الأربعاء 25 سبتمبر 2024

الدكتور أسامة ضيف أستاذ النساء والتوليد : الأطفال الإناث اللائى اصبن بالسرطان فى أى جزء من الجسم تزيد لديهن فرص حدوث العقم وتأخر الإنجاب

16-2-2017 | 10:49

بقلم –  إيمان النجار

توجد فرص للإبقاء على حلم الإنجاب منها الاكتشاف المبكر للسرطان وحفظ البويضات وحفظ جزء من المبيض وإعادة استخدامها بعد اتمام العلاج والشفاء

من جهته، أكد الدكتور أسامة الملط أستاذ الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة أن أكثر أنواع السرطان المنتشرة بين السيدات هى سرطان الثدى والمبايض، وسرطان المبايض يعتمد فى الأساس على استئصال جراحى، ثم علاج كيماوى مُكمل ثم إشعاعى وهو آخر مرحلة، بالإضافة إلى طُرق جديدة مثل حقن بروتونى تحت الحرارة، بمعنى استئصال للأورام كلها الموجودة فى الغشاء البروتونى فى البطن مع حقن لمواد كيماوية تحت حرارة معينة داخل البطن، وهذه طرق العلاج الأساسية، مضيفا: إذا تحدثنا عن سرطان المبيض فالعلاج الجراحى يستلزم استئصالًا فى معظم الأحيان المبيضين والرحم ومنديل البطن، ويتم أخذ عينات من مناطق معينة لنحدد بها استكمال العلاج، وهل تحتاج علاجًا مكملًا أم لا؟، ونوع العلاج المكمل وكثافته للوصول لما هو أفضل، وباستئصال المبايض والرحم هذا سيحرمها من الإنجاب لعدم وجود الجهاز التناسلي، وتوجد أنواع قليلة من أورام المبيض هى التى يتم فيها استئصال مبيض واحد، بشرط ألا تكون منتشرة، وألا يكون نوعها من الأكثر شراسة، فالأنواع الأقل شراسة ممكن استئصال مبيض واحد ونكمل بعلاج كيماوى وباقى العلاجات.. وهنا تكون هناك فرصة أو احتمال للإنجاب، لكن لو وجد ورم سرطانى فى الرحم مُباشرة يتم استئصاله.. وبالتالى لا توجد فرصة للإنجاب».

وتابع «الملط»: بالنسبة للأدوية الكيماوية عمومًا فكرة عملها أنها تؤثر على الخلايا النشطة أو سريعة الانقسام والانشطار، ومن بينها المبايض، لكونها من الخلايا سريعة الانقسام، وبالتالى تتأثر سلبًا بالكيماوي، ويختلف تأثير الأدوية فتوجد أدوية تأثيرها شديد جدًا فتحدث مثلا «خبطة للمبيض» لا يفيق منها بسهولة، فقدرته على العودة لنشاطه مرة أخرى ضعيفة وتفقد المرأة القدرة على الإنجاب، وتوجد أنواع أدوية أخرى أقل تأثيرًا على المبايض، ويمكن أن تُعاود نشاطها مرة أخرى بعد فترة، وهذا يتم عن طريق ضبط الجرعات، فتعديل الجرعات وضبطها ممكن يُقلل من فرص حدوث العقم، وفى الأدوية لا نستطيع أن نمعنها، فمثلًا هناك حالات معينة نضطر فيها لمنح جرعات عالية من دواء معين، وبالتالى تتعرض للعقم، ونفس الدواء لو تم إعطاؤه بجرعات بسيطة ممكن لا يحدث عقم حسب كل حالة.

مضيفًا: ضبط الجرعة مُهم إذا وضعنا فى الاعتبار الإبقاء على فرصة الإنجاب فى حالة كونها مهمة للمرأة لصغر سنها أو لعدم إنجابها من قبل، وهذا فى جزء منه يتوقف على مهارة الطبيب المعالج.. نفس الكلام ينطبق على العلاج الإشعاعى مع الفارق فى بعض الحالات، بمعنى أن لو اضطررنا لعمل علاج إشعاعى على منطقة الحوض مثلا لحالة تُعانى من سرطان القولون يتم استخدم مصدات على المبيض لمنع وصول الإشعاع له، وبالتالى يقل التأثير على المبيض، خاصة لو أن المرأة فى سن الإنجاب.

