الجمعة 22 نوفمبر 2024

ثقافة

رمضان 2023| نجوم المسرح المصري (15ـ 30) .. بديعة مصابني

  • 9-4-2023 | 00:16

بديعة مصابني

طباعة
  • همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بشخصيات كثيرة يمثلون علامات مضيئة، ونجومًا تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجوم خلف الستار، أضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي أيضًا، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمت.

وتستكمل بوابة «دار الهلال» في رمضان 2023، ما بدأته من قبل برمضان 2021، حيث تواصل تسليط الضوء على نجم من هؤلاء النجوم يوميًا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري» ولنسافر معًا في سطورنا إلى رحلته وحياته بالمسرح، فقد ترك هؤلاء النجوم إرثًا فنيًا في الحركة المسرحية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموا بالكثير من الأدوار والشخصيات الدرامية بمسرحنا المصري

 

ونلتقي اليوم مع  «بديعة مصابني» ونذهب معها في خطوات برحلتها وحياتها مع الفن والمسرح. 

 

تعد الفنانة اللبنانية بديعة مصابني فنانة شاملة فهي ممثلة ومطربة وراقصة جمعت بين وسامة الوجه وجمال الملامح ورشاقة وفتنة القوام وعذوبة الصوت وجوة الأداء.

 

تنتمي الفنانة بديعة مصابني إلى الجيل الأول للفنانات اللاتي وفدوا من الشام احترفن التمثيل بمصر، فهي من أوائل الفنانات اللاتي عملن بالتمثيل خلال النصف الأول من القرن العشرين، (والمقصود بالتحديد هو التمثيل بالمسرح بوصفه القناة الفنية الوحيدة المتاحة قبل ظهور السينما والإذاعة والدراما التلفزيونية، ولم يسبقها بالتمثيل سوى مجموعة صغيرة من الفنانات الشوام منهن: ملكة سرور، هيلانة بيطار، مريم سماط، ميليا ديان، وردة ميلان، ماري صوفان، أبريز أستاتي، ألمظ أستاتي، فاطمة اليوسف)، وأيضا مجموعة من المصريات اليهوديات (ومن بينهن: أديل ليفي، صالحة وجراسيا قاصين، استر شطاح، نظلة مزراحي، سرينا إبراهيم، هنريت كوهين، فيكتوريا كوهين، فيكتوريا موسى)، بالإضافة إلى عدد قليل جدا من الفنانات المصريات وفي مقدمتهن: لطيفة عبد الله، منيرة المهدية.

 

ولدت في دمشق بمدينة حلب لأب لبناني وأم سورية في 12 نوفمبر 1892 (ذكرت بعض المراجع أن تاريخ ميلادها هو 25 فبراير)، واسمها الحقيقي “وديعة” ولكنها جمعت منذ طفولتها بين الرقة والجمال اللبناني وبين السحر السوري مما جعل الجميع يطلق عليها لقب “بديعة» بدلا من “وديعة»،

 

ولم يكن اسم «مصابني» سوى لقب اكتسبه أفراد أسرتها بسبب عملهم في أحد مصانع الصابون «مصبنة» بمدينة  دمشق، وكانت عائلتها ميسورة الحال حيث امتلك والدها مصنعا للصابون ولكن الحال لم يدم كذلك طويلا، إذ احترق المصنع وتوفي والدها حزنا عليه وفي ليلة العزاء سرقت مجوهرات والدتها فأصبحت العائلة تعيش مأساة حقيقية بلا سند مادي أو معنوي، وقررت البقاء في سوريا طويلا فقرروا رهن المنزل وتدبير تكاليف السفر بالباخرة والهجرة إلى أمريكا الجنوبية هربا من ألسنة الناس التي لا ترحم، وبالفعل هاجرت مع كل من والدتها «جميلة الشاغوري) وأختها الكبيرة  نظلة  ، والتي تزوجت من ميخائيل جرجس الذي يكبرها بثمانية وثلاثين عاما) إلى أمريكا الجنوبية، وهناك التحقت «بديعة» بمدرسة داخلية تعلمت فيها اللغة الإسبانية كما تعلمت أصول فنون التمثيل والغناء بعدما اكتشفت الراهبات موهبتها في الغناء والتمثيل والرقص.

