الأحد 19 مايو 2024

قومى المرأة يطرق الأبواب

6-9-2017 | 14:40

بقلم : ماجدة محمود

صدق المثل الشعبى الذى يقول:- تعرف فلان، آه اعرفه، عاشرته؟ لا ما عاشرتوش، يبقى ما تعرفوش!!

هذا المثل بالتحديد انتهجته دكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة عندما أطلقت مبادرة "طرق الأبواب" منهجها فى ذلك أن من سمع، غير من رأى، وأنه عندما نتحدث عن أى أمر لابد وأن نعيشه على أرض الواقع ومن هنا جاءت المبادرة معبرة عما يجول بعقل وفكر المرأة، المرأة فى القرية وفى المركز وفى الحضر، هؤلاء النسوة وعن تجربة شخصية أعيشها شهريا بوصفى مقررة لقومى المرأة بالجيزة لديهن من الوعى والاستعداد للتعلم والإنصات أكثر بكثير من متعلمات يعشن فى أرقى الأحياء.

المرأة البسيطة حريصة جدا على تعليم أولادها مهما كلفها هذا من جهد ومال، هى ترى فى التعليم خاصة تعليم البنات حصن أمان لهن من غدر الزمن والكلمة التى ترددت أمامى من أكثر من سيدة فى عدد من القرى على سبيل المثال قرية وردان بمنشأة القناطر غرب وقرية الماتنية بالحوامدية وقرية بشتيل والبراجيل وأوسيم جنوب الجيزة وقرية بهرمس بمنشأة القناطر غرب والأخيرة لها معى حديث خاص، الكلمة كما قلت على لسان سيدات هذه القرى "مش عايزة بنتى تتعب زى أنا ما تعبت وصحتى ضاعت" وعلى فكرة المتحدثات فى الثلاثين من العمر مثلهن فى المدينة لم يتزوجن ويعشن أفضل مراحل عمرهن وهؤلاء السيدات هرمن والسبب؟ الزواج المبكر والإنجاب المتكرر!!

ما يدعو إلى التفاؤل هنا أن المرأة أصبحت ترى الواقع على حقيقته ولم تعد تجمل الأشياء أو تستسلم للظروف بالعكس هى تحاربها فى بناتها بالاهتمام بتعليمهن وعدم اللهث وراء زواجهن من أجل الفرحة وارتاح من همها لأنها وجدت أن الهم الأكبر فى الزواج المبكر والإنجاب المتكرر، وعندما سألت أم برفقة ابنتها لو عاد بك الزمن ماذا تختارين الزواج أو التعليم حتى وإن كان تعليما متوسطا؟

وكانت إجابتها بدون تردد، لا يمكن أعمل كده كفاية ظلمت بنتى الكبيرة لكن أخواتها رفضت زواجهن واحدة فى الثانوية عايزة تبقى دكتورة وواحدة فى الإعدادية عايزة تكون محامية.

ألم أقل أن النزول إلى الواقع والرؤية بالعين أفضل بكثير من السمع، وهذا ما تحقق بشكل كبير من حملة طرق الأبواب التى أنهت الحملة الثالثة من المرحلة الرابعة وتحمل عنوان "معا فى خدمة الوطن حيث وصل عدد السيدات اللاتى وصل إليهن المجلس خلال الحملة الأولى والثانية من نفس المرحلة إلى 410845 سيدة، ونظرا للنجاح الذى حققته الحملة تم التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي خلال المرحلة الرابعة بدمج برنامج "تكافل وكرامة 2" والتى تحمل عنوان "اثنين كفاية لتنظيم الأسرة" لاستهداف السيدات المستفيدات من البرنامج وعددهن مليون ومائتى ألف سيدة فى حملة طرق الأبواب لمتابعة مدى تنفيذ شروط البرنامج.

أيضا من حسنات حملة طرق الأبواب الوصول إلى الراغبات فى استخراج بطاقات الرقم القومى وهى خدمة يقدمها المجلس بالمجان ومعاش السيسى وتكافل وكرامة وفرصة والتوعية بأضرار الحمل المتكرر وإعلاء قيمة العمل والتدابير التى تتخذها الدولة للتخفيف من عبء القرارات الاقتصادية الأخيرة خاصة على محدودى الدخل وحق المرأة فى حياة آمنة خالية من العنف.

وأعود وأكرر إن من يرى غير من يسمع وهذا من أهم أسباب نجاح حملة طرق الأبواب التى يذهب القائمين عليها وهم عضوات وأعضاء المجلس القومى للمرأة إلى النساء فى كل بقعة من محافظات مصر، يذهبوا إلى البيوت، الشوارع المحلات التجارية، الغيط، الوحدات الصحية يتحاورون يتباحثون وعن هموم المرأة والأسرة يبحثون ويحاولون إيجاد الحلول كلما أمكن يساعد فى ذلك متابعة دءوبة من رئيسة المجلس التى لا تتوان فى تحقيق أى مطلب مادام مطلبا مشروعا ومن جانبها نجد المرأة مستجيبة متفاعلة وواعية وهذا ما يخفف عنا جهد المسافات وحرارة الجو الشديدة التى تصيب البعض منا بخبطات شمس وقد حدث لكن من أجل مصلحة الوطن ومساعدة الغير كله يهون.