السبت 4 مايو 2024

نساء في الإسلام (30-26 )| أم كلثوم الممتحنة

صورة تعبيرية

ثقافة17-4-2023 | 11:23

عبدالله مسعد

أمر الإسلام الرجال بحسن معاملة النساء، كما خص الإسلام المرأة بالحفظ والتكريم، وأحاطها بسياج من الرعاية والعناية، سواءً كانت أمًا، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة، وأكد على أن الرجل والمرأة سواء في الإنسانية.

حيث أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى أن الرجل والمرأة خُلقا من أصل واحد، ولما بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انكر العادات الجاهلية التي كانت تضطهد المرأة وتظلمها، وأنزلها مكانة رفيعة تليق بها كأم وأخت وبنت وزوجة، وسَن للنساء الحقوق التي تكفل لهن الحياة الكريمة والاحترام والتقدير، ومن هذه الحقوق حق المرأة في الحياة فقد كان العرب يؤدون البنات، فحرم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الفعل الشنيع، وجعله من أعظم الذنوب.

وخلال شهر رمضان نستعرض معا نماذج من النساء ومنهن الذين عاصرن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعض من مواقف حياتهن، ونبدأ اليوم بـ أم كلثوم الممتحنة.

هي أم كلثوم بنت عُقبة بن أبي مُعَيط الأموية القرشية، أمها أروى بنت كُريز، وأخيها من أمها عثمان بن عفان.

نشأت في أسرة شديدة الكره للإسلام ولرسول الله ﷺ، وكان إخوتها عمارة والوليد وخالد يؤذون النبي ﷺ ويكنوا له العداء، ورغم كل هذا العداء والكره للإسلام ونبيه ﷺ فقد أهتدى قلب أم كلثوم للإسلام وتعلق بحب نبيه ﷺ وسمعت عنه وعن الإسلام كثيرا حتى أسلمت سرا.

وبعد مقتل أبيها في غزوة بدر ذادت كراهية إخوتها للإسلام والمسلمين، فخافت كثيرا أن يفتضح أمرها وتقتل على يد إخوتها فبدأت بالتفكير في كيفية الهجرة إلى المدينة لتلحق برسول الله ﷺ لتعلن إسلامها وتعبد الله بكل حرية بلا خوف، أو رعب من أهلها، أو من مشركي قريش.

وحينما قدمت أم كلثوم إلى المدينة مسلمة كانت صغيرة السن جميلة ذات نسب ولها من صدق الإيمان والشجاعة ما ليس لغيرها، فأعجب بها كثيرون وتقدم لخطبتها زيد بن حارثة، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وعمرو بن العاص، فاستشارت النبي ﷺ فأشار عليها بزيد بن حارثة، فتزوجته وعاشا في خير وبركة وسعادة حتى استشهد في غزوة مؤته، فتزوجها الزبير بن العوام، فولدت له زينب، ثم طلقها، فتزوجها عبد الرحمن بن عوف، فولدت له أولادًا، ومات عنها، فتزوجها عمرو بن العاص، لكنها ماتت بعد زواجهما بشهر.

كانت المرأة في الجاهلية مهانةً ولا قيمة لها، فقد كان الرجل هو السيد المتحكِّم في المرأة حسب هواه دون احترامٍ وتقدير، ولكنّ بعد أن جاء الإسلام رفع من شأنها وقدّرها وجعل لها المقام الأول في البيت، فالمرأة مخلوقٌ لطيفٌ، وحساسٌّ، وذو قدراتٍ محدّدةٍ خلقها الله تعالى بكيفيّةٍ معينّةٍ لتأدية بعض المهام التي تستطيع تحمّلها، وقد تكون المرأة؛ أمّاً أو زوجةً أو أختاً أو ابنةً، وفي جميع حالتها يجب مراعاتها واحترامها.

Dr.Randa
Dr.Radwa