 

 

وبعد عدة سنوات وتحديدا عام 1910 قررت بديعة - وهي ابنة التاسعة عشر عاما - التخلص من حياة الفقر بأي وسيلة وتذكرت كيف كانت فرحتها ونشوتها عندما يصفق لها أولياء أمور زملائها عند وقوفها على خشبة مسرح مدرسة الراهبات في أمريكا اللاتينية فقررت الهجرة مع والدتها إلى القاهرة عاصمة الفن والأدب. قدمت إلى مصر في عام 1910 وكان أسمها الفني «فيرونا» بهدف تعلم مهارات الرقص الشرقي،

 

 وعملت في صالة «نزهة النفوس» بالأزبكية التي كانت مطربتها الأولى منيرة المهدية وبمصر علمت أن بلدياتها الفنان الكبير جورج أبيض الذي جذبه حب المسرح كون فرقة مسرحية بعد عودته من البعثة في باريس، فذهبت إليه وبالفعل ضمها إلى فرقته عام 1912، وقدمت معه بعض الأدوار الثانوية، كما شاركت بالغناء في مسرحية « المركيز دى بيريولا » (1918)، ثم التحقت بفرقة الشيخ أحمد الشامي الذي أعدها لأداء أدوار البطولة، ولكنها قررت أثناء الحرب العالمية الأولى العودة إلى الشام  والاستمرار في ممارسة الغناء والرقص، وفي بيروت التقى بها الفنان نجيب الريحاني عام 1921 ودعاها للعمل بفرقته، وبالفعل قدمت لمصر مرة أخرى

 

 واستقرت بها وشاركت مع فرقة «الريحاني» بعروض «كشكش بك»، ثم توجا تعاونهما الفني بالزواج عام 1922، وتعهدها «الريحاني» بالتدريب على البطولات الغنائية، كما ساعدها على التخلص من اللكنة الشامية، وشاركته في بطولة عدة مسرحيات من بينها: ريا وسكينة (1921)، ومراتى فى الجهادية (1926)، وكذلك في بطولة عدة مسرحيات غنائية وأوبريتات، كما صحبته في رحلته الفنية لأمريكا الجنوبية (1924 - 1925)، وبعدها دب الشقاق بينهما وظلا منفصلين - دون طلاق - حتى وفاته عام 1949.

بعد الطلاق عام 1925 عملت بديعة مصابني كممثلة استعراضية في المسرح والسينما، وقررت عدم العودة للتمثيل فقط، وافتتحت صالة «ميوزيكهول» تغني وترقص فيها بشارع عماد الدين” بالقاهرة عام 1926 باسم كازينو بديعة، وهي الصالة التي تخرج فيها ألمع نجوم الاستعراض في مصر والعالم العربي، منهن: تحية كاريوكا، ببا عز الدين وأختها شوشو عز الدين، حكمت فهمى، وسامية جمال، ببا إبراهيم، هاجر حمدي، زوزو محمد، صفية حلمي، كيتي وغيرهن وكذلك مجموعة من المطربين من بينهم: أسمهان وفريد الأطرش، محمد فوزي، إبراهيم حمودة، محمد عبد المطلب، أحمد عبد القادر، محمد الكحلاوي، كما قامت بتكوين فرقة غنائية راقصة ضمت أشهر مطربي ذلك الزمن ومن بينهم: فاطمة سري (وكانت تقدم أغنية: «رنة خلخالى يا امه»، نجاة على والشيخ سيد الصفتي، مطربة القطرين فتحية أحمد وماري جبران كما ضمت الفرقة العديد من الراقصات، وبمجرد أن بدأت الفرقة إحياء ليالى عماد الدين بدأ جميع النجوم يتهافتون للعمل بصالتها. ولأنها طموحة فقد شيدت صالة أخرى على أحدث طراز آنذاك في ميدان «الأوبرا» (إبراهيم باشا سابقا)، وكانت تطل على دار الأوبرا المصرية، وذلك لإحياء مواسمها الفنية الشتوية، بينما كانت تحيي المواسم الصيفية بكازينو بديعة بالجيزة (بعد كوبري الجلاء مباشرة). وفي هذا الصالة الحديثة قامت بعمل أول «مسرح دائري»، يسمح لجميع المتفرجين الجالسين في القاعة مشاهدة كل تفاصيل ما يدور على خشبته.

