تعتبر مصر حاضنة آل بيت النبوة وأولياء الله الصالحين، وقد بوركت بوجودهم حيث تأتي من منطلق دعوة السيدة زينب الشهيرة لأهل مصر لترحيبهم بقدومها قائلة: "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".
ونستعرض خلال أيام شهر رمضان المبارك عدد من هؤلاء الأولياء وفترة إقامتهم في مصر،
ونلتقي اليوم مع : أحمد ابن إدريس
هو التقى النقي السيد أحمد إبن إدريس وهو نسبه حسنى ومولده في مدينة فاس المغربية، حيث ولد تقريباً عام 1750 ميلادية، وكان له منهجه وبصمته في الدنيا حتى رحل، حيث أنه له تلاميذ ومؤلفات وكرامات، وأسس المنهج الأحمدي الإدريسي وهى الطريقة "الإدريسية"، والذي تربطه علاقة قوية بقرية الدير وقري بالزينية والبياضية.
السيد أحمد إبن إدريس نزل بقرية الدير الغربي بالدير القديم وصلى بها بعض الصلوات، ومن هنا ارتبطت قرية الدير بهذا الولي وأسس له مسجد يحمل اسمه حتى الآن، ويتم الاحتفال بمولده في البياضية والزينية والدير، وله تلاميذ مشاهير وهم كل من السيد محمد السنوسي، والسيد إبراهيم الرشيد والذي يوجد له مسجد باسمه أيضاً بقرية الدير العامرة، وأبناؤه وتلاميذه في الطريقة الإدريسية دخل على أيديهم الآلاف من أبناء إرتريا والصومال في دين الله وهو الإسلام، حيث ربط أحبته وتلاميذه بالمنهج الأحمدي الإدريسي بالصلاة العظيمية والاستغفار الكبير الذي عرفه عنه، وكذلك التهليل الكبير الذي يعرفه الجميع عنه والذي يقول فيه:- "لا إله إلا الله محمد رسول الله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله".
توفى في مدينة أو ولاية صبية بالسعودية، وكان له بصمات عديدة في دخول المواطنين في الإسلام، وكان له بصمات بأنه وجد من خلفه تلاميذ أفاضل مثل السيد صالح الجعفري الذي درس بالأزهر الشريف وأخرج علي يديه من تعلموا الوسطية في الإسلام وتعلموا حب آل بيت رسول الله الكرام، مؤكداً على أنه ربط أهل قرية الدير بحبه وبمنهجه وطريقته وحبه لرسول الله.
ومنذ القدم ظهرت عند المصريين القدماء فكرة الولي الذي يمثل الآلهة المحلية التي يلجأ إليها الناس لتوصيل رغباتهم إلى إله الدولة الرسمي، سواء رع في الدولة القديمة أو آمون في الدولة الحديثة، وتطور الأمر مع دخول الإسلام إلى أضرحة الأولياء.
وعلى الرغم من ازدحام القاهرة بالمنشآت الحكومية، والوزارات، خاصة منطقة وسط البلد، إلا أنها ما زالت تحتفظ بعدد كبير من الأضرحة التي يتبارك بها المصريين، وهذه الأضرحة كانت موجودة قبل بناء القاهرة الخديوية على يد الخديوي إسماعيل، فربطت بين حقبة الدولة الإسلامية والقاهرة الحديثة التي أراد الخديوي بنائها على الطراز الأوروبي لتباهى عواصم العالم الأكثر تمدن ورقى.
على الرغم من رغبة الخديوي آنذاك في بناء القاهرة من جديد على غرار العاصمة الفرنسية باريس، إلا أن المصريين استطاعوا الحفاظ على أضرحة أولياء الله الصالحين، التي سميت مناطق نسبة لهم، فوسط الحداثة تجد ضريح لأحد المشايخ، وإن كان لا يذكره كل أهالي المنطقة المحيطة به.
هناك أضرحة مشهورة في القاهرة يعلمها الجميع مثل ضريح سيدنا الحسين، والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وغيرهم، ولكن هناك أضرحة أخرى تنتشر في شوارع وسط البلد لم يعرفها الكثير ولكن أهالي المنطقة المجاورة لها يقيمون لبعضها الموالد ويتباركون بالمكان ويزورنه.