أكد فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، اتصال المذاهب الفقهية وتراثها الفقهي بالمنهج النبوي، موضحا أنه ليس فيها مخالفة للكتاب والسنة، بل إنها الطريق الصحيح للسير على منهج الكتاب والسنة، وأنها حظيت بعناية علمية شديدة، ساهمت في تأصيل وحفظ علم الفقه وإثرائه باجتهادات علماء هذه المذاهب على مر العصور، ولا يجوز بحال أن يدعِيَ مُدَّعٍ بأن تقليد هذه المذاهب يُعَدُّ خروجًا عن الطريق الصحيح لتلقي علوم الشرع الشريف.
وأضاف “علام”- في لقاء تلفزيوني اليوم الجمعة - أن "التجربة أثبتت على مر القرون أن من يطالع الجهد الذي بذله أئمة المذاهب في بيان أحكام شرع الله ليدرك كم يجب علينا أن نحفظ مذاهبهم ونعتني بها وننتسب إليها، وهذه المذاهب حفظت لنا الدين وحملت عنا عبء طول النظر والاستدلال الذي يستغرق سنوات وسنوات من الجهد المضني والتعب الشديد، وحفظت علينا العبادات والمعاملات وكل شؤون الحياة نؤديها ونحن مطمئنين إلى صحة ما ورد إلينا من أقوالهم فيها مع ما اشتملت عليه من اختلاف في طرق الاستدلال وتباين وجهات النظر".
وأشار إلى أن كل هذا لا يمنع من التفاعل مع ما يقع من حوادث ومستجدات، فهذه المذاهب تركت لنا المناهج التي تتيح لنا التعامل مع الواقع وفق مراد الشرع الشريف.
وتابع أن من العسير على النفس - فضلًا عن الواقع العملي - التفريط في هذا التراث العلمي المتراكم عبر القرون بدعاوى حرية الرأي والتفكير، وعلى الجميع أن يطالع هذه الكتب الفقهية من أمهات الكتب ليدرك حجم الجهد المبذول فيها.