وفي عام 1929 ابتدعت رقصة شرقية خاصة بها وعرفت باسمها، كما قامت بتطوير العمل بصالتها فأدخلت فقرات لفن المونولوج والديالوج، وقدمت من خلالها الفنان الناشئ آنذاك إسماعيل يس، وسيد سليمان والثنائي حسين المليجي وزوجته نعمات، كما استعانت أيضا بفرقة راقصات أجنبيات (فرقة مزاي) إلى جانب فقرات الرقص الشرقي. وأهم تطوير قدمته ببرنامج الصالة هو تضمين الفقرات للفودفيلات والاسكتشات.

 

واقتصرت منذ عام 1940 على تقديم الاستعراضات والاسكتشات الضخمة فقط، تلك التي كانت تجمع بين الأغنية والرقص والمونولوج والفكاهة ولوحات الباليه والرقص الشعبي، واستعانت بمجموعة من كتاب الهزليات وفي مقدمتهم الأساتذة: أمين صدقي، بديع خيري، أبو السعود الإبياري، وبمجموعة من ممثلي الكوميديا من أمثال الفنانين: عبد الفتاح القصري، محمد كمال السعدي، بشارة واكيم، ألفريد حداد، حسين حداد، عبد الحليم القلعاوي، عبد النبي محمد، إسماعيل يس، محمود شكوكو، ثريا حلمي، زينات صدقي وغيرهم. وأسندت إلى فريق من الموسيقيين تلحين البرامج الفنية ومن بينهم الملحنين: عزت الجاهلي، فريد غصن، جميل عزت، محمد الشريف، على فراج، أحمد الشربيني، وذلك مع اهتمامها الكبير بالإطار الجمالي للعروض حتى أنها كانت تستعين بمصممين أجانب لتصميم الاستعراضات.

و قامت باستغلال أحداث الحرب العالمية الثانية في تقديم استعراضات عن الأحداث والمعارك العسكرية ومن بينها: مراسلتنا في روسيا، معركة البولشفيك، معركة سيدي براني، سقوط طبرق، فرارهيس من ألمانيا إلى أسكتلندا، وتذكر بعض المراجع أنها كانت تقدم تلك الاستعراضات بإيحاء من السلطات البريطانية حتى أن إذاعات المحور قامت بتهديدها أثناء حرب الصحراء الغربية عام 1942، لدرجة أنها قامت بتهريب أموالها لخارج البلاد في طائرة خاصة عندما علمت بأن السفارة البريطانية تحرق أوراقها استعدادا لمغادرة البلاد إذا وصل «روميل» الإسكندرية، ولكن مع حسم معركة «العلمين» لصالح الإنجليز عادت «بديعة» إلى ممارسة أنشطتها الفنية بصورة طبيعية.   

ظلت بديعة مصابني تتزعم المسرح الاستعراضي نحو ثلاثين عاما، استطاعت خلالها أن تجمع ثروة طائلة، ولكنها اضطرت عام 1949 إلى مغادرة “مصر” بعدما طالبتها مصلحة الضرائب بضرورة سداد الضرائب المتراكمة على مكاسبها طوال فترة عملها بمصر وبدأت تهددها بالحجز والبيع، فقررت حينئذ الهروب بممتلكاتها إلى بلدها  لبنان  فباعت كازينو الأوبرا إلى تلميذتها ببا عز الدين بمبلغ عشرين ألف جنيه، ثم تخفت في ملابس راهبة في مستشفى واستقلت طائرة من ميناء “روض الفرج الجوي» - قبل إلغائه - بمساعدة صديقها الإنجليزي الذي اصطحبها بطائرته الخاصة، وعند استقرارها ببيروت قررت اعتزال الفن نهائيا وافتتحت معملا ومحلا للألبان ومنتجاته في مدينة «شتورة»، وظلت تديره لمدة أربعة وعشرين عاما إلى أن رحلت عن عالمنا في 23 يوليو 1974 عن عمر يناهز الثانية والثمانين عاما.

