أكد سياسيون وقانونيون وبرلمانيون أن مصر تمثل ركيزة أساسية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأن قواها الناعمة لا تزال مصدر الإلهام لكل تجارب ومساعي النهوض والتقدم، مشيرين إلى أن القضاء المصري بما يمتلكه من خبرات وتاريخ عريق، يمثل صرحا شامخا وأحد أبرز الجوانب المضيئة في المنطقة والقارة الأفريقية.
جاء ذلك خلال افتتاح دورة جديدة من الصالون الثقافي لنادي قضاة مصر برئاسة المستشار محمد عبد المحسن رئيس النادي، بمشاركة عدد من شيوخ القضاة وكبار السياسيين والمفكرين وخبراء القانون الدولي والصحفيين والإعلاميين والبرلمانيين، حيث تناول النقاش عددا من الموضوعات في مقدمها تسوية المنازعات الدولية بين الوسائل السلمية والقسرية وتداعياتها على العالم.
وأشار المجتمعون إلى أن الدولة المصرية نجحت في أعقاب ثورة 30 يونيو في تجاوز العديد من الأزمات، وفي مقدمها القضاء على الإرهاب، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار والمضي نحو التنمية بخطى سريعة، وفرض وجودها إقليميا ودوليا رغم الأزمات العالمية الأخيرة وعلى رأسها الحرب الروسية – الأوكرانية والتي تسببت في تحديات تتعلق بتضاعف أسعار المواد الغذائية والطاقة وسلاسل إمداد الغذاء والشحن.
وقال المستشار محمد عبد المحسن رئيس نادي القضاة إن النادي حريص على مد جسور التعاون الثقافي والقانوني مع جميع الجهات ذات الصلة، والتي أسفرت عن شراكات علمية مع المؤسسات العلمية والأكاديمية العريقة والمتخصصة، فضلا عن الالتقاء بالخبرات القضائية والقانونية والبرلمانية والإعلامية من خلال الموسم الثقافي للنادي.
من جانبه ، أشار عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إلى أن الحوار الوطني الدائر حاليا، إلى جانب المناقشات الجارية على كافة المستويات، يمثل ظاهرة صحية وأمرا مطمئنا في ظل التحديات والمصاعب التي يمر بها العالم وتلقي بأعبائها على مصر.
وأضاف أن النظام الدولي يشهد تطورا كبيرا على نحو يُمكن وصفه بأنه يعاد النظر فيه، في ضوء الحرب الروسية – الأوكرانية، فضلا عن نزاع هو أقرب إلى الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وهو ما يقتضي مواكبة هذا التطور على كافة المستويات.
من جهته، شدد المفكر الدكتور مصطفى الفقي، على أن مصر لا تزال تمثل ركيزة مهمة وأساسية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن دورها لم يخفت أو يضعف، كما أنها المصدر الأول لكل أنواع القوة الناعمة في المنطقة، على نحو يجعل كل من يحاولون بناء دولهم على أساس مظاهر جديدة للقوة الناعمة، ينقلون عن التجربة المصرية.
ولفت إلى أن مصر وبالرغم من المصاعب الاقتصادية المرتبطة بالظروف الإقليمية والدولية وغيرها من التحديات، استطاعت أن تنتصر على الإرهاب وتحقيق الأمن والأمان وإقامة بنية تحتية متميزة.
من ناحيتها، أكدت السفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، أهمية مواكبة التطورات الدولية والإقليمية العديدة واستشراف المستقبل، والتكامل بين القضاء والفقه والتشريع.
وحذرت السفيرة مشيرة خطاب من الخطورة البالغة التي تمثلها الزيادة السكانية الكبيرة في مصر، مؤكدة أنها تمثل قوة ضاغطة وقيدا على حرية حركة متخذ القرار، لا سيما وأنها تزيد من معدلات الفقر وتراجع التعليم.
من جانبه، أكد السفير حسين حسونه مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر متمسكة بحل النزاعات الدولية بشكل سلمي واستنادا إلى أحكام القانون الدولي وقواعد العدالة المنصفة، مشيرا إلى أن القانون الدولي وعلى الرغم من كونه يواجه حاليا أزمة كبيرة بعدما طغت عليه السياسة بشكل كبير، غير أنه لا يمكن الاستغناء عنه بشكل مطلق.
من جهته، قال رجل الأعمال محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، إن مصر استطاعت في أعقاب ثورة 30 يونيو أن تحقق العديد من الإنجازات الكبيرة، إلى أن طرأت أزمات دولية معقدة ومركبة، طالت أسعار الطاقة وأثرت في سلاسل الإمداد والنقل والشحن وكافة المواد الغذائية على مختلف دول العالم.
وأشار إلى أن الطموح الحالي يتمثل في كيفية التحرك وتحويل التحديات والأزمات الدولية، وعلى رأسها تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية، إلى نقطة انطلاق جديدة نحو النهوض والتحرك نحو الأمام، لا سيما وأن مصر في قلب العالم المتميز، داعيا إلى تحويل الزيادة السكانية إلى قيمة مضافة إنتاجية، والانفتاح بصورة أكبر على مجالات التكنولوجيا والاستثمار والتصدير والإنتاج، ووضع التشريعات اللازمة التي من شأنها توطين صناعات المستقبل.