تحيي الكنيسة الأرثوذكسية اليوم بذكرى خميس العهد ضمن أسبوع الآلام، والذي يعد اليوم الخامس من أسبوع الآلام يسبقهٌ أربعاء البصخة ويليه الجمعة العظيمة، ويوافق هذا اليوم ذكرى العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه، ويعرف خميس العهد أيضا بـ"الخميس المقدس" أو "خميس الأسرار"، وهو واحدًا من أهم المناسبات التي تحتفل بها الكنائس في العالم.
خميس العهد
ويوم خميس العهد مركز الأحداث الخاصة بالآلام والموت والقيامة، فهو اليوم الذي غسل فيه يسوع أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك لهم وصيته، كما أنه اليوم الذي قُبض فيه على يسوع ليلاً بعد خيانة يهوذا له وتسليمه لليهود ومحاكمته بتهمة التجديف، ليصلب في "الجمعة العظيمة".
وفي يوم خميس العهد، بدأ المسيح العشاء بأن غسل أقدام التلاميذ الأثني عشر في القدس حسب عادة العبيد، ليعلمهم بالفعل لا بالقول فقط، العطاء وروح الخدمة، وفي العشاء الأخير ، قدّم الخبز على أنه جسده، وكأس النبيذ على أنها دمه، فقال لهم "خذوا كلوا هذا هو جسدي" وحين أعطاهم الكأس، قال: "اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذى يُسفك من أجل كثيرين لمعفرة الخطايا"، مؤسسًا بذلك القداس الإلهي وسر القربان.
وقدّم السيد المسيح خطبته الأخيرة للتلاميذ، والتي تدون بشيء من التفصيل في إنجيل يوحنا "التلميذ الذي كان متكئًا على حضن يسوع خلال العشاء" حسب التقليد، وركز فيها على المحبة معتبرًا إياها العلامة الفارقة، ثم غادر ومعه التلاميذ إلى خارج المدينة نحو جبل الزيتون، حيث كان يمضي أغلب وقته.
وفي الجثمانية، أخذ معه بطرس وابنا زبدي، ثم انفرد بنفسه لكي يصلي، وأعلن عن حزنه وقد ظهر له ملاك من السماء يشدده؛ وعندما فرغ من صلاته، عاد إلى التلاميذ، فوجدهم نيام، وبعد برهة قصيرة، حضر يهوذا الإسخريوطي برفقة حرس الهيكل وجند رومان وعدد من الشيوخ، وكانت العلاقة المتفق عليها بين يهوذا والجند، أن من يقبله يكون هو المطلوب اعتقاله، وإذا قبّله، وسيق يسوع إلى مقر رئيس الكهنة.
طقوس خميس العهد
وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بخميس العهد، بقراءة صلوات اللقان وصلوات القداس الإلهي وساعات البصخة النهارية، وتقام هذه الصلوات في جميع الكنائس والأديرة بمصر وخارجها، كما يترأس هذا القداس الإلهي الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة.
وخلال قداس خميس العهد، يغسل الكاهن، في كثير من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية، أرجل المصليين ورشمهم بالزيت في هذا اليوم، أسوة بالمسيح، فيرشم الكاهن أو الأسقف أرجل المصلين ورسمهم بالزيت مثلما فعل السيد المسيح مع تلاميذه، ويقوم الكاهن بغسل أرجل الحاضرين، الكهنة ثم الشمامسة ثم الرجال واحدًا أما النساء فيرشمهن الكاهن بلفافة مبلوله بالماء في جباههن وأيديهن فقط.
وخلال صلوات خميس العهد، تقام صلاة اللقان، حيث تعني كلمة اللقان الإناء الذى يوضع فيه الماء للاغتسال، فيُصَلَّى عليها الكاهن لتقديسها فتصبح مياهًا فيها نعمة خاصة وقوة روحية للبركة، وتغسل الكهنة أرجل المصلين في هذه الصلاة.
وتقام صلاة اللقان في ثلاث مناسبات كنسية هى عيد الظهور الإلهي (الغطاس)، وخميس العهد، وعيد استشهاد الرسولين بطرس وبولس (عيد الرسل)، وهى صلوات موضوعة بترتيب يتشابه مع ترتيب صلوات القداس الإلهي.