السبت 28 سبتمبر 2024

سامية زين العابدين : المرأة المصرية خط الدفاع الأول عن الوطن

11-9-2017 | 13:41

حوار : منار السيد

الأمن القومي للدولة كلمة نرددها بشكل مستمر دون معرفة ما إذا كانت تعنى الحفاظ على الأرض أو الدفاع عنها عسكريا أو الحفاظ على سيادتها، ومهما كان تعريفها يبقى الأمن القومى مسئوليتنا جميعا تجاه وطننا، فلكل منا دور حيال ذلك فالرجل والمرأة والشاب هم أبناء هذا الوطن الذي يجب عليهم حمايته والدفاع عنه ضد أي مخطط يستهدف هدمه، وفي محاولة لدعم دور المرأة فى

الحفاظ على أمننا القومى، كان لـ «حواء » هذا اللقاء مع الكاتبة الصحفية سامية زين العابدين، رئيس القسم العسكرى بمؤسسة الجمهورية لنتعرف منها على دور المرأة في الدفاع عن وطنها، والحفاظ على أمنه القومي.

فى البداية نود التعرف على معنى «الأمن القومي للدولة ؟»

هو قدرة الدولة على الدفاع عن أمنها وحقوقها وصياغة استقلالها وسيادتها على أراضيها، وتنمية القدرات والإمكانيات في مختلف المجالات السياسية والا قتصادية  والثقافية والاجتماعية، مستندة فى ذلك إلى القدرة العسكرية والدبلوماسية فى علاقاتها الخارجية والإمكانات المتاحة مع الحفاظ على مواردها والمتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية، لذلك فإن الأمن القومي يشمل الدولة بكافة مؤسساتها من جيش وشرطة ووزارات وهيئات، ومواردها الطبيعية والصناعية.

وما هى أشكال التهديدات التي تواجه الدولة وأمنها القومي؟

تختلف أشكال تهديد الدولة وأمنها ما بين سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، ولعلنا نعاني حاليا من مواجهة الإرهاب المتطرف الغاشم الذي يريد هدم الأمن القومي لمصر من خلال توجيه ضرباته المرتعشة لرجال الشرطة والجيش، بالإضافة إلى مهاجمة بعض السياسيين والإعلاميين المأجورين أعداء الوطن، للرئيس والمؤسسة العسكرية ورجالها واستغلال الأوضاع الاقتصادية لتحقيق الأجندات الخارجية للدول المتآمرة على مصر، بجانب محاولات ضرب الاقتصاد وزعزعة الأمن الداخلي للبلاد بشائعات وأكاذيب يقوم البعض بترويجها على مواقع التواصل الاجتماعى وبثها عبر قنواتهم المأجورة.

وما دور الإعلام فى الحفاظ والدفاع عن الأمن القومي للبلاد؟

يعد الإعلام أحد أدوات الجيل الرابع للحروب، لذا لا بد من مواجهة صارمة لبعض القنوات والصحف المعادية للدولة، ووضع قواعد ملزمة لتداول المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ففى السنوات الأخيرة استطاعت هذه المواقع أن تكون المصدر الأساسى لتداول الأخبار والمعلومات دون تدقيق أو بحث ما أدى إلى انتشار الشائعات الهدامة لأمن الوطن، بالإضافة إلى وجود العديد من الأيادى والقوى الخارجية التى تعبث بوسائل الإعلام سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، الأمر الذى أدى إلى ترسيخ العديد من المفاهيم الخاطئة حول الديمقراطية، لذلك أدعو الهيئات الوطنية للصحافة والإعلام إلى وضع القواعد والاستراتيجيات اللازمة لمواجهة هذا، حتى يؤدى الإعلام دوره المنوط به فى دعم  الدولة والحفاظ على أمنها.

التنشئة الاجتماعية

وماذا عن دور المرأة في حماية الأمن القومي؟

لا شك أن المرأة المصرية هي خط دفاع قوي للوطن، حيث تلعب منذ القدم دورا رئيسيا واستراتيجيا في حماية الدولة أثناء الحرب والسلم، ففى ثورة ١٩١٩ وخلال العدوان الثلاثي قدمت المرأة العديد من التضحيات وصولا إلى حرب أكتوبر، بالإضافة إلى نضالها وكفاحها المستمر لتكون لسان حال بلدها فى مختلف المجالات على مدار سنوات، هذا بجانب حرصها على المشاركة فى مختلف الأحداث السياسية والتى كان من أبرزها ثورة ٣٠ يونيه، حيث شاركت الرجال وقفاتهم الاحتجاجية بمختلف ميادين مصر، كما واجهت الجماعة الإرهابية بكل قوة مطالبة بإسقاط حكم الإخوان.

وكيف يمكن للمرأة التغلب على التحديات التي تواجه الأمن القومي؟

للمرأة دور حيوي وفعال للحفاظ على استقرار الوطن من خلال تربية جيل واع قادر على مواجهة هذه التحديات من خلال زرع حب الانتماء فى نفوس الأبناء، لذلك ينبغى عليها العمل على ضرورة تنمية وعيهم الأمني وتعريفهم بما يدور حولهم من مخاطر على مستوى الدولة، بجانب تنمية وعيهم السياسي حتى يساعدوا فى مواجهة الإرهاب المتطرف والتصدى للأفكار المغلوطة التى تحاول استقطابهم، حتى لا يكونوا هدفا سهلا للجماعات الإرهابية التي تستهدف الحشد الفكري ضد الدولة ومؤسساتها.

وكيف يمكن تنشئة الشباب وإعدادهم للحفاظ على أمنهم القومي ؟

يجب أن يتم ذلك عن طريق تعزيز قيم الانتماء لدى الشباب وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على الأمن القومى المصرى وضرورة التأكيد على مفهوم المسئولية الجماعية والاجتماعية لكافة فئات الشعب المصرى فى الحفاظ على الأمن، مع التأكيد على أهمية دور المؤسسات الدينية فى توعية الشباب بحقيقة ما يدور حولهم من أحداث، وإطلاعهم على المخططات والمخاطر التي تواجه الدولة ليكونوا على قدر من الوعي والفهم الكافى لدعم الدولة ورئيسها.

كزوجة لشهيد.. حدثينا عن مدى معاناة النساء من تضحياتهن كأمهات وزوجات للشهداء ؟

يحاول العدو كسر إرادة وعزيمة المرأة المصرية باغتيال أبنائها أو زوجها، لكن الحقيقة أن الأم التي فقدت ابنها تعمل جاهدة على تربية أخوانه أو أحفادها لاستكمال مسيرة الشهيد حتى ولو نالوا الشهادة مثله، وتحاول أن تكتم حزنها وآلامها بداخلها، وأنا كزوجة فقدت زوجها وسندها في الحياة، واجهت حزنى على فراقه من خلال قضاء وقتى فى العمل، لكن عندما أعود للمنزل لا أجد من أشكو له آلامي، أجد نفسى بين ذكريات وصور تحيط بى من كافة الأركان، حالى فى ذلك حال جميع زوجات وأمهات الشهداء اللائى لم ينل الإرهاب الذي خطف منهن أعزاءهن من عزيمتهن، فالمرأة لا تبخل على وطنها بولدها أو زوجها أو حتى نفسها، ورغم أننى فقدت 5 شهداء من أهلي وكان زوجي سادسهم إلا أننى لا أبخل على وطني بالتضحية بنفسي فداء لمصرنا الحبيبة.