مضت به سنوات العمر تسربت من بين يديه حتى تجاوز عمره الأربعين، وكانت والدته تنبهه لخطورة تأخير الزواج واستكمال نصف دينه، وتطالبه بالبحث عن عروس مناسبة تملأ عليه حياته ووحدته التي سيشعر بها بعد تقدمه في السن وبعد وفاتها.
كان عليه أن يخضع أخيرا لإلحاح الأم المستمر الذى لا يتوقف خاصة بعد أن تولدت لديه رغبة في وجود أطفال من صلبه يحملون اسمه، ويخلدون ذكراه ويرثون أمواله التي تكدست بعد أن شغل نفسه في الحياة العملية وتناسى أنه لابد له من تكوين أسرة والحصول على زوجة تشعره بالاستقرار، وتقضي عنه احتياجاته خاصة أن والدته أصبحت عجوزا تجاوز عمرها السبعين.
في ذلك اليوم أعطي لوالدته الضوء الأخضر لتبدأ تبحث له عن عروس، أهم ما يميزها أن تكون شابة صغيرة السن حتى تكمل المسيرة مع أولادها في ظل تقدمه في العمر، وفعلا بدأت أمه تخبر جميع جاراتها برغبة ابنها في الزواج وأنها تبحث عن عروس مناسبة وأعطت لهم الشروط التي يطلبها أهمها أن تصغره بعشرة أعوام.
لم يكن يريدها صغيرة لهذا الحد وهكذا عرض عليه أشكال وأصناف إلا أنه لم تعجبه إلا هي، عندما ذهب لها أخبرته أنها تمت خطبتها مرتين من قبل ولم تتزوج بسبب جمالها الذى تباهت به، وظلت تنتظر عريسا لقطة مثله، ومع ذلك لم يعترض.
عندما رآها أعجب بأنوثتها وجمالها وعندما سألها عن عمرها أخبرته أنها تجاوزت الثلاثين بعام واحد أي أنها تصغره بحوالي عشرة أعوام مثلما طلب، وتمت الخطبة بعد أن نفذ لها كل ما تطلبه فقد قدم لها شبكة قيمتها 50 ألف جنيه وعقد قرانه عليها تمهيدا لإتمام الزفاف، إلا أنه فوجئ بابنة عمه التي تكبره بعامين تعرف العروس وأنها صديقتها منذ أيام الدراسة.
كلمات بنت العم نزلت كالصاعقة على قلبه وقال إنها مخطئة لكونها عروسه تصغره بعشرة أعوام، فثارت عليه وذهبت لها بعد إحضارها لصديقه أخرى معها دون أن تعلمها أنها قريبته ورحبت بهما، وهنا اكتشف أنها زورت بطاقتها كي تتزوجه، لم يمض وقت طويل حتى طالبها باسترداد شبكته، فرفضت بحجة أنه هو الذي رغب في تركها، وهذا ما فعلته في المرتين السابقتين التي حظيت بهما إلا أنه أصر على حقه لأنها خدعته، فذهب وحرر محضر في قسم الشرطة ضدها واتهمها فيه بمخادعته وتزوير بطاقتها، ثم توجه لمحكمة الأسرة بالمعادي ليقيم دعوى فسخ عقد للخداع.