يقول الله عز وجل: «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، يعد الماء أحد العناصر الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان يوميًا، ويعد العامل الرئيسي الهام لاستمرار حياة الكائنات الحية، فكل جهاز من أجهزة الجسم بحاجة لنسبة معينة من الماء، فهو هام للكليتين والكبد وغيرهم، فضلاً عن أنه منظم لدرجات حرارة الجسم، ويساعد في عملية الهضم وتخليص الجسم من السموم، كما أن الماء عنصر رئيسي للعقل لإنتاج الهرمونات والناقلات العصبية، فبدونها لا تستمر الحياة.
و يتشكل جسم الإنسان بنسبة 65% من الماء، وفي حال شرب القليل من الماء يستعمل الجسم المياه المخزنة في الخلايا الدهنية لإشباع عطشها.
و الإنسان لا يمتلك مساحة تخزينية كبيرة للمياه، فبعد أسبوع من التوقف عن شرب المياه، يتوقف الجسم عن التعرق، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في درجة حرارة الجسم، وتتعثر العملية الهضمية بل تصبح من المستحيلات، وينخفض ضغط الدم في الجسم، فالبقاء على قيد الحياة بدون ماء مرهون بالتوازن بين المقدار المفقود والمكتسب من المياه، أي أنه حال انقطاع الإنسان عن شرب الكثير من الماء، سيعني ذلك أن البقاء على قيد الحياة قد يرتبط بالتبول والتعرق والزفير بسرعة، أقل من مقدار استهلاك الطعام والسوائل، وفي حال حساب وقت يتمكن من خلاله الإنسان الصمود دون ماء، فمن المتوسط أنه يبقى لمدة ثلاث أيام في المتوسط، وبعض التقارير الأخرى تشير إلى أن ذلك قد يكون من 8 لـ10 أيام.
وتختلف هذه المدة مع اختلاف بعض العوامل الخارجية منها الرطوبة، صحة الفرد ودرجة حرارة الجسم، فعلى سبيل المثال، من يمارس التمرينات الرياضية يشعر بالجفاف بعد ساعات قليلة، في حين أن الرقم القياسي لأطول شخص بقي على قيد الحياة دون ماء بلغ 18 يومَا بعد أن بقي في السجن وتم نسيانه لأكثر من أسبوعين.
وتشير التقارير أيضًا إلى أن الإنسان قد يتمكن من البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة دون شرب الماء بالاعتماد على تناول الأطعمة الغنية بالسوائل، ففي الحالات الحرجة، لا يحتاج الجسم الماء على وجه الخصوص بقدر احتياجه لسوائل لإشباع عطشه.
وهنا نتذكر الواقعة الغربية للبحار الصيني "بون ليم"، الذي غرقت سفينته عام 1942 ونجا من الموت، وظل بالمحيط طيلة 133 يوم دون ماء وبعد العثور عليه، أكد أنه تمكن من إنقاذ نفسه من خلال تناول الأسماك وشرب دم النورس وأسماك القرش.