واستطرد «الملط» قائلا: لكن فى حالات كنا نضطر فيها لوقف عمل المبيض لتأثيره على سرطان الثدى مثلا.. بالنسبة للعلاج الموجه وهو أحدث العلاجات وأغلاها ثمنًا فآثاره السلبية على القدرة الإنجابية أقل لأنه موجه لخلية معينة، وبالتالى تأثيره على باقى خلايا الجسم ومنها المبايض أقل، فالعلاج الهرمونى ويعتمد على إعطاء هرمون مضاد للهرمون النشط المؤثر على الورم، تأثيره وقتى على المبيض، بمعنى أنه يمكنه مُعاودة نشاطه مرة أخرى، ويتم اختياره كوسيلة علاجية حسب نوع الورم وحسب مستقبلات الهرمون، ورغم أن تأثيره على المبيض وقتيًا، إلا أنه عادة ما يستخدم فى الحالات المتقدمة من العمر التى لا يمثل العقم مشكلة لها، مضيفًا: كل هذا معناه أنه فى ظل العلاجات الحديثة وضبط الجرعات وتقسيمها يمكن الإبقاء على احتمال الإنجاب فى بعض الحالات، لكن توجد حالات نضطر فيها لاستئصال الجهاز التناسلى «الرحم والمبايض»، وهذا بالطبع يفقد المراة للقدرة الإنجابية من الأساس.

فى ذات السياق، قال الدكتور أسامة ضيف أستاذ النساء والتوليد بكلية الطب جامعة الأزهر إن السرطان هو تغير فى أحد خلايا الجسم ينتج عنه نشاط زائد فى الخلية لتغزو الجسم وتؤدى إلى تغير فى وظيفة الخلية، ويصيب أى مكان أو عضو فى الجسم، مضيفًا: السيدات هن عُرضه لمختلف أنواع السرطان، ويؤثر السرطان على الصحة الإنجابية للمرأة عن طريق عدة أمور، فالسرطان يؤدى لضعف شامل فى الجسم والذى بدوره يؤثر على إفراز هرمون اللبن والغدة الدرقية، وكذلك الهرمون المسئول عن تحفيز المبيض على التبويض، والعمل على خروج الهرمون المسئول عن تكوين بطانة الرحم ونزول الدورة الشهرية أو حدوث الحمل، وبذلك فإن حدوث أى خلل فى الغدة النخامية يؤثر على حدوث الحمل، والأورام السرطانية هنا تؤدى إلى خلل فى المنظومة الهرمونية للمرأة عموما، وبالنسبة لأورام الجهاز التناسلى مثل سرطان المبيض أو الرحم أو عنق الرحم فيؤدى إلى ضمور البويضات داخل المبيض وخلل فى الهرمونات التى تفرز فى الغدة النخامية والغدة الدرقية.

واستطرد الدكتور «ضيف» بقوله: وبالنظر لسن الإصابة فنجد أن الأطفال الإناث اللاتى أصيبن بالسرطان فى أى جزء من الجسم تزيد لديهن احتمالات حدوث العقم وتأخر الإنجاب، وذلك لخطورة الأورام فى السن الصغير، وتزيد المشكلة لو حدث تأخر فى اكتشاف الإصابة لدرجة الانتشار فى أكثر من مكان فى الجسم، وما يتطلبه من فترة علاج كيماوى حسب درجة المرض وشدته.

«توجد فرص للحفاظ على حلم الإنجاب لبعض مريضات السرطان» حسب قول «ضيف»: من خلال الاكتشاف المبكر للمرض أصبح لدينا التقنيات الحديثة المفيدة فى هذا الاتجاه، مثل تحاليل دلالات الأورام والأشعة المتخصصة، وأيضا من التقنيات الحديثة طريقة حفظ المبيض أو جزء منه قبل البدء فى العلاج الكيماوى أو الإشعاعى ثم إعادة زرعه بعد الانتهاء من العلاج والشفاء، أيضا حفظ البويضات قبل البدء فى العلاج واستخدامها بعد ذلك فى الإخصاب والحصول على أجنة مميزة، ويتم الحفظ فى الحضانات الخاصة بحفظ الأجنة فى مراكز الحقن المجهرى ومتواجدة فى مصر فى معظم المراكز المتخصصة، لافتا إلى أن الحفظ ليس له مدة محددة طالما تم بطريقة خاصة ومراعى فيها جودة وسائل الحفظ، وهنا يُفضل أن توجد فترة ما بين الشفاء والحمل على الأقل عامين بعد الشفاء التام، وهذه لاعتبارات تتعلق بالحالة العامة للجسم وسلامة الجنين فيما بعد».