تعد الحياة الزوجية غير المستقرة نوعا من الجحيم العاطفي، وخاصة إن كانت المرأة تعيش مع زوج يتعامل معها كسلعة قادر على شرائها هي وغيرها، حيث يتخيل بعض الرجال القادرين مادياً، أنهم على استطاعة بطغيان وظلم الزوجة والسيطرة عليها، مقابل أموالهم، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن أهم الصفات النفسية لهؤلاء الرجال، وكيفية التعامل معهم.

تقول الدكتورة رحاب العوضي أستاذ علم النفس السلوكي، أن الشخص الذي يستغل قدرته المادية في المعايرة والاستغلال لزوجته وأسرته، هو رجل يعاني من السفه والتباهي والتكبر والنقص الشديد والجبروت وعدم اكتمال الشخصية، ويعود ذلك لتربيته منذ الطفولة في بيئة تربط كل احتياجاتها بالمال فقط، وليس بالعطاء والحماية والرعاية والأمان والاجتهاد، مما يجعله يذل المرأة التي ليس لديها عائد مادي سواه، حيث تتحمل الذل والمهانة والبيع والشراء من أجل العيش معه، دون كرامة أو احترام له.

وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي، إن استغلال الزوج لاحتياج زوجته المادي ينقلب عليه عكسياً، حيث يمتد للأبناء ويجعلهم ينظرون إليه على أنه مجرد آله للنقود لا أكثر، نتيجة إعلاء مبدأ المال أساس الحياة لديه، كما أن ذلك الأمر يتحول في النهاية لبيئة أسرية تفتقر للحب والكرامة، وتبقى المصلحة المادية هي الأعلى والأسمى بينهم، فالزوجة التي تقبل وتتحمل هذه الصفات ليس لديها بديل مادي أو عائلي يمثل لها السند والدعم ما يضطرها لبيع كرامتها مقابل المال، فإن وجدت الدعم المادي الذي يمكنها العيش بدونه لن تتردد ولو ثواني في استعادة كرامتها المهدرة معه وطلب الانفصال عنه.

ووجهت العوضي نصيحة لكل فتاة مقبلة على الزواج بأهمية الانتباه لشخصية وصفات من يتقدم للارتباط بها منذ البداية، والابتعاد عن الرجل الذي يتفاخر بأمواله، حيث يشير ذلك لتعامله معها كأحد مقتنياته حال أتمام الزواج.