وأنا يا صديقى من هواة الدراما الشعبية، التى تحكى واقعا، وتبرز قضايا شائكة، وينتظرها المشاهدين على المقاهى وفى المنازل.. اتذكر منذ سنوات طويلة عندما كنت فى المرحلة الثانوية، وكان يعرض لأول مرة مسلسل "ذئاب الجبل" للمبدع الراحل عبد الله غيث "علوان أبو البكرى"، كنا نجلس أمام التلفاز قبل العرض بوقت طويل.. كانت تناقش قضية الثأر وزواج بناتنا من قبيلة "هوارة" لشخص من الخارج.. بل أتذكر عندما توفى شخص ونادى المنادي فى المسجد القريب بأن تشييع الجثمان عقب مسلسل ذئاب الجبل.. اليوم تحولت المقاهى ورواد السوشيال ميديا إلى محللين ومتابعين ونقاد لمسلسل "جعفر العمدة" للفنان محمد رمضان الذى تدور أحداثه فى منطقة السيدة زينب، التى أحمل لها فى قلبى حبا.
نجح صناع المسلسل فى جذب أنظار المشاهدين بمختلف طبقاتهم، وتحول "الفيس" الى أكبر ناقد فنى.. فمناقشة قضية تعدد الزوجات وتعامل الحاجة "صفف" المبدعة "هالة صدقى" مع زوجات ابنها كانت مثار جدل واسع، وقضية الخلع التى تقوم بها بعض النساء دون علم ازواجهن، سواء بتغيير العنوان أو بطرق أخرى، كانت مثار جدل واسع فى الساعات الماضية.. وفى هذه القضية تحديدا اتمنى ان يصدر تشريعا او قانون لا يبيح الخلع الا بمعرفة أوتوقيع الزوج.. والمشاجرات التى تناولها المسلسل من البداية بين بيت جعفر العمدة وبيت فتح الله دون ظهور لرجال المباحث او قسم الشرطة أدى إلى تساءل المتابعين: هو فين رئيس المباحث مما يحدث ؟
الحقيقة أن السيناريو "محبوك" جيدا وأثقله حسن أداء الفنانين.. لكن بحكم عملى فى الملف الأمنى ومتابعته منذ سنوات طويلة، دعوني أخبركم الواقع، بأن مباحث القاهرة بإشراف اللواء محمد عبد الله مدير الإدارة العامة ونائبيه وبقيادة اللواء المخضرم علاء بشندى مدير المباحث الجنائية والتى من بين دوائرها السيدة زينب والتى يرأسها المقدم محمد حلمى، هى المدرسة الأمنية الأكفأ، والتى تضم أفضل ضباط المباحث، ولم ولن يحدث هذا على أرض الواقع فكم من بلطجية ومسجلين حاولوا تقليد المسلسلات لكنهم فوجئوا بقوة القانون والحزم، ومعاقبة المقصرين.. تحية لجميع صناع وأبطال مسلسل جعفر العمدة وتحية لرجال الأمن بالقاهرة والجيزة وجميع المحافظات.