مضى شهر رمضان، ويتبقى به أيام قليلة، وفي العشر الأواخر من رمضان يتحرى المسلمون ليلة القدر والتي لم يحدد الله موعدها وأخفاها في تلك الأيام وتحديدا في الليالي الوترية منها، وبعد مضي ليلة 27 التي يرجح البعض أنها ليلة القدر يشغل اهتمام الكثيرون علامات ليلة القدر وخاصة ظهور الشمس في اليوم التالي لها.

 

علامات ليلة القدر

وليلة القدر هي أعظم ليالي رمضان وهي خير من ألف شهر، ويكون تحريها في الليالي الوترية من العشر الأواخر من رمضان، ومن عظيم فضل هذه الليلة أن سورة من كتاب الله عز وجل تحمل اسمها، قال الله عز وجل فِيها: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ. [القدر: 5-1].

وأوضح مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أن علامات ليلة القدر هي:

• صفاء سمائها، وسطوع نورها.
• طمأنينة القلب فيها.
• انشراح صدر المؤمن.
• الرياح فيها ساكنة.

وأما العلامات التي تظهر بعدها فذكر منها: أن الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع، ويدل على ذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: «أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنَّهَا تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ، لَا شُعَاعَ لَهَا». [أخرجه مسلم].

وأمرنا رسول الله ﷺ أن نتحرى ليلة القدر في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان؛ فقال تَحَرِّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ [متفق عليه] وأرجح ما ذهب إليه العلماء أنها ليلة السابع والعشرين.

وأوضحت دار الإفتاء أنه قال بعض أهل العلم أبْهَمَ اللهُ تَعَالَى هَذِه اللَّيْلَةَ عَلَى الأُمَّةِ؛ لِيَجْتَهِدُوا فِي طَلَبِهَا، فقد رُوي أنها لَيْلَةُ إحْدَى وعشرين، ورُوي أيضًا أنها لَيْلَةُ ثلاثٍ وعشرين، ولَيْلَةُ أَرْبَعٍ وعِشرين، ولَيْلَةُ خَـمْسٍ وعِشرينَ، ولَيْلَةُ سَبْعٍ وعِشْرِين، ولَيْلَةُ تِسْعٍ وعِشْرِينَ، وآخِرُ لَيْلَةٍ.

ومن علامات ليلة القدر كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه أن أَمَارَتَهَا «أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا».

 

سبب تسمية ليلة القدر

وأكد المركز أن ليلة القدر سُميت بهذا الاسم لقدرها وشرفها، أو لما يُكتب فيها من أقدار العام الجديد، وقيل: سميت بليلة القدر؛ لأن الأرض تضيق بالملائكة فيها؛ فقد يأتي القَدْر بمعنى الضيق؛ ويدل على هذا المعنى قول الله تعالى: { وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ } . [الطلاق: 7]

وورد في السنة النبوية دعاء ليلة القدر، فقال النبي ﷺ الدعاء الذي نقوله في هذه الليلة المباركة، فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهُ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْت أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: «قُولِي: اللّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي. أخرجه الترمذي]