تقرير: هانى موسى
ما بين الحديث عن التكلفة المرتفعة التى يتم بها معالجة الأزمات الناتجة عن استمرار «الكلاب الضالة» فى الشوارع، والأصوات التى تطالب بـ»معاملة إنسانية» مع الحيوانات، وتطالب الجهات المسئولة بالبحث عن وسائل آخرى غير القتل بـ»السم»، لا تزال ظاهرة الكلاب الضالة تؤرق الشارع المصرى، حيث تم رصد حدوث ٣٧٠ ألف حالة «عقر» من الكلاب الضالة لأشخاص خلال عام ٢٠١٦ فقط ،وتعد محافظتى الشرقية والقليوبية من أعلى محافظات مصر انتشاراً للكلاب الضالة.
من جهته أوضح الدكتور حسن الجعوينى، رئيس الإدارة المركزية للصحة العامة بالهيئة العامة للخدمات البيطرية أنه: هناك فتوى من دار الإفتاء المصرية برقم ١٧٢٣ لسنة ٢٠٠٧ حول حكم الشرع فى قتل الكلب والقطط الضالة، وجاءت فى الفتوى أن بعض العلماء أشاروا إلى أن الكلب العقور من الحيوانات المؤذية، وإن كان مؤذيا فلا خلاف فى جواز قتله إن لم يندفع الضرر بغير ذلك، وهناك أمراض كثيره تنتقل من الكلاب للإنسان تزيد على٣٠٠ مرض خطورتها كبيرة منها السل ، السعار ،الجرب ،حويصلات الديدان الشريطية ،التكسوبلازما وهو يسبب إجهاض السيدات الحامل ، البروسيلا،القراع.
وحول وجود إحصائية بعدد الحالات التى تعرضت لـ»العقر» من الكلاب الضالة، قال: عدد حالات العقر الآدمية تجاوز ٣٧٠ ألف حالة عام ٢٠١٦ ، وهناك ٥٦ حالة إصابة بشرية بالسعار خلال العام الماضى، مع الأخذ فى الاعتبار أن الأمر من الممكن أن يؤدى إلى وفاة الشخص المصاب، كما أن تكلفة العلاج من عقر الكلب تتجاوز ٧٠ مليون جنيه سنويا.
وفيما يتعلق بالاتجاه إلى حل «تعقيم إناث الكلاب»، كشف أن التكلفة التقديرية منذ عدة سنوات قدرت أن الأمر يحتاج الى مبلغ ٤٠٠ مليون جنيه فى السنة الواحدة، والأمر يختلف الآن عن التقدير السابق وهذا يتطلب أن توفر الدولة فى دائرة كل حى أو مدينة سيارة شاسيه طويل وأقفاصا حديدية وكرباجا للأمساك بالكلب، وعمالة مدربة، وتعيين أطباء بيطريين لوجود عجز فى الأطباء البيطريين، إضافة إلى توفير أماكن لإقامة الكلاب لمدة ٢٤ ساعة بعد إجراء العملية، وبهذا يمكن تقليل عدد الكلاب لمدة تتراوح من ٤ الى ٥ سنوات، وهذا لا يعنى القضاء عليها نهائيا ولكن سيتم العمل على الحد من الولادات الجديدة.
رئيس الإدارة المركزية للصحة العامة بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، واصل حديثه قائلا: إحدى المنظمات الدولية العاملة فى الرفق بالحيوان حاولت حصر الكلاب فى حى واحد ولم تتمكن من ذلك، ولكن العدد التقريبى للكلاب فى مصر يتعدى ١٢ مليونا، وهناك تصريح لأحد المهتمين بالرفق بالحيوان أكد فيه أن العدد يتجاوز ١٥ مليون كلب فى مصر.
وقال الدكتور لطفى شاور مسئول سابق بالطب الشرعى ان ظاهرة الكلاب الضالة المنتشرة تثير رعب المواطنين وتعرضهم وتنقل أمراض كثيرة منها مرض السعال شديد الخطورة والذى لا يمكن علاجة إذا تطور ويمكث المريض بالمرض حتى الموت وأن حملات الطب البيطرى تعمل وفقاً للقانون وليست عشوائية لأن الكلاب المسعورة منتشرة بطريقة كبيرة وهناك دول ترفض قتل الكلاب مثل الهند.