الجمعة 17 مايو 2024

بليغ حمدي.. أيقونة التلحين الذي بدأ حياته مطربًا

12-9-2017 | 22:41

كتب ـ خليل زيدان

موهوبٌ بالفطرة، وضع أجمل الألحان لكوكب الشرق دون دراسة، وأوجد لنفسه مكانًا وسط عباقرة التلحين، وفي زمن عبد الوهاب والسنباطي وفريد الأطرش ومحمد فوزي.

 بليغ حمدي الذي صار لونًا مميزًا وعلامةً دالة في التلحين.. نرصد في ذكرى رحيله جوانب عدة من حياته الفنية والشخصية التي احتشدت بالكثير من المفارقات والمحطات.

تعرف بليغ حمدي في بداية شبابه على الممثل والكاتب الكوميدي يوسف عوف، الذي بدأ في تكوين فرقة ساعة لقلبك عام 1953، وقد اختار عوف الشاب بليغ ليصبح مطرباً للفرقة، حيث كلفه بغناء المقدمة والنهاية عند تسجيل وإذاعة حلقات فرقة ساعة لقبلك، واستمر بليغ في عمله مع الفرقة طوال أربع سنوات، بعدها عمل في ركن الهواة بالإذاعة المصرية.

تعرف بليغ على كبار الملحنين أثناء عمله بركن الهواة أمثال عبد العظيم عبد الحق ورؤوف ذهني وفؤاد حلمي، وقد نصح حلمي بليغ أن يتجه للتلحين وترك الغناء، ونفذ بليغ نصيحة فؤاد حلمي واتجه للتلحين، وبدأ أول لحن له مع زميلته المطربة فايدة كامل، وقد سعد بليغ بسماع أول لحن له في حياته بصوت فايدة كامل وهو "ليه فايتني ليه"، وقدم لها اللحن الثاني بعنوان "ليه لأ".

فتحت الدنيا ذراعيها لبليغ عندما شارك في فيلم الوسادة الخالية بلحن أحدث ضجة وهي أغنية "تخونوه" لعبد الحليم حافظ، وقد لحن لحليم أيضاً وقتها "خسارة خسارة"، وهنا لفت بليغ إليه الأنظار من خلال هذين اللحنين، حيث أقبل عليه كبار نجوم الطرب آنذاك ليعطيهم ألحان لا تقل جمالاً عن ألحان حليم التي حققت نجاحاً كبيراً، ومنهم فايزة أحمد ونجاة الصغيرة وشادية .

لمع نجم بليغ حمدي وانتبه الموسيقار محمد فوزي لتلك الموهبة العبقرية في التلحين، فساعده فوزي بتسجيل كل ألحانه في ستوديو شركة مصر فون التي يمتلكها فوزي دون أي مقابل، وبدأ فوزي الاتصال بالمطربين ليتعاقدوا مع بليغ، وأن يقوم بتسجيل وتسويق تلك الألحان لهم من خلال شركته، وقد ذهب فوزي وبليغ لحفل خاص في بيت أحد أطباء أم كلثوم وهو د. زكي سويدان، وكانت كوكب الشرق ضمن الحضور، وقد عرفها فوزي على الملحن الشاب بليغ حمدي الذي غنى أمامها مقطعاً من أغنية حب إيه، وقد أعجبت أم كلثوم وطلبت منه أن يكمل فأخبرها أن الشاعر عبد الوهاب محمد لم يسلمه باقي الأغنية، وطلب منه محمد فوزي أن يسرع للحصول على باقي الأغنية ليحقق رغبة أم كلثوم في سماعها كاملة.

حصل بليغ على الأغنية كاملة وطلبت منه أم كلثوم تلحينها ليصبح أول لحن له لأم كلثوم، وحققت الأغنية نجاحاً كبيراً، ونجح محمد في فوزي في أن يحصل من أم كلثوم على وعد بتسجيل وبيع كل أغانيها، طلبت أم كلثوم تتويجاً لذلك الاتفاق أن يلحن لها فوزي أغنية "أنساك" للشاعر مأمون الشناوي، وقد وضع فوزي لحناً لمقدمة الأغنية وأسمعه لمأمون الذي سعد به، لكن فوزي وجد أن بليغ له أنغام ساحرة، وقد اصطحب فوزي بليغ والشناوي في مكتبه وطلب من بليغ أن يضع لحن لأغنية أنساك، وبعد أن لحن بليغ المذهب وسمعه مأمون، صاح فوزي مهللًا بأن لحن بليغ أفضل من لحنه، وأقنع فوزي أم كلثوم أن تغني لحن بليغ ورافقهم فوزي أثناء التسجيل .. فعل فوزي ذلك إيمانًا منه بتلك الموهبة التي شعر أنها ستثري مصر بأعذب وأروع الألحان، ولأنه موسيقار كبير فلم يضع نفسه في وضع مقارنه مع بليغ، بل ساعده وحقق له أكثر مما يتمناه.