تعد العلاقات المصرية النمساوية علاقات تاريخية على مر العقود، وكانت البلدان تشهدان أوجها عديدة للتعاون والتنسيق، وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يتعمق التعاون بين البلدين وخاصة في أعقاب زيارة الرئيس السيسي لفيينا في 2018 والتي كانت الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم وأول زيارة رئاسية بين البلدين من أكثر من 11 عاما.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مستشار النمسا "كارل نيهامر" بقصر الاتحادية، ومن المقرر عقد مباحثات بين الجانبين يعقبها مؤتمر صحفي.

 

العلاقات المصرية النمساوية

لعبت النمسا دورا كدولة محايدة أثناء الحرب الباردة، وربطت المستشار النمساوى الأسبق كرايسكى والرئيس الراحل أنور السادات علاقات تعاون حيث إسهاما فى إطلاق عملية السلام، وتشهد العلاقات الحالية بين قيادتى مصر والنمسا تعاوناً مثمراً واتصالات متبادلة، بهدف تعزيز التعاون والعلاقات المشتركة،

وزار الرئيس السيسي فيينا في 2018 للمشاركة فى المنتدى الأوروبى الإفريقى في زيارة هي الأولى من نوعها والتي أعطت تلك العلاقات زخمًا كبيرا، حيث استقبله حينها ألكسندر فان دير بيلين رئيس النمسا بحث  الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والتجارية والاستثمارية، كما التقى الرئيس مع المستشار النمساوي سباستيان، بحثا عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفى نوفمبر 2021 التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى مع المستشار النمساوي حينها ألكسندر شالنبرج في مدينة جلاسكو الإسكتنلدية، على هامش قمة المناخ شهد اللقاء استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتجاري في ظل الجهود المصرية لتحسين مناخ الأعمال وتشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خاصة في ضوء البنية التحتية الحديثة والمتكاملة الأركان التي باتت تتمتع بها مصر ، كما جرى التباحث حول عدد من الملفات ذات الصلة بالقضايا الإقليمية والأزمات التي تعاني منها عدة دول بالمنطقة.

وفي 24/5/2017 التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي والمستشار النمساوي آنذاك كريستيان كيرن، وعقدا مباحثات رسمية، بقصر الاتحادية، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية وعددا من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما ناقش الجانبان تداعيات الأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة على أمن واستقرار الشرق الأوسط وأوروبا، ومن بينها موضوعات تدفقات اللاجئين والمهاجرين وسبل التعامل معها، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب والتطرف .

وفي 19/9/2016 التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع المستشار النمساوي "كريستيان كيرن" على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك ،أعرب الرئيس في بداية اللقاء عن تقدير مصر لعلاقات الصداقة التي تربط بين البلدين، مؤكداً على تطلعنا لتطويرها وتحقيق نقلة نوعية في التعاون الثنائي خلال الفترة القادمة، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي ليتناسب مع العلاقات السياسية المتميزة التى تجمع بين البلدين.

 

التعاون بين مصر والنمسا

يربط مصر والنمسا تاريخ من العلاقات الاقتصادية المتميزة، وقعت مصر والنمسا حوالي 16 اتفاقية متعلقة بالقطاع الاقتصادي منذ عام 1926، منها مجلس رجال الأعمال المصري النمساوي، اتفاق المشاركة المصرية الأوروبية، وكذلك تم تأسيس مجلس رجال الأعمال المصرى النمساوى فى نوفمبر 2006 تنفيذا لما تم الاتفاق عليه خلال زيارة رئيس الجمهورية للنمسا من أجل تنشيط علاقات التعاون بين البلدين فى جميع المجالات.

وتضم الاستثمارات النمساوية في مصر 173 مشروعاً في مجالات الصناعة والخدمات والسياحة والانشاءات والتمويل والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حسبما أوضح المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة في تصريحات له، ودعا سمير الشركات النمساوية للاستثمار في السوق المصري لا سيما في مشروعات البنية التحتية والنقل والمواصلات وتطوير الموانئ واللوجيستيات,