الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقاعد المحليات فى انتظار حواء

  • 11-9-2017 | 14:20

طباعة

كتبت : شيماء أبوالنصر

«عشرات النساء يقفن بالساعات أمام اللجان للإدلاء بأصواتهن فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية » كان هذا أحد المشاهد التاريخية التى ستظل باقية فى ضمير وذاكرة العالم كله تأكيدا على دور المرأة المصرية التى هبت لإنقاذ وطنها من جماعات الشر والإرهاب واستكمال خريطة الطريق لبناء وطن نفخر بالانتماء إليه، مدعومة بإرادة سياسية ومساندة قوية من الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يؤكد دائما على إيمانه بدورها فى تنمية ومساندة الوطن، ومن هنا يأتى التأكيد على أهمية إكمال المرأة لهذا الدور من خلال مشاركتها بشكل إيجابى فى انتخابات المجالس المحلية المقبلة.. كما نستعرض هذا خلال جولتنا التالية.

فى البداية تقول دينا عبدالعزيز، عضو مجلس النواب: تكتسب مشاركة المرأة في انتخابات المحليات المقبلة أهمية كبيرة فى المرحلة الراهنة باعتبارها من أهم مراحل بناء الوطن، ودورها كناخبة لا يقل عنه كمرشحة خاصة مع تنوع النظام الانتخابي الذى يجمع بين نظامى الفردى والقائمة بناء على مشروع القانون المزمع إقراره فى دور الانعقاد المقبل للبرلمان والذى يشترط احتواء القائمة على ٢٥ % من النساء ما يعد فرصة جيدة أمام تمثيل أكبر للمرأة فى المجالس المحلية المنتخبة، بالإضافة إلى وجود نسب أخرى للشباب وذوى الاحتياجات الخاصة.

وتضيف: أتمنى أن أجد قائمة نسائية ١٠٠ %، بحيث يكون العنصر الشبابى وذوى القدرات الخاصة من البنات والسيدات أيضا، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الكيانات السياسية مثلا للأحزاب والتكتلات المهتمة بتمثيل المرأة وحشد الكوادر النسائية الراغبة فى خوض المعركة الانتخابية لعمل قوائم نسائية كاملة، وعلى المرأة في كافة القطاعات سواء كانت عاملة أو ربة منزل مساندة شقيقاتها والثقة فى قدرتهن على العمل والإنجاز والنجاح، وفى الوقت نفسه لابد من توافر عناصر الكفاءة والجدية والقدرة على العطاء لدى جميع الراغبات فى الترشح، فالمشاركة السياسية الحقيقية تبدأ من المحليات.

وطالبت النائبة دينا عبدالعزيز كل مرشحة بعمل تقييم ذاتى لنفسها وقدراتها، ومواطن القوة لاستغلالها فى المعركة الانتخابية، ومعالجة جوانب الضعف حتى تكون منافسا مؤثرا، فالدستور أعطى المرأة الحق في الترشح، وعليها التعرف على جميع التحديات، والتحضير الجيد لهذه الانتخابات للفوز بدخول المجالس المحلية.

وحول القضايا التي ينبغي أن تكون من أولوية المرأة في المجالس المحلية تقول: من أهم القضايا التى ينبغى أن تتبناها المرأة فى المحليات النظافة، والإنارة، وإصلاح الطرق وتوفير البنية التحتية ما ينعكس على زيادة النشاط السياحي والاستثمار.

دورات تدريبية

من جانبها أكدت السفيرة دينا الجندى، عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومي للمرأة، أن انتخابات المحليات المقبلة فرصة جيدة أمام المرأة لتثبت أنها سند حقيقى لبلدها، وقادرة على أن تنال ثقة المواطنين واختيارهم كما حدث فى الانتخابات البرلمانية الماضية، مشيرة إلى أن المجلس القومي للمرأة يقف وراء الراغبات فى الترشح بقوة على مستوى الجمهورية من خلال حملات طرق الأبواب فى كل فروعه بالمحافظات لتوعية المرأة، والذهاب إليها فى القرى والنجوع وليس المدن فقط، من أجل دعمها وإعدادها وبخاصة من خلال الدورات وورش العمل التى تدرب من خلالها على مراحل العملية الانتخابية، هذا بجانب تشجيع السيدات والفتيات على النزول للتصويت فى الانتخابات واختيار الأصلح، لافتة إلى أنه تم تنظيم نحو أكثر من ٢٠ دورة تدريبية لهذا الغرض، وتراوحت نسبة الإقبال عليها من ٨٥ إلى ٩٠ %، وبالفعل نجح المجلس القومي للمرأة فى تدريب ٤ آلاف سيدة من الراغبات فى الترشح للانتخابات المحلية القادمة، بالإضافة إلى توعية ١٤ ألف سيدة أخرى على كيفية المشاركة السياسية فى المرحلة المقبلة، وهذه الحملات مستمرة حتى نهاية العام الحالي.

