الجمعة 27 سبتمبر 2024

أولياء الله الصالحين (9 -30)| الشيخ عواض.. ولد بالمغرب وينتهي نسبه للإمام الحسن

مسجد سيدي عواض

ثقافة31-3-2023 | 19:05

عبدالله مسعد

تعتبر مصر حاضنة آل بيت النبوة وأولياء الله الصالحين، وقد بوركت بوجودهم حيث تأتي من منطلق دعوة السيدة زينب الشهيرة لأهل مصر لترحيبهم بقدومها قائلة: "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".

ونستعرض خلال أيام شهر رمضان المبارك عدد من هؤلاء الأولياء وفترة إقامتهم في مصر.

ونستعرض اليوم: الشيخ عواض... ولد بالمغرب وينتهي نسبه للإمام الحسن

مقام "سيدي عواض" بقليوب، ويطلق عليه الأهالي مقام سيدي "الشيخ عواض"، والذي ولد بالمغرب الأقصى أواخر القرن الثامن الهجري، وينتهي نسبه الشريف إلى مولانا الحسن بن على بن أبي طالب "رضي الله تعالى عنهم"، حفظ القرآن الكريم وهو صغير السن، والتحق بالمدرسة العظمى التي أنشأها السلطان أبو سعيد المريني، وتخرج من جامعة القرويين بفاس، خلال تأديته لفريضة الحج مر بمصر، ومكث عامين في مدينة الإسكندرية، وتتلمذ فيهما على يد أصحاب الطريقة الشاذلية، ثم جاء الشيخ عواض إلى قليوب في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، تولى الشيخ عواد إمامة المسجد الجامع بقليوب، كما تولى القضاء بها من قبل السلطان قايتباي حتى توفي عام 878هــ، ثم أقام له شيخ قبيلة الشواربية ضريحًا له في الغرفة التي كان يسكنها.

ومنذ القدم ظهرت عند المصريين القدماء فكرة الولي الذي يمثل الآلهة المحلية التي يلجأ إليها الناس لتوصيل رغباتهم إلى إله الدولة الرسمي، سواء رع في الدولة القديمة أو آمون في الدولة الحديثة، وتطور الأمر مع دخول الإسلام إلى أضرحة الأولياء.

وعلى الرغم من ازدحام القاهرة بالمنشآت الحكومية، والوزارات، خاصة منطقة وسط البلد، إلا أنها ما زالت تحتفظ بعدد كبير من الأضرحة التي يتبارك بها المصريين، وهذه الأضرحة كانت موجودة قبل بناء القاهرة الخديوية على يد الخديوي إسماعيل، فربطت بين حقبة الدولة الإسلامية والقاهرة الحديثة التي أراد الخديوي بنائها على الطراز الأوروبي لتباهى عواصم العالم الأكثر تمدن ورقى.

على الرغم من رغبة الخديوي آنذاك في بناء القاهرة من جديد على غرار العاصمة الفرنسية باريس، إلا أن المصريين استطاعوا الحفاظ على أضرحة أولياء الله الصالحين، التي سميت مناطق نسبة لهم، فوسط الحداثة تجد ضريح لأحد المشايخ، وإن كان لا يذكره كل أهالي المنطقة المحيطة به.

هناك أضرحة مشهورة في القاهرة يعلمها الجميع مثل ضريح سيدنا الحسين، والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وغيرهم، ولكن هناك أضرحة أخرى تنتشر في شوارع وسط البلد لم يعرفها الكثير ولكن أهالي المنطقة المجاورة لها يقيمون لبعضها الموالد ويتباركون بالمكان ويزورنه.