الثلاثاء 21 مايو 2024

الانضباط.. بالـكيف!

15-2-2017 | 13:04

بقلم –  مجدى سبلة

هل واكبت حملة «الانضباط أسلوب حياة “التى تشهدها القاهرة وعواصم المحافظات موقعة مقتل الشاب محمود بيومى فى كافيه «Keif» الكائن فى ٥٥ شارع النزهة بمصر الجديدة، والتى على إثرها نجحت قوات الأمن فى غلق كل الكافيهات والمقاهى فى القاهرة المرخص منها وغير المرخص، وخلت الأرصفة والميادين والشوارع من الإشغالات والباعة الجائلين فى مشهد جديد لم نتعود عليه.

سواء كانت هذه الحملة صدفة أو مقصودة مع واقعة الكيف فنحن مثل هذه الحملات طويلاً لعدة أسباب.

أولها أن هذه الكافيهات ليس لأسعارها سقف وفواتيرها قهرية وجبرية لروادها، وتبدو وكأنها أوكار لكل من يذهب إليها، وإذا التفتنا نجد مقاهى خاصة فى وسط البلد لا تعرف الرحمة بزبائنها الغلابة لدرجة وصلت لتأجير الكرسى لمشاهدة مباريات كأس الأمم بـ ٥٠ جنيها للكرسى الواحد، والسداد قبل الجلوس، ويحرسك من الجانبين بلطجية ينتظرون اعتراضك على أجرة الكرسى ولم يجد الرواد فرد أمن واحداً من حملة الانضباط ينقذه من يد أصحاب هذه المقاهى.

الأمر الذى جعلنا نتساءل أين الرقابة طول العام على هذه الكافيهات والمقاهى ولماذا تختفى تماماً من “النايتات” والملاهى الليلية التى تتحدث بلغة الانفلات؟!.

طالما أن نجاح الحكومة واضح وظاهر فى حملة بهذا الشكل والأسلوب .. لماذا توحشت مشاكل إشغالات الشوارع والأرصفة ولماذا امتلأت بالباعة الجائلين وسيارات الانتظار تتركها، للسايس يفرض سطوته على الشارع ويحصل على عائد الانتظار - فى جيبه.

بعد هذه الحملة اختلط الأمر فى رأسى أن دواوين المحليات ومديريات الأمن لديها القدرة على ضبط الشارع والميدان والرصيف والمقاهى والكافيهات والملاهى، وعندما أجد نجاح حملة كالتى نشاهدها الأن أميل ناحية مقدرة الحكومة على كل شىء من إخلاء الشوارع والميادين ومراقبة المقاهى والكافيهات، إذن لماذا نتركها تجور فى حق المواطن وتشوه الشوارع والميادين طوال العام؟!، ألم تكن هذه المشاهد دليلاً على اتهام مباشر للحكومة بالتقصير فى حق المواطن الذى يبحث عن رصيف آمن أو شارع أكثر هدوءاً يبعث الصفاء النفسى الذى راح من عاصمتنا منذ خمسينيات القرن الماضى.

كانت الحجة التى تواجهنا بها الحكومة تجاه قضايا مثل الإشغالات أو الباعة الجائلين أو حتى مخالفات المبانى أو ضبط إيقاع المقاهى هى «الدراسة الأمنية “ التى تحول دون تصحيح المخالفة أياً كان نوعها.. هل اختفت الدراسة الأمنية من قاموس المخالفات وسيصبح «الانضباط أسلوب حياة».

على الجانب الآخر هناك دور يتمحور حول تثقيف المجتمع تجاه الشارع والميدان والرصيف والمقاهى والكافيهات لابد أن يبرزه الإعلام للمواطن لكى نؤهله لأسلوب الحياة الذى تهدف إليه حملة الانضباط. أتمنى ألا تكون هذه الحملات بائسة بحكم السيطرة عليها ليوم أو يومين ونعود ليسودنا الفوضى والانفلات فى شوارعنا من جديد.. أو ننتظر واقعة أخرى كواقعة كافية «كيف» ونتحرك على رد الفعل، كما فعل محافظ القاهرة يوم الواقعة عندما توجه إلى كيف وقرر غلق كل الكافيهات فى مصر الجديدة، ولم يمض يوم واحد إلا وأغلق مقاهى وكافيهات وسط القاهرة، وفى اليوم الثالث جاءت حملة الانضباط أسلوب حياة.

نحن نأمل أن ينظر المواطن نظرة جديدة حتى يرى ما غاب عن رؤيته من قبل.

وإذا كان لنا فى حملات الانضباط القدوة الحسنة، فأصبح كل ما يرجوه المواطن هو استمرارها طول العام حتى يتعود على أسلوب الحياة ويتعود على أنه لا يتسول حقه فى الرصيف والشارع والميدان وعلى المقاهى أو الكافيهات.

وقتها نتباهى بحكومتنا التى عبرت بنا إلى بر نجد فيه أجواء طبيعية وأفاقاً جديدة ونودع السير على أرصفتنا كالقطيع يطاردنا الباعة الجائلون والسايس وإشغالات المقاهى التى تشرط جيوب مرتاديها وتحكم السير نحو الساقطات فى الملاهى فى محاولة جادة لإعادة منظومة القيم التى افتقدها المصريون فى سنواتهم الماضية.