ليلة القدر هي أفضل الليالي والأيام وأكثرهم بركة وغفران، تكثر فيها العطايا والنفحات فقد وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، وأخبرنا سبحانه بأنه: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْكُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
قال فضيلة الشيخ محمد عز الدين وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، ليلة القدر هي ليلة رفيعة ومعظمة لما فيها من خيرات جمة وهي اللية التي نزل فيها كتاب الله عز وجل ومن كلام العلماء في تفسير الآية الكريمة (نَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) أن بدء نزول القرآن على النبي في هذه الليلة.
فضل ليلة القدر
وأوضح لبوابة دار الهلال في هذه اللية تنزل الملائكة بالرحمة والتوبة على عباد الله القائمين الليل والصائمين، العاكفين على كتاب الله ولذا أرشدنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى فضل قيام هذه الليلة المباركة فقال كما جاء في الصحيحين: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه".
وأشار إلى أن خص الله ليلة القدر بتنزيل القرآن الكريم فيها حيث قال في كتابه عز وجل وخصها من بين الأيام بأنها خير من ألف شهر والملائكة تتنزل فيها وهي بالخير والبركة والرحمة وهي ليلة ليلة سلام لكثرة السلام فيها من العقاب بما يقوم فيه المرء من عبادة وطاعة لله عز وجل.
سبب التسمية بليلة القدر
هي الليلة التي تقدر فيها الأشياء وتقضى والقادر هي من صفات الله عز وجل وصيغة المبالغة منا القدير والمقتدر أبلغ والقدر القضاء الموفق ويقال جاء قدره إذا وافق الشئ بالشئ .
وقال ابن سيده:- قدر والقدر القضاء والحكم، وهو ما يقدره الله عز وجل من القضاء، ويحكم به من الأمور، قال الله تعالى: ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر﴾ أي: الحكم كما قال تعالى: ﴿فيها يفرق كل أمر حكيم﴾.
القدر بمعنى: ما قدره الله بعلمه وقدرته، وأن الله قدر كل الأشياء في سابق علمه، وعلم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل أن يوجدها، ثم أوجد منها ما سبق في علمه أنه يوجده على نحو ما سبق في علمه.
دعاء ليلة القدر
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: ” قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني . رواه أحمد وابن ماجه والترمذي.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير.
اللَّهُمَّ عافني في جَسَدِي، وَعافني في بَصَرِي، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنِّي، لا إِلهَ إِلَّا أنْتَ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
«اللهم اعصمنا من المعاصي والآثام، واشغلنا بخير ما يرضيك عنا، واشغلنا بك عن همومنا يا مفرج كل كرب، ويا غافر كل ذنب يا رب العالمين»،
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير.
اللهم لا تشغلني هذه الليلة إلا بالذنب المغفور، والجهد المحمود، والعمل المقبول والصالح، والعمل غير التائب ، والشفاء لما في الصدور ، والتوبة الصادقة لوجهك الكريم.
اللهم اني اسألك عاجلا او آجلا كل الخير ما اعرفه وما لا اعرفه وعاجلا او آجلا اعوذ بك من كل شر من كل ما اعرفه واعرفه.
اللهم إن كانت هذه ليلة القدر ، فاخلف لنا عليها بأفضل ما وزعتم ،و خير خاتمة لنا بأفضل ما ختمتم .
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى.
اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَد.
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ* رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ.
اللهم ارض عنا فإن لم ترض عنا فاعف عنا من عظمت ذنوبه في نفسه لم يطمع في الرضا وكان غاية أمله أن يطمع في العفو ومن كملت معرفته لم ير نفسه إلا في هذه المنزلة).