تستمر اليوم احتفالات الكنائس الأرثوذكسية بأسبوع الآلام، الذي بدأ أمس بأحد الشعانين، ويكون اليوم ثاني أيام الأسبوع، ويسمى بإثنين البصخة، أو يوم السلطان، وهو اليوم الذي شهد ذكرى خروج المسيح من بيت عنيا قاصدًا الهيكل، وفي طريقه مر بشجرة التين غير المثمرة فلعنها، وهي شجرة بمنظر ملائم، لكن ليس بها ثمر، وعندما وصل ودخل إلى الهيكل قام بتطهيره من العبادة الشكلية والربح المادي، وظل يعلم، وذلك رمز على أن يكون المكان بيت لله والدين وليس للتجارة، فتآمر عليه الكهنة وحراس الهيكل، قاصدين قتله، حسبما جاء في الكتاب المقدس «وجاء إليه العمى والعرج وهو فى بيت الله فشفاهم. فتآمروا عليه ليقتلوه».

أصل التسمية

ويعتبر اليوم أول أيام صلوات البصخة المقدسة، والتي تستمر لثلاثة أيام (الإثنين، الثلاثاء، الأربعاء)، إشارة بحفظ خروف الفصح من اليوم العاشر حتى يذبح في الرابع عشر من الشهر.

وكلمة البصخة تعني الاجتياز أو العبور، من الظلمة للنور، وترجع إلى قيام أحد تلاميذ المسيح بتسليم معلمه إلى اليهود ليتم توثيق تهم باطلة ضده أمام محاكمات رؤساء اليهود والرومان حتى يُحكم عليه بالصلب، حسب الاعتقاد المسيحي، ولذلك تظل هذه الأيام ذات طابع حزين؛ تضامنًا مع آلام المسيح، حتى يتم استبدالها بالستائر البيضاء ليل سبت النور، فرحًا بقيامة المسيح.

طقوس البصخة

وتستمر الكنائس اليوم في إقامة الصلوات، بعدما انتهى قداس أحد الشعانين، بغلق ستر الهيكل وتعليق الستائر والشارات السوداء؛ حزنًا على صلب المسيح، في أسبوع الآلام عامة، حيث أنه يجب الصيام إلى الليل وأن يكون أكل أسبوع الآلام خبزًا وملحًا وماءً فقط، والامتناع عن إقامة القداسات في أيام البصخة الاثنين والثلاثاء والأربعاء، ولا يُسمح بالحزن على أي شيء إلا المسيح، وتبدأ بعض الطقوس منها:

- توقف صلوات القداس التى تستمر طوال الصوم الكبير فى الأديرة، وذلك لبداية أيام البصخة، ويستمر ذلك حتى صباح خميس العهد.

- بدأ تسبحة البصخة، وهذه التسبحة تقال 12 مرة رمزًا للتسبيح من جميع جهات العالم الأربعة، بحسب العقيدة المسيحية، وفى كل جهة يسبح الأقباط 3 مرات مثالًا للصليب.

- قراءة مزمورًا وإنجيلًا قبطيًّا وعربيًّا حتى صباح يوم الخميس، ومن ليلة الجمعة تقرأ أربع فصول من الأناجيل الأربعة.

وتتجلى آلام المسيح، طيلة الأسبوع، وتكثر الصلوات، خاصة في أيام البصخة الحزينة، ويزداد الصيام، حتى أن هنالك من لا يأكل شيئا تضامنا مع آلام المسيح.