يبحث الكثيرون عن وسائل لجلب الأموال بشتى الطرق، حتى إن بعضهم استغل عقولا ضعيفة للنصب عليهم وجمع الأموال عن طريقهم.
«مقام سيدنا الولي» كلمة التي يرددها الكثيرون دون معرفة مَن وراءها، فهناك بعض الأشخاص راودتهم فكرة التربح السريع من وراء تلك الجملة فقط.
اشتهرت في الفترة الأخيرة بعض الحوادث الشائعة عن وفاة الشيخ الصالح فلان في إحدى القرى، فيقوم أهله ببناء مقام على مقبرته، ليتوددوا إليه، ويقوم آخرون بادعاء أن نعش شيخ آخر قد طار أثناء تشييع الجثمان، ويطالبون أيضا بعمل مقام له، لينتهي الأمر بتواتر بعض الحكايات التى تردد استمرار شخص ما في قبره لمدة تجاوزت الشهر، وآخر تجاوز الأسبوعين، ويدعي أحد أقربائه بأنه زاره فى المنام وطلب منه عمل ضريح له في القرية.
كل هذه القصص لا ننكرها، فهناك من الشيوخ الصالحين الذين فضلهم الله عن غيرهم، ولكن استغلالهم أمر غير مسموح به .
فالضريح يذهب إليه كثير من بسطاء القرية الموجود بداخلها، وبعضهم يطلب أن يشفع له صاحب الضريح عند ربه، والآخر يطلب أن يرزقه الولد وغيره الكثير، ولم تكن أبدا تلك الطلبات مجانا، فعلى الشخص بعد أن يعرض طلبه على الشيخ وأن يترك ما أطلقوا عليه اسم "عطية" حتى يبارك الشيخ تلك الطلبات، هذه "العطية" التى تذهب بدورها إلى المستفيد من وراء إقامة هذا الضريح.
الكارثة الحقيقية أنه منذ عدة سنوات اكتُشف عدم وجود أحد الشيوخ بداخل أحد الأضرحة، وأن المقام فارغ، هذا الضريح الذي كان عليه إقبال كبير من أهل القرية والقرى المجاورة ليكتشفوا بعد ذلك أنها مجرد تجارة ربحية فقط.
فأغلبية البسطاء من الشعب المصري ما زالوا يؤمنون بأنه بدون الولي لن يستجيب الله دعاءهم، ومسلسل الأضرحة أصبح خطرا وقنبلة موقوتة، وسيظهر أثرها السيئ فيما بعد لو انتشرت أكثر من ذلك.