الأربعاء 22 مايو 2024

بعد طرحها في مسلسل ستهم.. ما هي ضوابط ميراث المرأة في الشرع؟

ميراث المرأة

تحقيقات17-4-2023 | 23:35

إسراء أبو رحاب

سلط الضوء مسلسل "ستهم" على قضية ميراث المرأة؛ حيث تدور أحداث المسلسل حول قصة امرأة صعيدية مكافحة تدخل في صراع من أجل الحصول على حقها في الميراث، وتقوم ببطولته الفنانة روجينا، حيث تسلسل أحداثه في هذا السياق.

وأثار المسلسل الكثير من الجدل حول هذه القضية التي قال الإسلام كلمة الفصل فيها فالمرأة ترث وذلك حق أصيل لها ومن لم يطبق شرع الله آثم، حيث قال الله عز وجل «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ..» [النساء: 19]

ميراث المرأة

وقال الدكتور علي عثمان عبدالقادر، أستاذ قسم الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، إن الإسلام لو وجد من يطبقه لوجدنا مسلمين، فالعادات والتقاليد الخاطئة هي من تظلم المرأة وليس الدين وما تقدمه الدراما هي مأساة مجتمع ابتعد عن تعاليم الدين.

وأكد لبوابة دار الهلال، أن المواريث في الإسلام مبنية على الأكثر احتياجا والذي تقع على عاتقه القوامة التي هي في الأصل حق أصيل للمرأة ولا يمن عليها بحق هو لها و هناك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث الرجل على سبيل المثال.

تحجب المرأة الرجل، إذا ترك الميت: بنتًا، وأخًا لأم، فإن البنت تحجب الأخ لأم، ولا يرث شيئًا بسببها، إذا ترك الميت: بنتًا، وأختًا شقيقة، وأخًا لأب، فللبنت نصف التركة فرضًا، وللأخت الشقيقة باقي التركة تعصيبًا مع البنت؛ لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بأن تجعل الأخوات مع البنات عصبة، ولا شيء للأخ لأب؛ لأنه حجب بسبب إرث الأخت الشقيقة بالتعصيب مع الغير.

وأشار إلى أنه لو وضعنا مكان بنت الابن الرجل المساوي لها وهو ابن الابن، فلا يأخذ شيئًا؛ لأنه يرث بالتعصيب ما يتبقى بعد أصحاب الفروض، وفي هذه المسألة لن يتبقى له شيء، أما بنت الابن فإنها ترث السدس فرضًا، وهذه المسألة ستعول حتى تأخذ بنت الابن نصيبها، وإذا ترك الميت: أبًا، وأم أم، فلأم الأم سدس التركة، ولو وضعنا مكان أم الأم الرجل المناظر لها وهو أب الأم، فإنه لا يرث شيئًا؛ لأنه ليس من الورثة أصلًا.

واستطرد إذا تركت الميتة: زوجًا، وأختًا شقيقة، وأختًا لأب، فللزوج نصف التركة فرضًا، وللأخت الشقيقة نصف التركة فرضًا، وللأخت لأب السدس فرضًا، والمسألة تعول، مضيفا أن العول: هو التقليل من نصيب كل وارث؛ حتى تستوفي التركة جميع الورثة" حتى تأخذ الأخت لأب نصيبها، ولو وضعنا مكان الأخت لأب الرجل المناظر وهو الأخ لأب، لكان نصيبه من التركة صفر؛ لأنه يرث الباقي بعد أصحاب الفروض في المسألة، وهم الزوج والأخت الشقيقة، فلا يتبقى له شيء..

الفروض أولاً والعصبات ثانيا

وأضاف أن قضية ميراث المرأة التي تنتقدها الدراما من حين لأخر ليس قضية تخص الدين لأن كلام الله وما شرعه في كتابه العزيز واضح ولا ريب فيه؛ ولكنها تنتقد العادات والتقاليد الخاطئة وعدم تنفيذ شرع الله وكل ذلك موروثات خاطئة ولو طبق الإسلام لما وجدنا امرأة تشكو حقها والنساء هم أصحاب الفروض في المواريث والرجال عصبات والفروض تقدم على العصبات.

الفهم الخاطئ لآيات المواريث

وشدد على أن الفهم الخاطئ لآيات المواريث والقوامة أدت إلى ظواهر سيئة في المجتمع ترسخ لأفضلية إنسان على إنسان وهذا لا أساس له من الصحة لا يفرق الله عزوجل بين عباده، مضيفا: "وما أنصح به هو نشر الوعي بين الناس من خلال توضيح المعاني الصحيحة للآيات الكريمة بكل الوسائل الممكنة سواء من خلال الأزهر أو من خلال وسائل الإعلام أو عمل درامي يوضح هذه المعاني الصحيحة."