يتربع مسلسل "حرب" على قائمة المسلسلات الأكثر نجاحا في رمضان، لما تميز به من جهد تقني متقدم في كل العناصر بدءًا من السيناريو حتى التصوير ومرورا بالمونتاج والذي يلعب دور البطولة في تدفق الإيقاع وتصاعد الأحداث، حيث استطاع المونتير أحمد حمدي بمهارته وفهمه العميق لمضمون المسلسل أن يضمن للعمل شكلا مبهرا يليق به.
ويجسد أحمد السقا في العمل شخصية "عثمان" الملقب بالظافر وهو متطرف، متآمر على كل شيء، من أجل السيطرة على الحكم، وتحقيق أطماعه في السلطة .
كما أنه شيطان داهية لا يمكن ضبطه أو التغلب عليه بل أيضا إرهابي خارق يسعى للتخريب والعودة بالمجتمع إلى كهوف التخلف تحت ستار الفهم الخاطئ للدين.
استطاع أحمد السقا أن يقدم هذه الشخصية المركبة بطبيعتها الشريرة وثباتها النفسي بدءا من الحركة البطيئة والنظرات الحزينة و"المشية المتثاقلة" وبدا في قمة تمكنه من أدواته، سواء في التمثيل أو من خلال أدائه للحوار وتدرجه في الانتقال من تعبير قوى إلى انفعال أقوى.
ولا تكتمل شخصية "عثمان" في المسلسل إلا من خلال شخصية أخرى هى شخصية الضابط "عمر" والتي يجسدها محمد فراج بأدائه الرصين وتوازن انفعالاته واتقانه للتفاصيل.
و"عمر" نموذج شديد الإيجابية والوعي يسير في طريق الصدام المدمر مع "عثمان" الإرهابي حيث يدور الصراع بين الطرفين، على كل المستويات، ويأتي مشهد المواجهة بينهما ليكتب النهاية ، وليدل على نضج أحمد السقا وبراعة محمد فراج فنيا، فهما ضلعان في مثلث الإبداع والذي يكتمل بشخصية الضابط التي يجسدها باقتدار أحمد سعيد عبد الغني.
كما تأتي البراعة الحرفية للمخرج نادر جلال من خلال تقديم حبكة بوليسية تعتمد على سرعة الإيقاع والحركة وإبراز الموسيقى التصويرية وتوظيفها دراميا والحرص في معظم المشاهد على التوافق في اللون والإضاءة علاوة على عرض بانوراما للمدينة من أعلى.
قيمة مسلسل "حرب" أنه يقدم دراما حقيقية تعكس موقفا فلسفيا واجتماعيا وسياسيا، دراما لها إيقاعها المميز، وطابعها الخاص، والأهم من ذلك كله أنها تحمل رسالة تحذيرية حتى لا يقع الشباب في حبائل الشيطان.