قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، إنه لا سبيل أمام بلاده سوى مواصلة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مؤكدا أنه حتى الآن لا تظهر آفاق للتسوية السلمية.
وأضاف بيسكوف -حسبما أوردت قناة (روسيا اليوم) الخميس- الصين تمتلك قدرات الوساطة، ولكن في حالة أوكرانيا لا يزال الوضع معقدا، مبينا أن روسيا تتخذ تدابير لموازنة الهيكل الإقليمي على خلفية اقتراب الناتو من حدود البلاد، مشددا على أن الانتشار المخطط للأسلحة النووية التكتيكية الروسية في بيلاروس، هو رد موسكو على اقتراب الناتو من حدود البلاد.
من جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وفقا لوكالة أنباء /تاس/ الروسية، إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" أصبح كهلا وإنه آن الآون لأن يتقاعد، وذلك في معرض تعقيبها على على اجتماع مجلس "الناتو" على مستوى وزراء الخارجية.
وأضافت زاخاروفا: "تسبب الناتو في جعل العالم مكانا أكثر خطورة من خلال وقوفه وراء الكثير من الحروب في مختلف دول العالم، فضلا عن إصراره على مقاومة ظهور مراكز قوة بديلة، ليكشف بشكل متزايد عن دوره العالمي وطموحه في نشر نفوذه خارج المنطقة الأوروبية الأطلسية، ولذا حان الوقت لانسحاب التحالف وإحالته للتقاعد".
وتابعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: "نتابع مساعي الناتو المستمرة لانتهاك النظام الأمني الأوروبي بأكمله، من خلال توسعه مجددا نحو روسيا، ما يخلق تهديدات لأمننا.. أصبحت فنلندا ضحية أخرى لتحالف (الناتو)، حيث أن انضمام هلسنكي مؤخرا للحلف يعنى تحولها إلى خط أمامي للمواجهة، ونقطة انطلاق ضمن مساعي الحلف لردع روسيا في الاتجاه الشمالي الغربي".
وأشارت زاخاروفا إلى أن مجلس الناتو، على مستوى وزراء الخارجية، سيعقد اجتماعا هذا الصيف متزامنا مع الذكرى 74 لإنشائه، بهدف "ضمان تفوق الغرب الجماعي على بقية العالم"، معتبرة أنه حان الوقت كي يتقاعد الحلف".
من ناحيته، أشار رئيس البرلمان الأوكراني روسلان ستيفانتشوك -وفقا لوكالة أنترفاكس يوكرين الأوكرانية- إلى أنه يخطط لعقد اجتماع في أوائل يونيو في ليتوانيا، قبل قمة حلف شمال الأطلسي، مع رؤساء برلمانات الدول الأعضاء في الحلف وأوكرانيا لبحث عضوية أوكرانيا.
وأضاف ستيفانتشوك، أن دور البرلمانات مهم في التحضير للقرارات ذات الصلة للقمة لذلك أعول على الدعم القوي من جانب ليتوانيا. لذلك، فإن الاجتماع الذي سيعقد في يونيو على مستوى رؤساء البرلمانات والذي يسبق القمة الرئيسية سيكون فرصة للتحدث مع الشركاء حول أهمية عضوية أوكرانيا في التحالف".
ويتوقع ستيفانتشوك أنه في قمة الناتو "سيتم اتخاذ قرارات واضحة بشأن إجراءات انضمام أوكرانيا إلى الناتو".
يذكر أن قمة الناتو ستعقد في فيلنيوس (ليتوانيا) يومي 11 و 12 يوليو.
إلى ذلك، أفادت وزارة الدفاع البريطانية -في آخر تحديث استخباراتي- بأن روسيا تجري تغييرات في أفراد قيادة تجمعات الجيش الروسي في أوكرانيا.
وذكرت الوزارة -في منشور نشرته على (تويتر)- اليوم الخميس: "كما زُعم على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، من المرجح أن تكون وزارة الدفاع الروسية قد أقالت العقيد رستم مرادوف من منصب قائد المجموعة الشرقية للقوات في أوكرانيا".
تجدر الإشارة إلى أن قوات المجموعة الشرقية للقوات بقيادة مرادوف عانت من "خسائر فادحة بشكل استثنائي" في الأشهر الأخيرة حيث فشلت هجماتها سيئة التصميم مرارًا في الاستيلاء على بلدة دونيتسك أوبلاست في فوهليدار ".
وأضافت الاستخبارات البريطانية "أن العمليات اجتذبت انتقادات علنية شديدة من جميع أطياف المعلقين الروس - بما في ذلك قوات مرادوف".
يذكر أن مرادوف تولى قيادة قوات المجموعة الشرقية للقوات بعد محاولتها الكارثية للهجوم على كييف من الشمال الغربي خلال المرحلة الأولى من الحرب.
ويعد الأمر حاليًا أكبر إقالة عسكرية روسي في عام 2023 ولكن من المرجح أن يتم تسريح المزيد من القادة لأن روسيا تواصل فشلها في تحقيق أهدافها في دونباس.
بدوره، أفاد حاكم مقاطعة بريانسك الروسية ألكسندر بوجماز، بأنه تم إحباط تسلل مجموعة تخريبية أوكرانية مؤلفة من 22 شخصا إلى الأراضي الروسية.
وأوضح بوجماز -حسبما أفادت قناة (روسيا اليوم) الإخبارية، أن قوات الأمن الروسية أحبطت محاولة تسلل إلى أراضي روسيا بالقرب من قرية سلوتشوفسك بمقاطعة بوجار، قامت بها مجموعة تخريب واستطلاع أوكرانية تضم 22 شخصا".
وأوضح مصدر عسكري روسي، في وقت سابق اليوم، أن القوات الروسية دمرت ما يقرب من نصف مدافع (الهاوتزر) التي أمد بها الناتو أوكرانيا في منطقة العملية العسكرية الخاصة، بواسطة قذائف (لانسيت).