الأحد 28 ابريل 2024

من ليندا إلى ألبرت.. فقه إتيكيت المواساة والتهاني

مقالات9-4-2023 | 12:03

مع نشر أحدهم  صورة او كلمات تعبر عن أن صاحب الحالة حزين كوفاة بقوله {إنا لله وإنا إليه راجعون}، أو البقاء لله، أو قدر الله وما شاء فعل، أو حسبنا الله ونعم الوكيل، أو الحمد لله التي بنعمته تتم الصالحات، أو الناجح يرفع إيده، وغيرها من الأقوال الدالة وجود كرب أو فرح ما بصفة الناشر، ورغم أن معظم المتابعات والتعليقات المرئية صريحة إلا أن بعضها يتخللها السؤال من الميت؟ ما نوع العلة؟ أو كم  مجموع إبنك في الثانوية؟ من ستتزوج؟.

كلها أسئلة قد لا يتقبلها الناشر إما لسوء الحالة التي يمر بها وأنه نشرها فقط بغرض الدعاء للمواساة او أراد التهاني القشري بدون تفاصيل حتى ينقضي الأمر، ولكن البعض يسوقه الفضول للسؤال على العام او الخاص واحيانا يتطور الأمر للاتصال أو سؤال آخر كصديق مشترك وهو أمرًا أراه فيه تجاوز صريح ما دام الأمر يخلو من الاستغاثة وطلب المشاركة في الحدث بشكل ملموس وبرغبة موجهه في إطلاع القارئ أو المتابع للمنشور بوسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام.

يحضرني هنا مواقف كثيرة ويكفي ذكر أحدهم؛ في مناقشة أحد الزملاء لرسالته البحثية وهو صديق مشترك للمتابعين وقتها انهالت علي الرسائل لأنه كان متحفظ كتابة تقديره ومضمون رسالته فوجدت من طلب مني صراحة (معك نسخة pdf من رسالة) فكانت إجابتي واضحة بإمكانك الرجوع لصاحبها وسؤاله، وكلها أمورًا تظهر وتؤكد أن السائل يدرك ويقدر مكانتك وسط الأصدقاء ويريد استغلالك في استغلالهم دون كشفه في الصورة مباشرة ليقينه انه لن يتقبله، وهو أمرًا محبطًا لو تدبرته من كافة النواحي وسكنت نفسك محل الغائب الذي يريد الأخر اقتحام خصوصيته دون معرفته، وهو أمرًا أراه أيضًا لا يفرق عن السرقة كونه انتهاكًا لحجابًا أراد صاحبه أن يكون مستورًا عن الغرباء أو حتى الأقروغرباء، وعلى الجميع احترام ذلك والاكتفاء بقول آخر الأحزان في المواساة ويدوم الفرح في التهاني وكفى.

ولإن لكل إشكالية طرقًا علمية في إصلاحها والعمل على طرحها بشكل أكاديمي موازيا لكلمات أصغناها للعوام دون تدقيق علمي وبشكل عملي خالص يحتاج توثيقا من أهله، فننتظر معالجته بشوق "من ألبرت إلى ليندا".

Dr.Randa
Dr.Radwa