الأربعاء 8 مايو 2024

بايدن يمنح كوريا الجنوبية مقعدا على طاولة استخدام الأسلحة النووية

جانب من الاتفاقية

عرب وعالم26-4-2023 | 13:40

دار الهلال

وافقت الولايات المتحدة اليوم على منح "صوت أكبر" لكوريا الجنوبية في المشاورات بشأن رد نووي أمريكي محتمل على أي هجوم لكوريا الشمالية، في مقابل التخلي عن طموحاتها لامتلاك سلاح نووي خاص بها، وفق ما ذكر مسؤول أميركي لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وسيمنح الاتفاق قادة كوريا الجنوبية، مكاناً لطالما سعت إليه سول على طاولة استخدام الأسلحة النووية الأميركية للدفاع عن نفسها، رغم أن واشنطن ستظل متحكمة في الأهداف وفي تنفيذ أي عملية نووية.

وفي مقابل ذلك ستؤكد سول التزامها بعدم تطوير أسلحة نووية خاصة بها، وفق المسؤول الأميركي تحدث للصحيفة.

وسيتم إعلان نص الاتفاق الذي اتفق الطرفان على تسميته "إعلان واشنطن"، الأربعاء، حين يلتقي الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الذي بدأ الاثنين، زيارة تمتد لستة أيام، مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، وفق "وول ستريت جورنال".

ولإظهار عزم الولايات المتحدة على استخدام سلاح الردع النووي لحماية كوريا الجنوبية، سينص الإعلان على زيارة غواصة صواريخ نووية باليستية أمريكية، إلى هذا البلد.

تأتي الاتفاقية الجديدة على خلفية التوتر المتصاعد في كوريا الجنوبية حيال الالتزام الأمريكية، بعامل الردع الموسع، أي عزم واشنطن استخدام أسلحتها النووية إذا اقتضت الحاجة، للدفاع عن كوريا الجنوبية رغم مخاطر قيام كوريا الشمالية بعمل انتقامي ضد الولايات المتحدة.

وتزايدت مخاوف كوريا الجنوبية بعد العدد القياسي من عمليات الإطلاق الصاروخية التي قامت بها كوريا الشمالية مؤخراً، والتقدم الذي أحرزته في ترسانتها النووية، مع وصول المساعي الدبلوماسية لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية إلى نهايتها.

 

واشنطن - وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن عاملاً آخراً في المخاوف الكورية هو تقلبات السياسية الأمريكية، والتي أثارت مخاوف في سول بأن رئيساً مستقبلياً للولايات المتحدة لن يكون عازماً على الدفاع عن كوريا الجنوبية ضد الجيش الكوري الشمالي، الذي رفع مخزوناته من الصواريخ الباليستية.

وأثار الرئيس الكوري الجنوبي الجدل في يناير، حين قال إن بلاده ستسعى لتطوير أسلحتها النووية الخاصة بها، أو تطلب من الولايات المتحدة إعادة نشر أسلحتها النووية على شبه الجزيرة الكورية إذا تزايدت التهديدات الكورية الشمالية.

وكانت هذه أول مرة يثير فيها زعيم للبلد احتمالات كهذه.

ونشرت الولايات المتحدة أسلحة نووية تكتيكية في 1958، ولكنها أزالتها عقب انتهاء الحرب الباردة مع موسكو في 1991.

ولا تخطط الإدارة الأميركية لإعادة نشر تلك الأسلحة على شبه الجزيرة الكورية مرة أخرى، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".

واستقبل بايدن، - قبل ساعات - يون سوك يول في اليوم الأول من زيارة دولة يقوم بها إلى واشنطن، تستهدف تعزيز التحالف بين البلدين.

وأبرز ما تتضمنه زيارة الدولة هذه، لقاء يعقد الأربعاء، في البيت الأبيض يليه مؤتمر صحافي وحفل عشاء. وهذه ثاني زيارة دولة لزعيم أجنبي في عهد بايدن، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ديسمبر الماضي.

وتزينت العاصمة الأمريكية بأعلام كوريا الجنوبية. وبعيداً من المراسم، يناقش الرئيسان تعزيز تعاونهما، بما في ذلك العسكري، في مواجهة التهديدات النووية لكوريا الشمالية.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان للصحافة إن الزعيمين تمكنا من تطوير "علاقة"، لافتاً إلى أن "التحالف يمتد إلى ما هو أبعد من شبه الجزيرة الكورية ويهدف إلى أن يكون قوة من أجل الخير في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وفي كل أنحاء العالم". وأشار إلى أن يون كان أول زعيم كوري جنوبي يحضر قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

وستكون المظلة الأمنية الأميركية في صلب محادثات يون وبايدن، في وقت تواجه المنطقة رقماً قياسياً جديداً لعمليات إطلاق الصواريخ البالستية الكورية الشمالية هذا العام.

ويحاول الزعيم الكوري الجنوبي طمأنة مواطنيه الذين يشعرون بتوتر متزايد بشأن مدى التزام الولايات المتحدة بتعزيز الردع لمنع هجوم محتمل ضد حلفائها. وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الكوريين الجنوبيين تريد الآن أن تمتلك سول سلاحاً نووياً خاصاً بها.

وفي المقابل، سيحاول بايدن طمأنة ضيفه بشأن هذا "الردع الموسع"، حسبما قال سوليفان الذي وعد بأن يتم اتخاذ قرارات ملموسة بشأن هذا الموضوع وملفات أخرى بينها "التعاون في مجال الفضاء الإلكتروني والمناخ والاستثمار وتعزيز العلاقات بين شعبينا".

وخلال الزيارة، ستدعو الإدارة الأمريكية، كوريا الجنوبية، التي تعد تاسع أكبر مصدّر للأسلحة في العالم، إلى مساعدتها على زيادة دعم أوكرانيا من خلال توفير ذخيرة وأسلحة لكييف.

Egypt Air