عقد الجامع الأزهر اليوم، فعاليات ملتقى العصر "باب الريان" بالظلة العثمانية، تحت عنوان"حديث القرآن عن العلاقة بالآخر"، بحضور أ.د محمود الصاوي، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية، ووكيل كليتي الإعلام والدعوة، والدكتور حسن يحيي إبراهيم، المدير العام بهيئة كبار العلماء، والدكتور أحمد إبراهيم المشد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وأدار يدير الملتقى الدكتور مصطفى محمد شيشي، الباحث بالجامع الأزهر.
في بداية الملتقى أكد الدكتور مصطفى محمد شيشي، الباحث بالجامع الأزهر، إن الإنسان مُكَرم من الله تعالى، بغض النظر عن دينه وعقيدته، موضحا أن الإسلام علمنا أن نحفظ كرامة هذا الإنسان وأن نراعي مشاعره، حتى في مواقف الجدال والخلاف، لافتا إلى أن هناك بعض من يتهمون الإسلام بالعنصرية في تعامله مع غير المسلمين، مؤكدا أن هؤلاء بين حالين، إما أنهم يجهلون حقيقة الإسلام وشريعته، أو أنهم يتعمدون تشويه هذا الدين، مؤكدا أن الإسلام برئ من هذه الفرية، فالتاريخ يشهد بأن المسلمين على مر العصور لم يجبروا أحدا على اعتناق الإسلام، حيث أنهم يوقنون أن اختلاف البشر واقع بمراد الله تعالى.
وأوضح الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الدعوة، أن الاختلاف سنة من سنن الله في الأرض، حيث شاءت حكمته سبحانه أن يقوم هذا الكون على الاختلاف فى كل شئ، فهناك اختلاف بين البشر في العقائد والأديان والثقافات واللغات والأعراف والتقاليد والمظاهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والجغرافية وغيرها من العوامل، يقول الله عز وجل فى قرآنه الكريم: (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم، إن فى ذلك لآيات للعالمين)، مؤكدا أنه يترتب علينا أن نتعلم من هذا الاختلاف ونحترمه ونسعى لتعزيز التفاهم والتعايش السلمي بين الثقافات والشعوب، وينبغي علينا أن نتذكر أننا جميعًا خلقنا من نفس الله ونحن إخوة في الإنسانية.
من جانبه أكد الدكتور حسن يحيى إبراهيم، المدير العام بهيئة كبار العلماء، أن حكمة الله عز وجل اقتضت أن يكون الإسلام آخر رسالة وكلمة من السماء إلى الأرض، وبالتالي كان مستوعبا لجميع جنبات الحياة، من علاقات إنسانية وفكرية وأخلاقية، علاقة بين أبناء الدين الواحد وبينهم وبين غيرهم من أبناء الشرائع الأخرى، مؤكدا أن القرآن الكريم قد اشتمل على جميع تلك العلاقة ووصفها وصفا دقيقا، ووضع الأساس الذي تنطلق منه البشرية في إدارة علاقاتها مع بعضها بصفتها الإنسانية، لأن العلاقات الإنسانية قبل الإسلام تأسست على دوافع غريزية تدفع للقتل والتدمير والتخريب وكراهية الآخر.
وأضاف المدير العام بهيئة كبار العلماء، أن الإنسان مهما اكتملت عنده الأشياء فهو فقير إلى الآخر ومحتاج إليه، وبالتالي لابد له أن يتعارف مع أخيه الإنسان، حتى وإن اختلف مع في الديانة والثقافة، ولذلك رسخ القرآن الكريم أربع قضايا أساسية تجمع الناس، أولها قضية المساواة، وثانيها أن التفاضل بين الناس لا يكون على أساس جنس أو عرق أو لون، إنما يكون بالتقوى وما يتسم به الإنسان من كمالات نفسيه، مبينا أن القضية الثالثة هي أن الله تعالى خلقنا مختلفين لنتعارف لا لنتقاتل أو نتناحر، والقضية الرابعة هي تسييد مبدأ الحق على كل قوة سواه، مشددا على أن هذه المضامين الأربعة لرؤية الإسلام في التعامل مع الآخر قد قضت على كل ما قد يتهم به الإسلام من عنصرية وغيرها.
من جانبه قال الدكتور أحمد المشد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن القرآن الكريم تحدث بشكل دقيق عن كل شكل من أشكال المعاملة مع الآخر، ونظمها تنظيما محكما، بشكل يمكننا أن نصفه بأنه إعجاز قرآني للبناء المجتمعي، حيث بين كيف نظم الإسلام علاقة الإنسان بوالديه، وعلاقة الآباء بالأبناء، والإنسان مع المرأة، سواء كانت أمه أو زوجه أو ابنته أو غيرها، وكذلك نظم الإسلام علاقة حتى مع من اختلف معه في الديانة أو حتى من اعتدى عليه، فعلمه كيف يفي بعهده إليه، مؤكدا أننا عندما نتأمل حديث القرآن عن تلك العلاقات نجد أنها إعجازا قرآنيا وبيانا ربانيا يدهش العقل إذا تأمله حق التأمل.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 5000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ 140 ألف وجبة.