 

 

الأعمال المسرحية

تعلمت أصول التمثيل بفضل أساتذته (جورج أبيض، أحمد الشامي، عزيز عيد، نجيب الريحاني)، ومن خلاله أيضا شاركت في تجسيد بعض الشخصيات الدرامية المهمة، حتى أصبحت نجمة متوجة، خاصة خلال فترة تألقها المسرحي بفرقة «الريحاني»، والتي شاركت خلالها في تجسيد أدوار البطولة بعدد من المسرحيات والأوبريتات من أهمها تجسيدها لشخصيات: «شمعة العز في أوبريت «الليالي الملاح»، ابنة الخليفة في أوبريت «الشاطر حسن»، عيوشة في أوبريت «البرنسيس»، زوجة مدرس الموسيقى في مسرحية “مجلس الأنس”.

هذا وتضم مجموعة أعمالها المسرحية

 

  • فرقة «أحمد الشامي»: شهداء الغرام (1913).
  • فرقة «جورج أبيض»: المركيز دي بيريولا (1918).
  • فرقة «الريحاني»: دقة المعلم، ريا وسكينة (1921)، البرنسيس، الشاطر حسن، الليالي الملاح (1923)، الفلوس، أيام العز، كشكش بك في الجيش، لو كنت ملك، مجلس الأنس (1924)، بنت الشهبندر، قنصل الوز (1925)، مراتي في الجهادية (1926)، إبقى إغمزني، ياسمينة (1928)، أنا وأنت، مصر في 1929، علشان سواد عينيها (1929).

 


فرقة «كازينو بديعة»:

  • لهيب الحب (1929)، اللي فات قديمه، أولاد الرعاع (1931)،
  • مائتي جنيه، اللص الشريف، صاحبنا الثاني (1932)، اسم الله عليه، البريد المستعجل، البريمو، السرايا الصفرا، الغيرة مرة، أبوس رجلك، أما ورطة، أوعى تتكلم، بختك رزقك، جوز الإتنين، خليك بدالي، خير إن شاء الله، سلامات، عامل لي فالح، عريس الغفلة، عصبة الأمم الشرقية، كتب كتاب الهنا، مانتش قدي، وطواط، وليم كركورة، يا كتاكيتها (1933)،
  • ابن النيل وابن سوريا، المسامح كريم، إكسبريس طنطا، إحم إحم، بسلامته راسي، بلاد الثلج، جوازة بالمحضر، دايما ورايا، رأس السنة، عرايس النيل، قلنا كده، لوكاندة الكبيبة (1934)،
  •  الباحثين عن الذهب، الدنيا بتلف، إيه الحكاية؟، بتنجان الفن، حرامي بالأجرة، حمد الله على السلامة، دار بديعة، رقصة الزيبق، ليالي بغداد (1935)،
  • حجوج ومجوج، كف التمساح، قيصر وكليوباترة، فاميليا محترمة، غليوم وكليوباترة، عش الغرام، صندوق الدنيا، شاي بالصودا، دنيا تجنن، سكرة يني (1936)،
  • هو وهي، نينتي وخالتي، مطلوب روميو، ليلة مدهشة، فرع طنطا، على الطريقة الأمريكانية، عروسة بالمزاد، المقرمش، أصحاب الفيلا، بابا، بتحب مين؟، تحفة، حانوتي الأنس، حنطور أفندي، صندوق العجائب، عربات النوم، الجبة المسحورة، الأستاذ حمص (1937)،
  •  يا أنا يا هو، ممنوع البصبصة، مقاول عمارات، عيادة داخلية، شنطة الهانم، شارع اللطافة، سكر وعربدة، جواز غلط، جوابات غرامية، جراح الحب، بنسيون محترم، بشرة خير، الغيرة نار، الدور الثالث، الحب التلاميذي (1938)،
  •  نبيه جدا، على قد لحافك، عريس بروشتة، خدامة البيه، جواز بالجملة، بيت مجانين، بقال وعيادة، باريس في مصر، النجمة السينمائية، السكرتير الخاص (1939)،
  •  سكان محترمين، شباك الهوى، كباريه جهنم والسيرك العالمي، شباك الهوى، سكان محترمين، بنطلون رومية، بطيخة حا تتجوز، إللي ما يرضى بالخوخ، الفرسان الأربعة، الصيت ولا الغنى، الأول والثاني (1940)،
  • لازم نضحك، درس في التاريخ، حاجات تجنن، جواز باليومية (1941)، ليلة الدخلة (1942)، الهوانم ضد الرجالة (1943)، بابا نويل (1945)،
  • هنا برودواي، ليلة في الغابة، بساط الريح (1946)، مؤتمر الشياطين، مشاكل الحب، ليلة مافيش منها، ليلة في الأرجنتين، قصر الحور، عودة الروح، علي بابا، عطيل المصرية، عصافير الجنة، حانة مرسيليا، الجامعة العربية (1947)، هواش بكاش نتاش، مدرسة الرقص، أعياد الغابات، (1948).

