الأربعاء 7 اغسطس 2024

كيف كان يحتفل "سقراط" بعيد الحب؟

15-2-2017 | 17:01

فى الوقت الذى يتزامن احتفال المصريين بعيد الحب مع ذكرى الحكم على الفيلسوف سقراط بالإعدام 399 ق.م، كان علينا أن نتساءل: "كيف كان هذا الفيلسوف يحتفل به؟ وإلى أى مدى كان للحب مكان فى حياته؟".

سقراط ذلك الفيلسوف اليونانى الكلاسيكى، يعتبر أحد مؤسسى الفلسفة اليونانية، رغم أنه لم يصلنا من كتبه سوى ما جاء فى حوارات تلميذه أفلاطون، والتى تعد من أكثر الروايات شموليةً وإلمامًا بشخصية "سقراط".
لقد أخذت الفلسفة سقراط حتى تزوج وعمره أربعين سنة بفتاة عمرها 19عاما اسمها "زانتيفى"، كانت تختلف عنه كثيرا بمزاجها السيئ، إلا أن سقراط تقبل حماقة زوجته بهدوئه الفلسفى.

وفى الوقت الذى نحتفل فيه بعيد الحب، ويتفنن الرجال فى إسعاد زوجاتهم فى هذا اليوم، سواء بالهدايا أو غيرها، سأل شاب سقراط: "هل من الضرورى أن أتزوج؟"، فأجابه: "تصرف كما يحلو لك.. ستندم فى الحالتين".
ومن المواقف الطريفة التى جاءت عن سقراط وزوجته، أنها باغتت مجلسه مع تلاميذه، وصبت الماء المتسخ عليهم، فاعتذر لتلاميذه: "لا تنزعجوا من زوجتى، فإنها كالسماء، ترعد ثم تبرق ثم تمطر".

فى عمر السبعين، اتهم سقراط بنشر الفسق وإفساد أخلاق الشباب، عندما أصر على تعليم صبيان أثينا التعليم النظامى، وأن يضم الشعراء والفلاسفة وليس الآباء، فتذمر أهل أثينا مخافة أن يفقدوا السيطرة على أولادهم، فقُدم على إثرها للمحاكمة، وحكم عليه بالإعدام بشربه من كأس الشكران المسمومة.
أمضى الفيلسوف قبل تنفيذ الحكم شهرا كاملا فى السجن، متحدثًا لأصدقائه عن سوء حظ الروح المخلدة، وقبل تنفيذ الحكم، رشا صديقه "كريتو"، السجّان، واقترح على "سقراط" الهروب من أثينا، إلا أنه رفض، معتبرا أنه "يجب علينا أن نطيع القوانين حتى وإن كان اتهامه غير منصف"، لتنتصر بذلك للأخلاق، التى عاش داعيا لها، وحتى وأن كان الثمن حياته.