الأحد 5 مايو 2024

رمضان 2023 |مساجد حول العالم (13- 30) مسجد الحسن الثاني بالمغرب.. «العائم»

مسجد الحسن الثاني

ثقافة4-4-2023 | 12:09

همت مصطفى

تزخر الدول العربية ودول العالم الإسلامية، وغير الإسلامية أيضًا بالملايين من بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّي المسجد مسجدًا؛ لأنّه مكان للسجود، فيطلق عليه تسمية المسجد إذا كان صغير الحجم، أمّا إذا كبُر حجمه كبيرًا فيُسمى جامعًا لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه، فيُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، أحد أشهر المساجد، والجوامع التاريخية في دول العالم الإسلامي، والدول العربية .

ونلتقي في اليوم الثالث عشر من رمضان 1444 هـ، 4 إبريل 2023 ميلادية في جولة جديدة مع «مسجد الحسن الثاني» بالمغرب.

يُعد «مسجد الحسن الثاني» الذي اتخذ من ساحل مدينة الدار البيضاء بالمغرب موقعا لها، أكبر مسجد في المغرب، والثاني في أفريقيا والثالث عشر في العالم، وهو واحدًا من بين أكبر المساجد في العالم، وأجملها، 
وتجتمع في «مسجد الحسن الثاني» العديد من العناصر التي تميّزه عن غيره من المساجد في العالم الإسلامي، إذ ينفرد ببنائه العملاق فوق مياه المحيط الأطلسي، ومئذنته شاهقة الارتفاع، هذا إلى جانب العديد من الخدمات التعليمية التي يوفرها، فلا يمكن أن تكتمل الجولة السياحة بالعاصمة الاقتصادية للبلاد دون زيارة هذا المعلم الديني والمعماري.


ويبدو المسجد للناظر إليه وكأنه قريب منه، حتى وإن كان يبعده بكيلومترات، وكلما اقتربت منه استشعرت مقدار الجهد المبذول في تدشينه، حيث ساهم في بنائه 2500 عامل و10 آلاف حرفي تقليدي.
بناء وتأسيس المسجد.


وضع الملك الراحل الحسن الثاني، حجر الأساس للمسجد، ليعلن عن انطلاق بناء المسجد، يوم الحادي عشر من شهر يوليو من عام 1986، وقد استمرت العمل في تأسيسه وبنائه لمدة ست سنوات تقريبا بحيث تم تدشين المسجد يوم 30 أغسطس من عام 1993م، وفتح المسجد أبوابه للمصلين.


تكلفة كبيرة جدًا


وعملية البناء لمسجد «مسجد الحسن الثاني» تمت تحت إشراف مكتب المهندس المعماري الفرنسي ميشيل بانسو بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الحرفيين والصناع والعمال المغاربة الذين فاق عددهم 12.500، وكلف بنائه ملايين الدولارات.

وتقول وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالمغرب، إن المغاربة شاركوا في الاكتتاب الوطني، الذي استمر أربعين يومًا، مشيرة إلى أن مجموع مساهماتهم فاق 300 مليار سنتيم.


مساحة كبيرة شاسعة


تبلغ مساحة المسجد 9 هكتارات أي ما يعادل 90 ألف متر مربع، ويضم هذا الصرح للمسجد قاعة صلاة، تبلغ مساحتها نحو 20 ألف متر مربع، وتصل طاقته الاستيعابية الإجمالية إلى 105 آلاف مصل، منها 25 ألفا هي الطاقة الاستيعابية لقاعة الصلاة، و80 ألفا هي الطاقة الاستيعابية لباحته الخارجية، فيما خصصت للنساء شرفتان مساحتهما 3550 مربع.

ومئذنة المسجد أندلسية الطابع، ويبلغ علوها 210 متر/ 689 قدم، وهي ثاني أعلى بناية دينية في العالم، والتي تنبعث من أعلى المئذنة أشعة الليزر التي يصل مداها إلى 30 كيلومترا في اتجاه القبلة بمكة المكرمة بالسعودية، أيضا من الأشياء التي يتميز بها المسجد سقفه الذي يفتح ويغلق بشكل آلي.


تحفة إبداعية معمارية


ويمنح «مسجد الحسن الثاني» زائره فرصة الاستمتاع بما أنجزه الإنسان المغربي من إبداع معماري، وهو تحفة فنية متفردة، سواء على مستوى مئذنته التي يناهز طولها مئتي مترًا، أو على مستوى الزخارف وجماليتها، التي تزين الجدران، وكذا أعمدته الرخامية الضخمة التي يرتكز عليها البناء كله.


مكتبة عامة 


ولا يقتصر المسجد على كونه مكانًا للصلاة والتعبد فقط، بل خصص جانبه الشرقي لاستحداث مدرسة لعلوم القرآن، تهدف إلى تعليم الجيل الجديد العلوم الشرعية واللغوية، على نهج ما كان يدرس في جامعة القرويين.

ويضم المسجد مكتبة عمومية تقدم خدماتها للقراء بمختلف فئاتهم العمرية، بغية نشر الوعي وثقافة القراءة، إلى جانب متحف يضم أهم منشآت الصناعات التقليدية التي تم اعتمادها في بناء المسجد.

وفي عام 2012، استحدثت في المسجد أكاديمية الفنون للصناعة التقليدية لتخريج مهندسين في كل ما يخص المجال التراثي المعماري المغربي، في سبيل ضمان بقائه وتمريره للأجيال القادمة.


ويشكل «مسجد الحسن الثاني»، جوهرة معمارية، وهو مركزًا ومزارًا لجذب الزوار المغاربة والسياح على حد سواء، كما أن المسجد يتحول، خلال شهر رمضان، إلى قبلة لكل المصلين، الذين يحجون إليها من كل فج عميق للصلاة فيه، في جو يطبعه الخشوع والطمأنينة.