الخميس 9 مايو 2024

كان حلماً عابساً معقود الجبين لكنه لم يصل لحد الكابوس

8-9-2017 | 12:49

نيللى صلاح

كانت ترتدي الاسود تكتحل الاسود تختضب بالاسود وتمشط شعرها الخيلي الاسود.

نزعت بضع شعرات وبرمتها حول اصبعها ثم احضرت ذلك الحجر الشفاف الملقب بحجر جبال الألب الذي اهداها اياه مهر قلبها.

خلصت اصبعها من ضفيرة الشعر واشعلت النار بها ثم اخذت بقايا الحريق وصرته مع الحجر في قطعة سوداء مزقتها من عباءتها مع بضع نقاط من قارورة العطر الذي كان يحب ان يعانقها وهو يتنفس رائحته ويملأ صدره منها كأنه ينهي انفاسه من الدنيا.

قربت الصرة من فمها وتمتمت بكلمات كان يحب ان يسمعها ترددها اثناء العناق ، همست همسا غير مسموع وهذيت بكلام غير منطوق ثم وضعت طرحتها السمراء علي وجهها وذهبت لصاحب المقام في ذلك المسجد الشهير .

جلست تنفث في الصرة وهي تسترسل في التوسل والدعاء ثم استدارت وخرجت الي الشارع بلا نعلين ومضت بقدميها المخضبتين الحافيتين تهرول مسرعة كمن تلاحقها الاشباح حتي وصلت الي مياه البحر الزرقاء الثائرة في ذلك اليوم البارد وقفت امام البحر كمن تقف في محراب الإله وألقت بما صرته في الماء وظلت تتابعه وهو يبتعد ويبتعد حتي غاب عن كحل عينها، مضت وهي علي يقين انه الان بمأمن من عيون كل النساء ،فمهما اشتهت نفسه امرأة فلن تقترب منه اي امرأة

كانت تصر ان يبقي حضنه لها وحدها

حتي لو رحل عنها..

حتي لو رحلت عنه ..!

    Egypt Air