الخميس 26 سبتمبر 2024

عيد الإله مين وإبت عيد اللقاء الجميل عيد الوادي.. أشهر الأعياد الدينية عند الفراعنة

أشهر الأعياد الدينية عند الفراعنة

ثقافة21-4-2023 | 11:24

عبدالله مسعد

احتوت السنة المصرية على العديد من الأعياد وأيام العطلات، والتي منها ما ارتبط بتقويم السنة وبداية الفصول، ومنها ما ارتبط بالزراعة من حصاد وفيضان، وما ارتبط بالملك وتتوجيه وعيد ميلاده، ومنها ما ارتبط بالحياة الجنائزية، إلى جانب أعياد الموتى والأعياد الدينية.

ولقد كانت الأعياد منذ القدم محل اهتمام وتقدير كبيرين عند المصري القديم، حيث خصص لها أياما احتفالا بأعياد بعض الآلهة مثل: عيد حورس، أنوبيس، وسشات، إلى جانب عيد ولادة الإلهة وغيرها من الأعياد.

ونستعرض معكم عبر بوابة دار خلال احتفالات عيد الفطر المبارك أبرز الأعياد التي احتفل بها المصري القديم.

فمن بين الأعياد التي احتفل المصري القديم هي الأعياد الدينية والتي من بينها ما يلي:-

عيد الإله مين

ويقام هذا العيد في الشهر الأول من فصل الحصاد لارتباط هذا الإله بصفة الخصوبة، وفي أثناء هذا العيد يطلق الملك مجموعة من الطيور في اتجاه الشرق، والجنوب، والغرب والشمال، كرمز لتجديد قوته، كما كان يتم بناء أشكال مخروطية ضخمة.

عيد إبت

وهو عيد انتقال آمون من معبده في الكرنك إلى معبده في الأقصر، وقد عرف هذا العيد من خلال مناظر معبد الأقصر التي ترجع لعهد الملكين توت عنخ آمون وحور محب، ومن خلاله كان الإله آمون ينتقل من الكرنك إلى الأقصر، ثم يعود إلى الكرنك.

وتبدأ الاحتفالات من معبد الكرنك حيث يقدم الملك القربين، كما يقوم بالتبخير ورش المياه أمام قارب آمون الذي يطلق عليه "وسرحات"، وأمام قاربي موت وخونسو، ويمكن التعرف عليهم من مقدمة المركب ومؤخرتها، والتي كانت تتزين برأس الإله صاحب المركب.

يخرج المركب من الصرح العاشر للمعبد والكهنة يحملون قوارب ثالوث طيبة فوق أكتافهم، وكان كل قارب يحمله ثلاثين كاهنا من قدس الأقداس إلى داخل المعبد، ثم يخرجون من الصرح الثالث، ويصلون إلى شاطئ النيل ويضعون قوارب الآلهة المقدسة على مراكب حقيقية تتجه شمالا مع التيار باتجاه معبد الأقصر.

وعلى ضفاف النيل يقف الناس والموسيقيين لتحية الموكب، كما تقف كاهنات موت ومعهن الآلات الموسيقية، كما تقف الشرطة لتنظيم كل هؤلاء، وعند النيل تنزل المراكب تتبعها القرابين، وعلى الشاطئ أمام معبد الأقصر يقف الناس يللهون ويرقصون ويعزفون بالصلاصل.

وعلى الطريق المؤدي إلى معبد الأقصر تقام أبنية صغيرة يقدم فيها الكهنة القرابين، وعند الوصول للمعبد يقوم الملك بنفسه بطقوس القرابين، والحاشية تنتظر أمام قدس الأقداس، وتبقى المواكب خلال عشرة أيام في هدوء داخل معبد الأقصر تقدم لها القرابين كل يوم، وتتم العودة إلى الكرنك بنفس الأسلوب.

وعلى جانبي النيل يقف الجند والحاشية لاستقبال المواكب، وعند الرجوع للكرنك تقدم القرابين، ويستمر الاحتفال بهذا العيد فترة تستغرق من 11 إلى 24 يوم، ويحتفل سكان الأقصر حتى يومنا هذا بأعياد مماثلة مثل: عيد سان جورج، وعيد أبو الحجاج.

عيد اللقاء الجميل

وهو العيد الذي كانت تتجه فيه الإلهة حتحور من معبد دندرة كل عام لتمضي 15 يوما في معبد إدفو مع زوجها حور، وكانت هذه الرحلة مناسبة سعيدة يشترك فيها الشعب، وكانت حتحور تترك معبدها قبل 5 أيام من اكتمال القمر، وعلى حافة النهر تقدم لها القرابين، ثم يتحرك مركبها مع عدد من الكهنة وتصحبها مجموعة أخرى من المراكب، وعلى رأسهم مركب حاكم المدينة، بالإضافة لمراكب الحجيج الذين كانوا يصحبون المركب من دندرة إلى إدفو.

ولم تكن تتم الرحلة مباشرة وإنما كانت مركب الإلهة تتوقف في الكرنك لتزور الإلهة موت، ثم تتوقف في ميناء جنوب إسنا حيث يقدم حاكم المدينة الأطعمة للحجاج، وفي طريقها لإدفو يزداد عدد الحجيج الذي يصحبونها، ثم تتوقف في نخن "الكوم الأحمر" ليلحق بها الإله حور، وفي إدفو نرى حور وحاملي أعلامه وقد تركوا المعبد انتظارا للألهة على شاطئ النهر بصحبة رئيس مدينة إدفو مع مجموعة الكهنة والحجاج، وعلى الشاطئ يعد مرسى لاستقبال مركب حتحور، حيث تقدم له القرابين وترتل له الصلوات.

عيد الوادي  

في هذا العيد يتوجه الملك بعد أن يرتدي ثيابه الفاخرة وتاجه، للبحث عن آمون في معبده، وذلك لدعوته لزيارة "وادي الأموات" في غرب طيبة، وكان عبور النهر يتم في موكب يقوده الآلهة وكان هذا العيد يستمر أحد عشر يوم في فترة حكم تحتمس الثالث، وأربعة وعشرين يوما أثناء الأسرة التاسعة عشر وسبعة وعشرين يوما أثناء حكم رمسيس الثالث. 

ويعد ازدهار العبادات المحلية من أهم سمات الديانة المصرية القديمة، ويرجع ذلك لتباعد المسافات والذي فرض عزلة على الأماكن المأهولة بالسكان، وقد كانت مصر قديما مقسمة إدرايا إلى اثنين وأربيعن إقليما، وكان كل إله يرتبط باسم إقليمه الأصلي حيث يوجد مركز عبادته.

وبالرغم من انتهاء حكم الفراعنة ودخول مصر في العهد اليوناني الروماني منذ 332 ق.م، إلا أن االديانة المصرية ظلت محل احترام وتقديس من الأوروبيين، وظلت عبادة الإلهة إيزيس سائدة أوروبا حتى استقرار الديانة المسيحية بها.