حتى وقت قريب كانت المواسم والأعياد مرتبطة دوماً ب "لمة العائلة" في بيت الجد أو الجدة، أما الآن فأصبحت كثير من العائلات تقتصر لمتها على الوالدين والأبناء، بل يكاد يكون أفراد البيت الواحد في عزلة عن باقي الأسرة، الأمر الذي جعلنا نتساءل عن أسباب اختفاء لمه بيت العائلة.
ومن جهته أكد الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، من خلال تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الأسرة المصرية كانت منذ سنوات هي النواة الأولى التي تتمحور حولها جميع القضايا الحياتية التي تشغل بال جميع أفرادها، أما الآن ومع التطور السريع الذي نشهده في شتى المجالات والنواحي المختلفة، والأزمات المادية ووتيرة الحياة التي تضع رب الأسرة في عجلة دائمة من العمل من أجل تخفيف العبء الاقتصادي، تغير الحال وانشغل كل فرد بمسئولياته، ما أدى لتفتت وإضعاف العلاقات والروابط بين أبناء الأسرة الواحدة، وإخلال توازنها.
وأضاف أستاذ الاجتماع أن التطور التكنولوجي الذي أصبح منتشرا بين أفراد الأسرة الواحدة، ساعد أيضاً على إبراز روح الاغتراب، حيث نجد أن التعامل بين الأب وذويه يتم عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، كما اعتمد الكثيرين ممن يعملون خارج البلاد على خاصية الفيديو للتواصل مع أسرهم، مما أثر سلباً على سلامة الكيان العائلي.
واستكمل عبد الباسط، أنه على الرغم من تغير عادات وثقافة بعض الأسر المصرية، إلا أن المجتمع القروي وبعض الأسر في الحضر والتي لها أصول ريفية، مازالت محتفظة بتلك الأصالة ومفهوم "لمة العائلة" في بيت الجد الكبير، بل وتعيش تلك الثقافة بدون هوادة ولا انقطاع، حيث يحرص كثير من الشباب والرجال وأسرهم من كل أرجاء مصر للعودة إلى القرية والتجمع في بيت كبير العائلة وسط أجواء مبهجة وسعيدة بين الجميع.