أكدت الدكتورة سكينة بوراوي المديرة التّنفيذية لمركز المرأة العربيّة للتّدريب والبحوث "كوثر" أن مصر أنجزت شوطًا كبيرًا في مجال دعم حقوق المرأة، بما عزز من أوضاعها الإيجابية في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
وقالت الدكتورة سكينة بوراوي- في حوار مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط في تونس- إن مركز المرأة العربيّة للتّدريب والبحوث يرتبط بعلاقات شراكة وتعاون استراتيجي مع العديد من المؤسسات في مصر، منها مكتبة الإسكندرية "الصرح العلمي العالمي ومركز الإشعاع الفكري والعلمي على المستوى الدولي".
وأضافت إن هناك علاقات تعاون مع المؤسسات في مصر، ومنها على سبيل المثال المجلس القومي للمرأة، والهيئة القبطية الإنجيلية، ومركز وسائل الاتصال من أجل التنمية وغيرها من المنظمات والمؤسسات ذات الصلة ومن بينها الشبكة العربية للمنظمات الأهلية .
وتابعت"بوراوي": أن مصر تعد من الدول التي نفذ فيها عدد من المشروعات الإقليمية للمركز على مستوى البحث أو تعزيز القدرات أو التوعية والتشبيك، كما تضم شبكة "كوثر" العربية للنوع الاجتماعي والتنمية "أنجد" حوالي 50 عضوا من مصر (مؤسسات وأفراد) ينخرطون في مختلف أنشطة المركز وبرامجه ويتعاونون مع المركز بشكل مستمر ويستفيدون من برامج "كوثر"، مؤكدة أهمية التعاون والتكاتف مع المؤسسات الدولية والإقليمية؛ لتحقيق التنمية المستدامة وخدمة المجتمعات الإنسانية.
وأوضحت أن برنامج "كوثر" ينفذ برامجه من خلال الشراكة الاستراتيجية مع المؤسسات الدولية والإقليمية، بما يحقق أهدافه ويخدم المرأة ويمكنها اقتصاديا، ويساعد على تحقيق التنمية المستدامة.
وأضافت أن البرنامج يخلق جسرا للربط ولتحقيق التواصل بين النساء في المجتمعات المحلية مع قضايا وموضوعات التنمية المستدامة والمؤسسات الدولية وصناع القرار.
وشددت على أهمية تعزيز وترسيخ ونشر الوعي لدي النساء بأهمية أدوارهن وتحقيق التنمية المستدامة وارتباط ذلك بالقضايا الدولية، منوهة بأن المرأة بمختلف أعمارها تحتاج إلى تنمية شراكة وتعاون تخدم قضاياها.
وأكدت أن برنامج "كوثر" يمتلك رؤية طموحة ، ويقدم عملا إنسانيا من خلال آليات عمل فعالة وفريدة تعتمد على الرقمنة وإتاحة المعرفة حول قضايا المرأة ونشر الوعي بين النساء وتمكينهن اقتصاديا بما يشمل كافة مناحي الحياة.
وقالت إن البرنامج يركز على الدراسات المعمقة التي تعكس الواقع، وينفذ برامج عمل تخدم المرأة والمجتمع، وتحقق أهداف التنمية المستدامة.
وشددت على أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في حياة المجتمعات، وضرورة أن تعي بأهمية دورها، مؤكدة أن النساء تمثلن الفئة الأكثر تضررا في حالة الصراعات والأزمات.
وأضافت أن "كوثر" يعتمد بشكل أساسي على منهج العمل ضمن الشراكات الدولية والإقليمية، من أجل تحقيق فاعلية أفضل وامتداد استراتيجي في المنطقة وخارجها، بما يخدم المرأة.
وأوضحت أن المركز نجح في أن يكون بيت خبرة معتمد من وكالات الأمم المتحدة، وهو في عمل مباشر مع صانعي القرار على المستويين الإقليمي والوطني، وكذلك من قبل مؤسسات دولية مثل المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية.
وقالت إن جامعة هارفارد العريقة، وجامعة شيكاغو احتضنت ما يقدمه باحثو "كوثر" من المنطقة العربية وخارجها الذين يعملون حول إدماج النوع الاجتماعي في البحوث الاقتصادية.
وتطرقت "بوراوي"إلى الحديث عن برامج مركز المرأة العربيّة للتّدريب والبحوث في البلدان العربية، موضحة أنه يعمل في شراكة قائمة بينه وبين الهياكل الحكومية المعنية بالمرأة والمجتمع المدني والمنظمات الأممية والدولية والإقليمية، من أجل المساهمة في تعزيز التمكين الشامل للنساء في المنطقة العربية، ويركز على مجال البحوث والدراسات والتدريب حول القضايا ذات الأولوية في الارتباط بأوضاع المرأة العربية وحقوقها ومكانتها.
وتابعت"بوراوي": "يقوم المركز بإجراء دراسات مقارنة يضمنها في تقارير تنمية المرأة العربية والتي بحثت -على سبيل المثال- تأثير العولمة على المشاركة الاقتصادية للمرأة والتشريعات والإعلام، ويقوم بتحويل نتائج البحوث وتوصياتها إلى برامج للتدريب والتمكين في إطار خطة عمل ترتكز على تنفيذ مشروعات وبرامج إقليمية تنفذ في مختلف البلدان العربية بالشراكة مع منظمات دولية إقليمية ومؤسسات وطنية وهياكل المجتمع المدني، ويعاضدها الإعلام باعتباره شريكا وفاعلا تنمويا استراتيجيا".
وأشارت إلى أن المركز يعد مرجعاً معتمدا من منظمات الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة في قضايا النساء وإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في البلدان العربية، فيقدم الدعم التقني للعديد من البلدان العربية، ومن أهمها مساعدة الحكومة العراقية على وضع الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة، وفي (2017- 2018) قدم الدعم التقني للجنة الفنية ولجان الكتابة لصياغة خطة العمل الوطنية لإنفاذ القرار 1325 للجمهورية التونسية، والذي يستهدف إلى نقل المرأة من وضعية ضحية النزاعات والحروب إلى فاعلة رئيسية في صنع السلام والأمن في العالم ، وذلك في إطار التعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ووزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن التونسية، كما ساهم المركز في تقديم الدعم الفني لبعث مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق الذي تأسس منذ 2006، بهدف تسليط الضوء على الصعوبات التي تواجهها المرأة الفلسطينية، والمطالبة بدور أكثر نشاطًا وتأثيرًا للنساء الفلسطينيات على جميع المستويات.
وتحدثت"بوراوي" عن أهم إنجازات "كوثر" خلال السنوات الأخيرة، ومنها تقارير تنمية المرأة العربية حيث أطلق المركز سلسلة تقارير تنمية المرأة العربية وصدرت منها إلى حتى الآن سبعة تقارير، كان آخرها التقرير الصادر في 2019 حول موضوع "المساواة بين الجنسين في أجندة التنمية 2030: دور المجتمع المدني والإعلام"، والذي يتضمن قراءة نقدية من منظور النوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين لأجندة 2030، ويأتي ذلك انطلاقا من أن برنامج "كوثر" يرتكز على إنجاز البحوث والدراسات القائمة على البراهين العلمية، والتي تتناول القضايا ذات الأولوية في علاقة بقضايا وحقوق النساء.
وحول التعاون مع إفريقيا.. أكدت "بوراوي" أن مركز "كوثر" حريص أن ينقل خبرته في مجال التمكين الاقتصادي للنساء إلى بلدان إفريقيا جنوب الصحراء (السنغال والكوت ديفوار)، وذلك من خلال تنفيذ مشروعات تستهدف النساء الريفيات والنساء في أوضاع هشة لتحسين أوضاعهن الاقتصادية والاجتماعية، بما مكن النساء من تنفيذ أنشطة ومشروعات وفرت دخلا، كما تم تعزيز قدراتهن في مجالات متعددة: القضاء على الأمية، تعزيز القدرات الشخصية في مجالات القيادة النسائية وريادة الأعمال، التثقيف المالي، الحقوق وتمكين المرأة، الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
كما تطرقت إلى الحديث عن قضية الرقمنة، موضحة أنه منذ جائحة "كورونا" وضمن مختلف المشروعات المنفذة، كانت الرقمنة نقطة ذات أولوية بالنسبة إلى مركز "كوثر" وأداة فعالة لتحقيق فاعلية أكبر لمخرجات المشروعات وقيمة مضافة للإنجازات المحقّقة، ومكّنت الجهود المبذولة على هذا المستوى من تطوير جملة من الأدوات وإتاحتها لفائدة النساء والشركاء ومختلف الفاعلين في المنطقة، وتمثل ذلك في منصة إلكترونية للتعلم الذاتي، وكذلك وحدات تعلم ذاتي إلكتروني تم تطويرها حول النوع الاجتماعي والتجارة واستدامة سيدات الأعمال، الخدمات المالية الرقمية، التثقيف المالي، المساواة في أجندة 2030، القيادة التغييرية النسائية، تطوير المشاريع التنموية.
وأشارت إلى تطبيق "سايفناس" الذي يوظف التكنولوجيا من أجل حماية المرأة من خلال تقنيات متطورة، وكذلك تمكين النساء ذوات الإعاقة السمعية والبصرية من حماية أنفسهن مع حرص "كوثر" على تطوير هذا التطبيق، التي أطلقها منذ 2020، وتهدف إلى مناهضة التحرش ضد النساء والفتيات في الأماكن العامة.
وتحدثت "بوراوي" عن الرؤية المستقبلية لمركز المرأة العربيّة للتّدريب والبحوث "كوثر" فقد تم بلورة خطته الاستراتيجية للسنوات (2023-2026) التي ترتكز على ستة مجالات رئيسية تتمثل في: "المرأة في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030، المرأة والموارد الطبيعية والتغير المناخي، البيئة التشريعية والمؤسساتية الداعمة لتمكين المرأة، المرأة في ظل الحرب والنزاع، التمكين وبناء القدرات، تمكين النساء والشباب".
وأكدت أن المركز سيواصل جهوده من أجل المساهمة في تحقيق التمكين الشامل للنساء في المنطقة العربية، وسيركز أكثر فأكثر على الموضوعات ذات الأولوية على غرار تعزيز مساهمة النساء في ديناميكيات تحقيق الأمن والسلام ودور النساء في مجابهة التغير المناخي وغيرها من القضايا المهمة.