الخميس 6 يونيو 2024

أبناؤنا وتطوير التعليم

12-9-2017 | 13:24

بقلم : إيمان حمزة

عام دراسي جديد نتمنى أن يلبي ما نتطلع لأجيالنا الجديدة من تطوير التعليم ليتناسب مع العصر الذى نعيشه نعتمد فيه على تنمية العقل والبحث العلمي بعيدا عن حشو المناهج والتلقين والحفظ.

فأبناء الجيل الجديد فى عصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى أصبحوا أكثر فهما ووعيا ومشاركة فى مجتمعهم وما يحدث فى العالم من حولهم.. الجيل الجديد الذى نفخر به وبانتمائه لمصر صاحبة الحضارة والتاريخ.

هذا الجيل يحتاج منا الكثير من الاهتمام والرعاية.. ولنبدأ بأهم الأسس وهو العلم والتعليم مع التربية, فقديما كانت وزارة التعليم هى وزارة التربية والتعليم, والتربية تأتى قبل التعليم.. فلنهتم بغرس القيم الأصيلة والأخلاق القويمة التى كانت تميزنا كمصريين من احترام وتوقير الكبير والأخذ بيد الضعيف والصغير وأن نربيهم على التسامح ونبذ العنف والكراهية التى تدمر حياتنا وتغتال براءة أطفالنا.

وأن نعيد العلاقات الوطيدة القائمة على الاحترام والحب بين أبنائنا ومدرسيهم والعكس بالعكس, فيشعر كل طالب باحترام المدرس له أيضا والاهتمام بتوصيل العلم إليه وكيفية مساعدته على الفهم والاستيعاب.. والأهم ليس فقط الاهتمام بالمواد العلمية والرياضية والأدبية ولكن أيضا أن نكتشف مواطن النبوغ والتفوق والمواهب والقدرات ونعمل على تنميتها داخل كل منهم من مواهب رياضية وفنية وموسيقية, ومن المخترعين الصغار فى كل المجلات العلمية, ومن برمجيات الكمبيوتر.

وبذلك يكون اهتمامنا ببناء الإنسان المصرى الذى نتمناه.. فتنمية هذه المواهب والقدرات تنمى ثقته بنفسه وتعلمه كيفية التعامل مع الآخرين بروح رياضية تعرف معنى النصر والفوز وتتقبل الخسارة, ونتعلم كيف نحب الآخرين ممن حولنا ونتقبل الرأى والرأى الآخر.. وكيف نسيطر على غضبنا ولا نندفع وراءه, وما نراه من حوادث مؤسفة داخل مدارسنا ومن أطفال صغار, وهى أمور لم تحدث بيننا وفى مجتمعنا من قبل.. ولهذا علينا أن نستعين دائما بالتواصل بين المدرسة والبيت والأسرة, ونستعيد دور الأخصائى الاجتماعى والنفسى لنتغلب أولا بأول على ما يواجه أبناؤنا من مشاكل وتحديات وصعوبات سواء مع الزملاء والمدرسين أو الأهل والبيت إلى جانب صعوبات التعلم والاستيعاب.. وهنا علينا أن نتابع الكشف الصحى على أبنائنا لنتعرف على أسباب هذه الصعوبات, فأحيانا يصبح ضعف النظر أو السمع سببا فى ذلك, وأحيانا تصبح الإصابة بالأنيميا وسوء التغذية هى السبب الذى يعوق استيعاب الأبناء وغيرها من مشاكل صحية.. ومن المهم أيضا أن تكون هناك مراقبة أكثر من المسئولين بالتعليم عن المواد الغذائية المدرسية وعلى الموردين حتى لا تصبح وبالا على صغارنا بدلا من فائدتهم كما شهدنا من حوادث مؤسفة من قبل.

ولابد من الاهتمام بأبنائنا الذين يلتحقون بالدراسة لأول مرة, فهم محتاجون إلى تهيئة نفسية لنحببهم فى المدرسة والعملية التعليمية بوسائل التعليم الأكثر امتاعا التى توصل إليها المتخصصون التربويون لتقديم المعلومة من خلال الغناء والرسم والحكايات المشوقة مع الكمبيوتر الذى أصبح وسيلة جذب كبيرة لهذه الأجيال من الذين يولدون ويعرفون كيفية التعامل معه.. حتى لا يسرع البعض ويقول إن لدينا مدارس حكومية لا يجد الأبناء بها احتياجاتهم الأساسية للتعليم, هنا أصبح علينا جميعا أن نشارك من مجتمع مدنى مع المؤسسات الحكومية والأفراد لنتكاتف جميعا من أجل مصلحة صغارنا ولنساهم كل منا بما يستطيع من موارده المالية أو جهود فى العملية التعليمية وخاصة محو أمية الكبار حتى يستطيعوا أن يتابعوا مواصلة أبنائهم فى التعليم ولا يدفعوهم إلى تركه وإعانتهم على مواجهة الفقر.. فلنربط عملية التعليم ومحو الأمية بتعليم حرفة أو مساعدتهم بالمشروعات المتناهية الصغر من أجل حياة أسرية كريمة.. حتى يمكننا أن نستفيد من ثروتنا البشرية لرخاء وخير مجتمعنا.