والأزمة يا صديقى تكمن فى الأخلاق، فإذا فقدها الإنسان أصبح بلا قيمة ولا كرامة.. الأخلاق هى التربية والسلوك الذى نشأنا عليه، هى اللسان إذا تحدث، والستر إذا تحقق، والقلب اذا خشع.. الأخلاق منظومة قيم يعتبرها الناس بشكل عام جالبة للخير وطاردةً للشر.. لكن للأسف الشديد اصبحنا فى مجتمع يعانى من الأخلاق، مجتمع يشكو لربه تبجح ونشوذ البعض.. أصبحنا نستيقظ على "هوس الترند".. لا يهمنا مدى نظرة المجتمع ولا رأى الدين ولا كرامة الإنسان.
تخلى بعض الشباب خاصة الفتيات والنساء عن القيم والأخلاق بحثا عن الثراء السريع، لا يهم أن نكذب ونؤلف حكايات وقصص، لا يهمنا التنازل عن هويتنا وكرامتنا من اجل "هوس الترند".. ترى إحداهن مغمورة، فتقوم بالتعري وبث فيديوهات على السوشيال ميديا لإثارة الغرائز لركوب الترند وتحقيق أرباح.. أصبحنا فى مجتمع مفتوح على منازلنا وبين أولادنا.. هنا البلوجر سارة وهناك البلوجر فدوى، وأخرى تذهب تحت سفح الأهرامات لتظهر مفاتنها وتسمى نفسها البلوجر سلمى.. نسينا وتناسينا حرمة البيوت وحرمة الأجساد وستر العورات.. هكذا تعلمنا من آبائنا وبلادنا فى الصعيد أن حرمة البيوت واجبة وأن للبيوت أسرارا ولابد من حفظها، لكن لبعضهن رأى آخر، فلقد ظهر ما يفضح الستر ويظهر العيوب ويتباهى بالفضائح، فهو مرض "البلوجر" على منصات التواصل الاجتماعي.. انتشرت فى الآونة الأخيرة الكثير من القضايا والجرائم بسبب الفيديوهات والمنشورات التى تبيح المحذورات، من أجل هوس الحصول على المال من اللاشيء.
لكن التقدير والاحترام لرجال مباحث الآداب العامة التابعة لقطاع الشرطة المتخصصة بإشراف اللواء المخضرم غالب مصطفى مساعد أول وزير الداخلية، التى تواجه مثل هذه الأفعال المشينة والتى تحرض على ارتكاب الرذيلة ونشر الفسوق.. وكان آخرها سرعة القبض على الموديل سلمي الشيمي فى مدينة الإسكندرية، لاتهامهما بنشر صور ومقاطع فيديو مخلة تدعوا إلى الفسق والفجور.. نتمنى ان نستمر فى مواجهة مثل هذه الظواهر التى تدمر شبابنا وتقضى على الأخلاق بل تضرب المجتمع فى عمق استمراره، دمتم بخير.