السبت 21 سبتمبر 2024

مصر والولايات المتحدة «منعطفات خطرة»

11-9-2017 | 14:30

بقلم –   السفير د.محمد حجازى

«بعد قرارات واشنطن الأخيرة بشأن إيقاف وتجميد جزء من المعونات الاقتصادية والعسكرية، عبرنا عن غضبنا رسميا بشكل لا لَبْس فيه، واتصل هاتفيا الرئيس ترامب بالسيد الرئيس فى توقيت مهم لاحتواء الموقف،

وتقديرى أنه على مصر أن تواصل تفاعلها مع واشنطن ولنا فيها أصدقاء كثيرون، هناك تدور رحى تجاذبات داخلية وبواقى الإدارة السابقة والدولة العميقة ممثلة فيما يسمى إجماع واشنطن من إعلام ومؤسسات دولة وتيارات بالكونجرس، وأغلبه مضاد للرئيس ترامب وسبق دعمه الكامل لهيلارى كلينتون ولا يضمر لنا خيرا ولايزال مرتبطا بمقاربة تمكين الإسلام السياسى حتى إنه يدافع عن موقف قطر وعلى الأخص فى أروقة الخارجية الأمريكية، علينا الضغط اذن خاصة من خلال الكونجرس والبنتاجون والتواصل مع البيت الأبيض والرئيس ترامب، دون أن نستسلم لأهداف ناقدينا وأعدائنا، فالعلاقة مع الولايات المتحدة استراتيجية ومركبة، فمثلا لو نظرنا لانتقادات الإدارات الامريكية المتكررة لنتنياهو أو إسرائيل بشأن ملفات التسوية والاستيطان فيلتف الساسة فى إسرائيل ويحركون أصدقاءهم ويمارسون ضغطا مضادا، إذن الدبلوماسية المشتبكة والفاعلة تقبل هدفا فى مرماها وتسجل أهدافا لو أحسنت التحرك، فمثلا سنتواجد الشهر القادم فى الجمعية العامة والرئيس السيسى والوزير شكرى يمكنهما عقد لقاءات مؤثرة، المهم أن نعمل ونتفاعل فيقضى مثلا كل من الوزير شكرى ووزير الدفاع والأركان بالتناوب وقتا دوريا فى واشنطن، كما ندعو باستمرار فاعلين من الكونجرس، والمهم هنا أن يكون من نختاره ليذهب اليهم من القوى الشعبية والبرلمانية الأقدر على التحدث والتأثير، إذن نحن يجب أن نبقى فى تفاعل دائم واشتباك مستمر، فنغضب قليلا ونعمل كثيرا فنحن اصحاب مصلحة، وفِى رقبتنا مصير شعب فى وقت صعب نحتاج فيه لشركائنا، والولايات المتحدة تملك مفاتيح عدة أقلها حجم المعونة ولكن أهمها هو التوافق الاستراتيجى وقبول سياساتنا وتوجهاتنا الاقليمية والدولية، ولتأثيرها على مؤسسات التمويل والعواصم الفاعلة فى أوربا وخارجها، وفى رقبتنا ايضا قضايا المنطقة وفلسطين فى القلب منها وواشنطن محرك التغيير والأمل الأوضح والأكثر تأثيرا فى مساعى إطلاق مفاوضات السلام والضغط على إسرائيل، صبرنا مثلا أمام عنت ألمانى بعد ٣٠/ ٦ وتفاعلنا وقبلنا النقد وفندناه وواجهنا جماعات ضغط وانتهينا لزيارة رئاسية كانت الأهم وقتها فى يونيه ٢٠١٥ ووقعنا عقود سيمنز والأنفاق الكبرى أسفل قناة السويس وعقودا استراتيجية أخرى بمليارات، غضبنا وانتقدنا موقفهم بقدر، ويعلم الله عملنا كلنا وعلى كافة المستويات بفهم وتفانٍ، فكان لنَا ما أردنا رغم أن الضغوط كانت كثيرة، داخلية وخارجية.
ولكن تلك علاقات دول وشعوب ومصالح كبرى لا تملك معها ان تغضب فقط وتتوقف، فقط بصبر وتفاعل نتجاوز فى علاقاتنا مع واشنطن أزمة يجب ان نجعلها طارئة، وحتى نبتسم منتصرين فى وجه أعداء تلك العلاقات .. والتى تبادلنا وما زلنا معهم فى إطارها منافع كثيرة.