنه بعد صيف من أعمال الطرق فقد أصبح سائقو السيارات أنفسهم يسيرون في مسار واحد بعدما تم تحويل المسار الآخر، إلى مسار للدراجات في اتجاهين، وأنشأت العاصمة الفرنسية أول طريق صريح للدراجات رسميا الذي أطلق عليه إسم "فواي إكسبرس" للدراجات والذي سيتم افتتاحه في أكتوبر المقبل.

 

يمثل طريق "فوي جورج بومبيدو" الذي تم تجديده الخطوة الأولى في خطة العمدة "آن هيدالجو" الطموحة لتحويل السيارة التي إختنق بها باريس إلى عاصمة ركوب للدراجات على مستوى عالمي, وهي ما تعرف بإسم "مشروع الدراجة" والتي تعد جزء أساسي من الجهود للحد من التلوث حيث يهدف إلى مضاعفة طول ممرات الدورة (من 700 كيلومترا حاليا، والتي تشمل ممرات غير محمية) وإنشاء 10 آلاف مكان جديد لوقوف للدراجات بحلول عام 2020

 

من ناحية أخرى هناك معارضين لهذة الخطة وهم العديد من سائقى السيارات الذين يتهمون فريق "هيدالجو" بالسعى لفرض نموذج أجنبي في العاصمة الفرنسية، ويقول أحد السائقين الساخطين على "فوي جورج بومبيدو" طبقا لما جاء في التقرير :"لا يمكنك إجبار الناس على أن يصبحوا راكبي دراجات", معبرا عن أسفه لأن 30 ألف مستخدم يوميا سيحصرون على ممر واحد فقط من أجل إفساح المجال للدراجات، مضيفا إلى أن ركوب الدراجات ليس جزءا من الثقافة الفرنسية.

من جانبه قال الخبير الدنماركي "ميكائيل كولفيل" الذي يرصد البنية التحتية للدراجات في المدن، إن الفكرة القائلة بأن هناك ثقافة مستحدثة على العاصمة الفرنسية وهي ركوب الدراجات هي خاطئة تماما، وأشار إلى أن الدراجات كانت تحظى بشعبية كبيرة في العاصمة الفرنسية حتى الأربعينيات من القرن الماضي "، ثم تم تقليصها تدريجيا بسبب الحرب والإزدهار في صناعة السيارات، قائلا :" لا يوجد شيء جديد حول ركوب الدراجات في باريس فهي تريد ببساطة أن تستعيد هذه العادة مرة أخرى".

في واقع الأمر أن تحقيق مثل هذه الخطة يتطلب تحديثا كبيرا للبنية التحتية القائمة، ولا يزال "مشروع دراجة باريس" متخلفا عن الموعد المقرر ومن المتوقع الآن أن تكون واحدة من طرقها الرئيسية ممر واسع في اتجاهين على طول شارع "دي ريفولي" الشهير أيضا، والذي سوف يسمح لراكبي الدراجات بزيارة متحف اللوفر وحدائق تلريز، على أن يتم افتتاحه  في صيف عام 2018، أي ما يقرب من عام في وقت متأخر، وأشار التقرير أن هذا التأخير يرجع إلى عرقلة تسبب بها مدير الشرطة المحلية في المدينة.

من جانبه عبر المحافظ "ميشال ديلبوش" عن قلقه إزاء تأثير الطريق المخطط له على طول شارع "ريفولى" على حركة المرور وفى مقابلة له مع صحيفة  "لوموند " الفرنسية اليومية، حذر من أنه قد يتم عرقلة حركة الشرطة وغيرها من سيارات الطوارئ.

 

من جانبها أعربت بعض المجموعات الموالية لـ"مشروع الدراجة" في باريس عن قلقها إزاء طبيعة الطرق التي سيتم إنشاؤها قائلة :" المهم حقا ليس الوصول إلى هدف إطالة المسافة المخصصة لراكبي الدراجات إلى 1400 كيلومتر من الممرات؛ بل ضمان جودتها من خلال إنشاء مسارات مناسبة للدراجات أينما كانت".