أكثر نزاهة

وفى سياق متصل اعتبرت المحامية أشجان البخارى عضو لجنتى المرأة والحريات بالنقابة العامة للمحاميين أن المرأة هى المسئولة عن تربية وتنشئة وتوجيه مجتمع بأكمله، لذلك فتشجيعها على العمل السياسى بمثابة دفعة للمجتمع كله للانشغال بقضايا بلاده، وهذا يتحقق بمساندة المرأة لبلدها أولا، مؤكدة أن دور المرأة كسند لبلدها يتضح بشكل كبير فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يشجع المرأة المصرية دائما على المشاركة بكافة صورها، ويؤكد دوما على دورها الكبير فى دعم بلدها فى هذه المرحلة الدقيقة من مراحل بناء الوطن، حيث أثبتت المرأة دعمها لوطنها فى ثورة ٣٠ يونيو وجميع الاستحقاقات الدستورية التى تلتها ولا ينسى لها العالم كله كيف وقفت بالساعات فى طوابير أمام اللجان فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لتؤدى واجبها الانتخابى بكل أمانة، وهو ما نتوقع حدوثه فى الانتخابات المحلية المقبلة.

وطالبت البخارى بزيادة نسبة تمثيل المرأة فى قوائم الانتخابات ب ٥٠ % بدلا من ٢٥ % مؤكدة أن هذه النسبة حق للمرأة بوصفها نصف المجتمع ومسئولة عن تربية وتوجيه وغرس قيم الانتماء فى جميع أفراد المجتمع، فالحد من نسبتها فى القوائم يعكس قلة الثقة فى قدراتها على العمل العام وتحدياته وكأنها فى مرحلة تجريب وهذا أمر غير مقبول، فهل تكافئ المرأة التى لم تكتفِ بتشجيع ومباركة زوجها وأبنائها على النزول والمشاركة فى الثورة بل نزلت معهم كتفا بكتف وشاركت فى طوابير الانتظار لساعات تحمل طفلها الصغير على كتفها من أجل المشاركة فى الانتخابات الماضية كما وقفت وما زالت مع بلدها فى أزمتها الاقتصادية بالتعامل مع ارتفاع الأسعار بترشيد النفقات وبالمقاطعة لمواجهة  جشع التجار، فهل بعد هذا كله نعطيها ٢٥ % فقط من القوائم.

وحول القضايا التى تتمنى وجودها على أجندة أولويات حواء فى المجالس المحلية أكدت أنها تعول على المرأة كثيرا فى مواجهة فساد المحليات فهى أكثر نزاهة وحرصا على سيرتها الطيبة فى العمل والحياة، وأقل جرأة على الفساد وهذا ليس انحيازا عاطفيا لها لكن هذا من واقع عملى، فنحو 99 % من قضايا الفساد والأموال العامة المتهم الرئيسى فيها رجال، كما أن لديها شعورا دائما بالتحدى والرغبة فى العطاء والإنجاز.

خطوة إيجابية

أما الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى فترى أن تحديد نسبة ٢٥ % من القوائم لصالح المرأة خطوة إيجابية وبداية جيدة لتشجيع نساء مصر الراغبات فى خدمة بلدهن من خلال العمل العام فى المحليات، وتعويد المجتمع كله على وجود المرأة بشكل كبير فى المجالس والوحدات المحلية، وبعدها يمكن الاستغناء عن هذا الشرط عندما يستطيع المجتمع اختيار الأفضل وفقا لمعايير الكفاءة والقدرة على العطاء والإنجاز دون انحياز أو رفض مسبق بسبب النوع.

وأعربت الشوباشى عن تفاؤلها بالانتخابات المحلية المقبلة وقدرة المرأة على المنافسة والعمل بشكل مشرف بدليل ما أنجزته وزيرات مصر فى الحكومة الحالية والمهندسة نادية عبده محافظ البحيرة، كما أن المرأة قادرة على تغيير شكل وطريقة العمل داخل كيان المحليات المليء بالفساد، لذا تتمنى تبنى مشكلات القضاء على العشوائيات وفوضى البناء على أراضى زراعية والنظافة وإعادة الجمال لشوارعنا والإشراف على المدارس فى المجالس المحلية المقبلة.

مشاركة سياسية

«انتخابات المحليات أهم أشكال المشاركة السياسية » هكذا أكدت د.إقبال السمالوطى عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية سابقا، معتبرة أن من حق المرأة وواجبها النزول للانتخابات سواء كمرشحة أو ناخبة، فالتعامل مع المحليات هو تعامل مباشر مع مشكلات المجتمع سواء تحسين الخدمات أو مواجهة ارتفاع الأسعار، أو تقديم خدمة غير موجودة وكلها أهداف تسعى المرأة لتحقيقها لأنها تعانى منها مرتين كمواطن وربة أسرة، لذلك يجب توجيه الكثير من الرسائل الإعلامية لتوعية النساء بالمشاركة فى انتخابات المحليات وحسن اختيار من سيقوم بحل مشكلات الحي، كذلك دور مؤسسات المجتمع المدنى فى مساعدة وتدريب الراغبات فى الترشح على كيفية قياس احتياجات المجتمع ووضع خريطة خدمية له، لافتة إلى أن التمييز الإيجابى للمرأة فى العملية الانتخابية بتحديد نسبة ٢٥ % من القوائم يرتبط بالمرحلة الراهنة فقط وبعدها ستكون المشاركة والاختيار بمعايير الكفاءة فقط دون النظر للنوع. وأضافت أن المرأة قادرة على العطاء والعمل العام نظرا لاهتمامها بالتفاصيل كما أنها تبحث دائما عن تحقيق الأفضل لمجتمعها حتى كونها أكثر عاطفية ينعكس على قدرتها غير المحدودة على العطاء وإنكار الذات، وكذلك القدرة على التواصل مع جميع مؤسسات المجتمع لتحقيق التنسيق والتكامل فيما بينها، وكلها صفات يجب أن تتواجد فيمن يتصدى للعمل المجتمعى.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة