الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

في ذكرى رحيله.. أحمد سالم طلب من علي أمين كتابة خبر وفاته !!

  • 10-9-2017 | 21:26

طباعة

كتب ـ خليل زيدان

من الصعب أن يجود الزمان بشخصية مثل الرائد أحمد سالم، تلك الشخصية الفريدة الغامضة، التي احتلت المركز الأول في عدة أشياء، منها الطيران والإخراج السينمائي والتمثيل وأيضًا هو أول من نطق في الإذاعة المصرية "هنا القاهرة".. في ذكرى رحيله التي تحل اليوم، نلقي الضوء على عدة جوانب في حياته.

ولد أحمد سالم في 20 فبراير 1910 بأبو كبير بمحافظة الشرقية لوالد من أعيان المحافظة، وبعد حصوله على البكالوريا سافر أحمد سالم لدراسة الهندسة ببريطانيا وقام أيضاً بدراسة الطيران، حيث امتلك طائرة خاصة كان يقودها بنفسه.

عرف عن أحمد سالم بأنه كتلة من النشاط والحيوية وعقلية ديناميكية، فقد تم تعيينه مهندسًا بإحدى شركات أحمد عبود باشا ثم ترك وظيفته ليعمل مهندساً للقسم العربي بالإذاعة المصرية عند افتتاحها وكان أول مذيع يفتتح الإذاعة وملأ صوته أرجاء مصر بجملته الشهيرة "هنا القاهرة" ، كما شارك في إعداد وتقديم العديد من البرامج والمسلسلات الإذاعية منها “طبيب الكفر” و”قاتلو الأحرار” وأثناء تغطيته لحفل نجاح شركات بنك مصر أعجب بنشاطه ولباقته طلعت باشا حرب وطلب منه المساعدة في إعداد دراسة لإنشاء ستوديو مصر مع المخرج أحمد بدرخان، وأوفده طلعت حرب إلى أوروبا لكي يطلع على أحدث الآلات السينمائية والأسس الحديثة لبناء الـستوديو.

عاد أحمد سالم من بعثته وبدأ في إنشاء ستوديو مصر على أحدث طراز بعد أن قدم استقالته من الإذاعة، وفور الانتهاء من تشييد وبناء الاستوديو قام باختيار وتوظيف الفنيين في الأقسام من المصريين والأجانب، وبدأ في تقديم باكورة إنتاج ستوديو مصر وهو فيلم وداد لكوكب الشرق، وقد اختار أحمد سالم المخرج الألماني فريتز كرامب لإخراج الفيلم، وبعد نجاحه، نال كل ثقة طلعت حرب، فعينه المدير العام للقسم الهندسي لشركات بنك مصر ومدير عام مطبعة مصر بما فيها قسم الدعاية السينمائية.

إختار أحمد سالم قصة (عن فكرة لهندريش فون ماين) ليتم إنتاجها بستوديو مصر لتعريبها لتصبح فيلم "لاشين" ، حيث طلب من فريتز كرامب إخراجه وأيضا كتابة السيناريو مع أحمد بدرخان وطلب من أحمد رامي كتابة حوار الفيلم، وبالفعل، تم إنتاج الفيلم وعرض في سينما ستوديو مصر في 8 يناير 1938، لكن الفيلم قوبل باستعداء من القصر الملكي لأن قصة الفيلم تدور حول حاكم يتيه في ملذاته ويترك لرئيس وزرائه شئون الحكم، ويأتي قائد عسكري يقوم بتنبيه الحاكم لأفعال رئيس الوزراء التي تسببت في هلاك الشعب جوعاً وتشريداً، ويتم سجن القائد لاشين ولكن الشعب يثور على الحاكم ويخرج لاشين من سجنه.

فطلب من أحمد سالم تعديل السيناريو والنهاية لصالح الحاكم لكن أحمد سالم رفض وتمسك برأيه ولم يتم تغيير أي شيء في الفيلم وقدم استقالته من ستوديو مصر.

أسس أحمد سالم شركة سينمائية أنتج من خلالها أول أفلامه التي كتبها وأخرجها ومثلها بنفسه وهو فيلم "أجنحة الصحراء" عام 1939، لينقطع أحمد سالم عدة سنوات عن السينما ويعود في عام 1946 ليقوم ببطولة 3 أفلام وهي فيلم "دنيا" و "الماضي الجهول" مع ليلى مراد ثم فيلم "رجل المستقبل" مع مديحة يسري.

وكان أحمد سالم قد تزوج من الفنانة تحية كاريوكا وقد سمعت عن تعلق المطربة أسمهان به عند زيارته للشام وطلبت منه تحية الطلاق ليتزوج من أسمهان كي يكون وسيلة دخولها إلى مصر بعد أن رفضت السلطات المصرية دخولها البلاد، ثم تزوج من الفنانة مديحة يسري لتقوم بالبطولة معه في عدة أفلام منها "ابن عنتر" و"دموع الفرح".

أصيب أحمد سالم بوعكة صحية أثناء تصوير فيلم "دموع الفرح" وكان لابد من استئصال الزائدة الدودية له فنصحه الطبيب بأن يتم تخديره موضعياً لأن هناك رصاصة مستقرة في رئته أشيع أن أسمهان أصابته بها عند نشوب شجار بينهما، فأصر أحمد سالم على أن يخدر كلياً، وبعد أن أفاق شعر بشبح الموت يحوم حوله، فطلب الكاتب مصطفى أمين، وعلى الفور وصل علي أمين ليطمئن على حالته، فهمس له أحمد سالم أن يكتب في اليوم خبر وفاته غداً، فتعجب علي أمين وقال له: “نحن لا ننشر أخباراً كاذبة”، فرد عليه سالم بأنه ليس مجنوناً وعلى “أخبار اليوم” أن يكون لها سبق خبر وفاته، وبعد أن تركه علي أمين حاول أحمد سالم الانتحار في نفس الليلة لولا أن أنقذه الممرض، وبعد أيام، وتحديدًا في العاشر من سبتمبر عام 1949، رحل أحمد سالم عن دنيانا، وكتب علي أمين الخبر بيد مرتعشة وعين دامعة على فقيد السينما والإذاعة أحمد سالم.