الأربعاء 22 مايو 2024

اللواء ناجي شهود لـ«الهلال اليوم»: مصر الشوكة التي تقف في حلق الغرب

11-9-2017 | 13:12

اللواء ناجى شهود لـ"الهلال اليوم": «مصر الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك مؤهلات لريادة المنطقة العربية»


«الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد لمصر مكانتها وريادتها في المنطقة»


«أطالب المصريين بتجاهل تقرير منظمة (هيومان رايتس ووتش) المشبوهة»
  
حوار: سماح شحاتة 


قال اللواء ناجي شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ومساعد مدير المخابرات الحربية الأسبق، في حوارٍ خاص لـ"الهلال اليوم"، إنه يتمنّى -في الوقت الحالي- أن يكون إعلاميًا ليقوم بتوعية الشعب بالتحديات والمخاطر التي تواجه الدولة.

وأشار إلى أن تخفيض المعونة الأمريكية لن يضر بمصر، لأنها قامت بتنويع مصادر السلاح خلال الفترة الماضية، كما طالب بعدم الاهتمام بما تنشره المنظمات الدولية المأجورة التي تسعى لهدم الدولة المصرية.. وإليكم نص الحوار:

 

بدايةً.. ما هي التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري؟
توفير الغذاء والأمان للمواطن من أهم مقومات الحفاظ على الأمن القومي، كما قال الله تعالى: "فليعبدوا ربهم الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف"، لذا، فالإنسان يطمئن عندما يجد قوت يومه، ويأمن على حياته وحياة أسرته، ومن الضروري أيضًا تعديل منظومة القانون، لأننا نعاني من "قوانين عرجاء".


وأرى أنه آن الأوان أن يتم تنقيح القوانين التي سمحت بوجود فساد طوال السنوات الماضية، لأن القضاء مسؤول عن أمان وسلامة المواطن المصري، كما أرى أن سبب انتشار الجرائم والظواهر الغريبة على مجتمعنا، مثل الاغتصاب وغيرها، هو هذه القوانين البطيئة، لذا، لا بد من تغيير القوانين، والقضاء العاجل العادل حتى يأمن المواطنون، ونستطيع القضاء على الجريمة.

 

هل ترى أنه في حال تغليظ العقوبة ستنتهي الجرائم؟
 ليس تغليظ عقوبة، بل إعدام فوري في الجرائم التي تهدد أمن المجتمع حتى يرتدع المجرمون، فـ "من أمن العقاب أساء الأدب".

 

كيف نقوم بتوعية الشعب بأهمية التحديات التي تواجه مصر؟
لا بد أن نحترم ذكاء المواطن، وأن يتبع القائمون على وسائل الإعلام -سواء المرئية أو المقروءة- الحوار الصادق، وأن يتّسموا بالشفافية والمصداقية، وأن يكون لديهم رسالة وهدف، فما يجعل المؤسسة العسكرية ناجحة أنها منظومة نموذجية لتنفيذ المسؤوليات، فكل إجراء له توقيت، وله متابعة، وله مراجعة بخلاف ما نراه في المصالح الحكومية، ولا بد أن تقوم المؤسسات الدينية -خاصةً الأزهر الشريف والكنيسة- بتوعية الشباب بمجريات الأمور.

 

ماذا تفعل لو كنت إعلاميًا؟
أفكر أن أقدم برنامجًا باسم "في مثل هذا اليوم حدث، ولم يذكره أحد"، وأتابع الوعود والقرارات التي اتخذها المسؤولين، وأتابع أيضًا تنفيذ المشروعات على أرض الواقع، لأرى ما تم تنفيذه وما ظل حبر على ورق، فلقد قمنا بثورة 30 يونيه 2013 منذ 4 سنوات، ولا بد من تنفيذ مطالب المواطن والاهتمام به، ووضع خطط زمنية للنهوض بمنظومة التعليم، والصحة، والقضاء.

 

ما سبب استهداف مصر من الغرب عبر العصور؟
مكانة مصر في قلب المنطقة جغرافيًا جعلها مركز ثقل ومحط أطماع الغرب، لذا، فمصر لها أهميتها مع اختلاف طريقة الحرب التي تتعرض، فالحرب الآن تُدار بالوكالة عن طريق حروب الجيل الرابع، ونشر الفتن والشائعات، وتجنيد بعض المصريين من أصحاب النفوس الضعيفة لمحاولات الإيقاع بين الشعب ومؤسساته الأمنية. 

 

هل أعادت جولات الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية لمصر ريادتها في المنطقة؟
الريادة مسؤولية، وهي تكليف وليست تشريف، ولا يوجد دولة مؤهّلة في المنطقة العربية لدور الريادة سوى مصر، لأنها تمتلك مقومات وهبها لها الله، وزيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي تصحّح المسار المصري نتيجة ما فعله الرؤساء السابقون من عزلة مصر، لذا، فجولات الرئيس بالفعل تؤكّد على إعادة بناء مصر بشكلها الحديث.  

 

كيف تابعت هجوم منظمة هيومان رايتس ووتش" على مصر خلال الأيام الماضية؟
لم أُفاجأ من هذا الهجوم، لأن منظمة “هيومان رايتس ووتش” هي أحد الأجهزة التي تُدار في الغرب لتنفيذ مصالحهم، وأتساءل، لماذا لم يتحدثوا عن تركيا، أو فرنسا، أو بلجيكا، أو الصين، أو روسيا، وغيرهم من الدول؟! وأطالب بعدم الالتفات إلى البيانات الكاذبة التي تصدرها مثل هذه المنظمات، لأنهم يعملون على تنفيذ مخططات الشرق الأوسط الجديد الذي يهدفإلى تقسيم ٥ دول عربية إلى ١٤ دولة، بالإضافة إلى تقسيم مصر إلى دويلات، وكما نعلم أن العراق تم تقسيمها بالفعل، وسوريا في طريقها إلى التقسيم، وليبيا، واليمن، أمّا مصر، فهي الشوكة التي تقف في حلق الغرب. 

 

كيف تابعت قرار أمريكا بشأن وقف بعض المساعدات الممنوحة لمصر؟
أمريكا تبحث عن مصالحها، وبعد نصر أكتوبر العظيم عام 1973، أرادت أن تضمن الأمان لحليفتها إسرائيل حتى لا تخوض مصر حربًا ضدها، ولذا، كانت معاهدة السلام، وتقدر المساعدات الأمريكية بـ 1.3 مليار دولار كمعونةٍ عسكرية، ومنها 0.8 معونة اقتصادية منذ عام 1982، بالإضافة إلى أن قيمة المنحة الأمريكية كانت تقدر بقيمة 2% منذ 35 عامًا من الدخل المصري لعام 1982، والآن، تقدر قيمتها بنحو 0.6% من الدخل القومي المصري، وهذه المنحة مشروطة، وتأتي على هيئة معدات، وخبراء للتدريب، ووسائل نقل، وسلع أمريكية. 

 

وهل ستتأثر مصر كثيرًا من تخفيض المعونة أو منعها؟
مصر -في الآونة الأخيرة- اعتمدت على مصادر متنوعة في التسليح، وبالتالي، لن تتأثر كثيرًا بتخفيض المعونة الأمريكية أو منعها، ولا بد أن أشير هنا إلى أن الجانب الأمريكي يستفيد من تقديم المعونة لمصر كما تستفيد مصر، لأن مصر تقدم امتيازات لأمريكا بسبب المعونة سواء عن طريق البحر (قناة السويس)، أو الجو، وفي حال تخفيض المعونة أو منعها، ستمتنع مصر عن تقديم أي امتيازات للجانب الأمريكي، وأيضًا ستظل العلاقات جيدة بين مصر وأمريكا لعلمها بمدى أهمية مصر في المنطقة العربية.