وتعاونت مجموعة المسرحيات التي شاركت في بطولتها قد تعاونت مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من مدرسة فنية ومن بينهم الأساتذة: أحمد الشامي، نجيب الريحاني، عزيز عيد، بشارة واكيم، مفيستو، إدوارد فارس.

مشاركات بديعة مصابني السينمائية

شاركت الفنانة بديعة مصابني في بطولة سبعة أفلام فقط، وكانت أولى مشاركتها - وهي في عمر 43 تقريبا - بفيلم «ابن الشعب» من إخراج موريس أبتكمان، وشاركها البطولة كل من الفنانين سراج منير، ميمي شكيب، بشارة واكيم، ماري منيب، وحسن البارودي، ثم كان فيلمها الأخير بعد أربعة عشر عاما وهو «أحب الرقص» من إخراج حسن حلمي، وهو الفيلم الذي جمع في بطولته كل من الفنانات بديعة مصابني وببا عز الدين وتحية كاريوكا وسامية جمال. وتضم قائمة أعمالها السينمائية الأفلام التالية: ابن الشعب (1934)، ملكة المسارح (1936)، الحل الأخير (1937)، ليالي القاهرة (1939)، فتاة متمردة (1940)، أم السعد (1946). ولكن عدم نجاح أغلب أفلامها جعلها تفضل الابتعاد عن الشاشة الفضية.

 

وتعاونت من خلال مجموعة الأفلام السابقة من نخبة متميزة من كبار مخرجي ورواد السينما العربية وفي مقدمتهم الأساتذة: موريس أبتكمان، ماريو فولبي، عبد الفتاح حسن، إبراهيم لاما، أحمد جلال، حسن حلمي.

 

كانت بديعة مصابني  إدارية من الطراز الأول وتتمتع بقوة الشخصية والصرامة، وقد شكلت خلال فترة عملها جزءا من تاريخ مصر الفني، كما لعبت دورا مؤثرا في الحياة السياسية والاجتماعية، مما منحها سطوة وسلطانا - يفتقده الكثير من الرجال - وسهل مهمتها في السيطرة على بعض رجال السياسة والحكم وقيادات الاحتلال الإنجليزي آنذاك الذين كانوا زبائن دائمين في صالاتها، وبالتالي على جميع صعاليك وفتوات شارع  عماد الدين، ومما يذكر أن «بديعة» بالرغم من علاقتها وصلاتها القوية برجال الإحتلال الإنجليزي كانت لديها الجرأة على تقديم بعض الأعمال الوطنية ضد الإحتلال.

 

ووتميزت الفنانة القديرة بديعة مصابني، كإدارية،  حيث نجحت  في تحقيق شهرة طاغية خلال مشوارها الفني الحافل، وفي التربع على عرش الرقص الشرقي لأكثر من ربع قرن (حظيت خلالها بالعديد من الألقاب ومن بينها “الراقصة الأولى بمصر والشرق الأوسط»، «ملكة الشيشة والنرجيلة»، و«ملكة الملاهي الليلية » وغيرها

 

ونجحت في تحقيق مساهمة مهمة وفعالة في إثراء حركة الفن المصري باكتشاف وتدريب كثير من المواهب الجديدة حتى وصل الأمر ببعض الصحفيين والنقاد إلى المبالغة باعتبارها «ناظرة مدرسة الفن»
وصاحبة أول أكاديمية فنية»ولأن صالتها قد شهدت خلال مسيرتها الفنية  صنع نجومية عدد كبير من الراقصات اللاتي تخرجن في مدرستها للرقص وحققن انتشارا فنيا كبيرا بعد ذلك، كما شهدت البدايات الفنية الحقيقية لعدد كبير من النجوم الذين أصبحوا بعد ذلك من أصحاب الأسماء اللامعة، الذين شكلوا بأعمالهم تراثا مسرحيا وسينمائيا وغنائيا مازال صداه يتردد حتى الآن.

الاكثر قراءة