بقلم : إيمان حمزة
بالحب والفرحة الغامرة نستقبل عيد الأضحى المبارك فكل عام وأنتم بخير.. فمع هذه الأيام المباركة منح الله جائزته العظمى لحجاج بيته الحرام ليعودوا بحجهم المبرور وقد غفر الله لهم ما تقدم من ذنب.. ولأن رب العزة رحمته وسعت كل شيء فلم يحرم جائزته من لم يستطع إليه سبيلا وحالت ظروفه الصحية أو المادية مع هذا الغلاء أن يحج بيت الله وجعل ثواب صيام يوم عرفة إيمانا واحتسابا لله عفوا ومغفرة.. لتشرق النفوس بالفرحة وتبتهل القلوب بالدعاء بالخير لكل الأحباب.
ومع أضحية العيد نستعيد معانى الإيمان والطاعة لله والبر والعطف وحق الفقراء علينا.. نتذكر أروع صور لطاعة المخلوق لخالقه نبينا إبراهيم عليه السلام حين يؤمر ويمتثل لربه بذبح أغلى وأحب الناس إليه.. وأروع صور الطاعة من امتثال نبينا إسماعيل عليه السلام الابن لأبيه وأمر ربه.. وتأتى رحمة الله بهما وبنا جميعا "وفديناه بذبح عظيم" وأنزل عليهما كبشا من السماء.
ولتصبح الأضحية سنة واجبة على القادرين من المسلمين وفرض واجب على حجاج بيت الله الحرام, وتكون فرحة يجتمع عليها الأغنياء والفقراء والأهل والأحباب, ولهذا أوصانا خالقنا أن نكون رحماء فى ذبحنا للأضحية, فديننا الحنيف يدعونا بالرحمة للإنسان والرفق بالحيوان, وأكد نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ألا نذبح أضحية أمام أخرى بل أوصانا أن لا ترى عين الأضحية السكين عند ذبحها رأفة ورحمة بها, وللأسف الصورة مغايرة لما نراه يحدث بيننا الآن والإسلام منه براء.
ولنكن حريصين أيضا على النظافة فى طريقة ذبحنا للأضحية, فنوفر كل وسائل النظافة والأمان لرفع الفضلات والتخلص من الدماء بالماء الجارى والمصارف أولا بأول حتى لا نحيل شوارعنا إلى بحور من الدماء وبيئة ملوثة تحمل الأمراض والحشرات وتجلب الحيوانات الضالة.. فالنظافة من الإيمان كما يدعونا رسولنا الكريم, وبذلك تكون الأضحية فرحة حقيقية للجميع ولا تفقد الحكمة من معناها.
والعيد فرصة لتجديد الروابط الاجتماعية والتسامح والتصالح للم شمل الأهل والأحباب والجيران والأصدقاء.. بل لم شمل العائلة مع الأسرة من الكبير والصغير.. الجدات والأجداد والأبناء والأحفاد لتزداد الروابط العائلية والأسرية قوة, ونستعيد قيمنا وأخلاقنا التى تربينا عليها.. نؤصلها من جديد جيل وراء جيل.. لينعم الجميع بالحب والتواصل والإحساس بالرضا.. وبذلك نغرس فيهم معنى البر والعطف والعطاء.. ونعلمهم كيف نمد أيدينا بحب لكل من يحتاج إلينا.. وأن العيد الحقيقى فى إدخال الفرحة ليس فقط على قلوبنا ولكن على قلوب الآخرين ممن حولنا.. من طفل يتيم أو أم لأسرة فقدت عائلها وفتاة فقيرة وهؤلاء المسنين الذين حرمتهم الحياة من أبنائهم وكيف نشعرهم بمعنى الأعياد.. وبذلك يكون العيد وأضحيته فرصة لنا جميعا.. فتعم الفرحة قلوبنا ولا ننسى أيضا شهداءنا والدعاء لهم فى هذه الأيام المباركة أعادها الله على مصرنا وخلقه أجمعين بالحب والخير والأمان والسلام.