لست فى حاجة لعد أنفاس البطل طوال فترة تفكيره فى المشكلة التى ستستغرق عدة حلقات، ويمكنك تجاوز عد درجات السلم التى يصعدها فى البيت العتيق، وربما لن ترى المشاهد الطويلة التى ترصد لك مكان التصوير، كل كذلك يمكن أن تقدمه لك مسلسلات الخمس عشرة حلقة التى تفاقم وجودها فى رمضان هذا العام، فمنحتنا بدايات جديدة، ووضعت مسلسلات الثلاثين حلقة فى "الحارة المزنوقة" فرأى الجميع براح الاختيارات والاختصارات التى لا تحتاج إلى هذا الكم من ساعات الإنتاج؛ ولكنه حكم المنتج والنجم معاً الذى لا بد وأن نراه ثلاثين يوماً، وهذا خير وفير فمنذ سنوات أطلت علينا ظاهرة الثلاثة والثلاثين التى جعلت النجوم يشاركوننا العيد!
بالتأكيد ظهور الحلقات المحددة عبر المنصات طرح حلولاً إنتاجية لعثرات مسلسلات الثلاثين!!
ولم لا وقد كانت المسلسلات التى عشقناها لا تتجاوز الأربع عشرة حلقة؛ ثم منحها الكاتب الكبير اسامة انور عكاشة بسحره طور "الثلاثين" بل جعل من الثلاثين الواحدة عدة ثلاثينيات، لتأتى دراما الأجزاء التى ساهم والكبار فى نحت تاريخ خاص يليق بهم واستمرت، لكنها كانت دراما مكتملة الأركان والأبعاد والشخصيات لنعيش معهم الحكايات التى تستمر عشرات السنين!!!
وهذا العام توالت الخمس عشرة حلقة من خلال (الصفارة ومذكرات زوج والهرشة السابعة وعلاقة مشروعة ورشيد) فى النصف الأول من رمضان، وتبعها (تحت الوصاية وتغيير جو والصندوق وجت سليمه وتلت التلاتة) والتى لفت بعضها الأنظار من الحلقة الأولى وجذبت الانتباه، فأعادت ل "الورق" مرةً أخرى مكانته!!!
لقد امتد طريق دراما "الثلاثين" طويلاً ولم يعرف معظم صانعوه ما يفعلون به ؛ فملأوه بالمطبات والحفر الدرامية والطرق الوعرة التى لا تصلح للمشاهدة، وامتد فتحول لقيد يعوق سير الجميع، وكيف لا وسوط الإنتاج والدقائق التى من المفترض استكمالها لا تكتمل والمسلسلات لا تحتمل كل هذا؟؟ ففى كثير من الأحيان لاتتوافر القصة أو حتى المناظر!!
بالتأكيد الدراما ليست بعدد الحلقات، فهناك ما يستحق الثلاثين بل الثلاثينيات وآخر الخمس عشرة وثالث يمكنه السير خلف العشر حلقات وذلك ما سيأتى آخر عشرة أيام لأول مرة من خلال مسلسل "حرب" للكاتب هانى سرحان والمخرج احمد جلال !!! فالقالب الزمنى للدراما دوره أن يأتينا بعمل ممتع فحسب؛ بعيداً عن اللعبة الإنتاجية ونجومية فلان أو علان الذى لا بد وأن ينتصر فى كافة المعارك ويظل بطلاً حتى النهاية مهما كانت "لا حبكة" الحكاية!!! خطوة الخمس عشرة تخبرنا أننا تجاوزنا بعض الحفر والمطبات الدرامية ولا يزال لدينا الكثير من المنحدرات التى تسكن الثلاثين!